مفتي الأردن يؤكد دور الفتوى في حفظ كرامة الإنسان ومواجهة التحديات المعاصرة
الإثنين، 15 ديسمبر 2025 01:51 م
منال القاضى
أكد مفتي المملكة الأردنية الدكتور أحمد الحسنات على الأهمية البالغة للفتوى وقضايا الواقع الإنساني في زمن تشهد فيه كرامة الإنسان تراجعًا واستغلالًا من قبل من يمتلكون القوة والسلطة.
وأوضح الحسنات في كلمته خلال الندوة الدولية الثانية للأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم بعنوان" الفتوى وقضايا الواقع الإنساني" أن الإسلام جاء ليؤكد أن لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى، وأن كرامة الإنسان مصونة مهما كان دينه أو جنسه أو عرقه، أو لونه مستشهدًا بالآية الكريمة: «ولقد كرّمنا بني آدم وحملناهم في البرّ والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلًا».
وأشار الدكتور الحسنات إلى أن مقاصد الشريعة الإسلامية الغراء تهدف إلى الحفاظ على دين الإنسان ونفسه وعقله وعرضه وماله، غير أن الانتهاكات التي نشهدها اليوم من عدوان وإبادة وتجويع وتهجير في القدس الشريف وغزة تدل على حاجة البشرية إلى إعادة النظر في مسارها، وتصحيح ما اعوجَّ من مسيرة الإنسانية.
وشدد المفتي على أن العلماء والدعاة يجب أن يكونوا قدوة كما كان نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم، ولينفذوا قول الله تعالى: «كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله».
وأضاف أن مهمة الأمة حماية الإنسانية، والدفاع عن الحق والعدل والصدق والرحمة، وهي القيم التي جاء بها الإسلام.
وأشار إلى أن دائرة الإفتاء العام في الأردن قد تحوّلت بالفكر والعمل من الإطار النظري للفتوى إلى الميدان العملي، لتثبيت هوية الأمة وحماية كرامتها، من خلال تبني القضايا المجتمعية وإقامة المشاريع الخيرية ودعم الفقراء والمساكين.
وأكد على أن المفتين في العالم العربي والإسلامي هم قادة الرأي والفكر، ويجب أن يكون لهم دور بارز في توجيه الشعوب مستندين إلى القرآن الكريم والسنة ومناهج العلماء والمذاهب الفقهية لضبط وتنظيم الفتاوى بما يخدم المسلمين جميعًا.