شمال أفريقيا وغرب آسيا الأكثر تضررا.. الفاو تحذر من تراجع نصيب الفرد من المياه المتجددة عالميا بنسبة 7%
الثلاثاء، 16 ديسمبر 2025 01:37 م
هانم التمساح
حذّرت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) من تفاقم أزمة ندرة المياه على مستوى العالم، كاشفة أن نصيب الفرد من المياه المتجددة انخفض بنسبة 7% خلال السنوات العشر الأخيرة، في ظل تصاعد الضغوط على موارد المياه العذبة.
وأظهرت بيانات الفاو لعام 2025 أن الطلب المتزايد على المياه، لا سيما في المناطق التي تعاني أصلًا من الشح، أسهم في زيادة استنزاف الموارد المائية، سواء من الأنهار أو الخزانات الجوفية، التي تواجه مستويات متقدمة من الإجهاد المائي.
وأشارت المنظمة إلى أن مناطق شمال أفريقيا وغرب آسيا تعد من أكثر الأقاليم تضررًا، نظرًا لمحدودية مواردها الطبيعية من المياه العذبة، إلى جانب الارتفاع المستمر في معدلات السحب المائي.
وأكدت الفاو أن القطاع الزراعي لا يزال المستهلك الأكبر للمياه عالميًا، حيث يستحوذ على نحو 72% من إجمالي عمليات سحب المياه العذبة في العديد من مناطق العالم، ما يزيد من حدة التحديات المرتبطة بالأمن المائي والغذائي.
وتُعد أزمة ندرة المياه من أخطر التحديات العالمية في القرن الحادي والعشرين، نتيجة تداخل عدة عوامل أبرزها النمو السكاني، وتغير المناخ، وسوء إدارة الموارد المائية. وتشهد العديد من الدول انخفاضًا مستمرًا في حصة الفرد من المياه، ما يهدد قطاعات حيوية على رأسها الزراعة والطاقة والأمن الغذائي.
وتشير تقارير أممية متعاقبة إلى أن مناطق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تقع ضمن نطاق الإجهاد المائي الحاد، حيث يقل نصيب الفرد من المياه عن المعدلات العالمية بكثير. كما أن الاعتماد الكبير على الزراعة التقليدية وأنظمة الري غير الكفؤة يفاقم من استنزاف الموارد المحدودة.
وتحذر منظمات دولية من أن استمرار الاتجاه الحالي قد يؤدي إلى أزمات إنسانية واقتصادية، ونزاعات على الموارد، ما لم تُتخذ إجراءات عاجلة تشمل تحسين كفاءة استخدام المياه، وتطوير تقنيات الري، وتعزيز سياسات الإدارة المستدامة للمياه.