من مصر منارةً للقرآن إلى العالم… «دولة التلاوة» مشروع وعي يحيي الهوية ويواجه التطرف
الأحد، 21 ديسمبر 2025 11:43 ص
في وقت تتسارع فيه المتغيرات التكنولوجية وتتراجع فيه القيم لدى بعض المجتمعات، يبرز برنامج «دولة التلاوة» كنموذج مضيء يعيد للقرآن الكريم حضوره المهيب في الوجدان العام، ويستحضر جمال التلاوة المصرية الأصيلة، ليكون رسالة تتجاوز حدود الشاشة، وجسرًا يربط الأجيال الجديدة بجذورها الروحية واللغوية، ويعزز مفاهيم التلاوة الصحيحة والتدبر الواعي لكلام الله، وهو ما انعكس في إشادات واسعة من أعضاء البرلمان.
وأشاد النائب جلال القادري، عضو مجلس الشيوخ، بالبرنامج، مؤكدًا أنه يمثل إضافة نوعية للإعلام الديني، ويجسّد توجه الدولة المصرية نحو دعم الخطاب الديني الرشيد، وصون الهوية الثقافية والروحية للمجتمع. وأوضح أن «دولة التلاوة» أعاد تقديم التلاوة القرآنية باعتبارها قيمة حضارية وإنسانية، لا مجرد أداء صوتي، وأحيا مدرسة التلاوة المصرية العريقة، بما يسهم في ترسيخ الوعي الديني المعتدل، خاصة لدى الشباب.
وأشار القادري إلى أن البرنامج يعكس اهتمام الدولة ببناء الإنسان، من خلال توظيف القوة الناعمة والإعلام في خدمة القيم الأخلاقية والإنسانية، معتبرًا إياه نموذجًا راقيًا للتكامل بين الرسالة الدينية والاحتراف الإعلامي، ومشددًا على أهمية تعميم مثل هذه التجارب الهادفة لمواجهة الفكر المتطرف وترسيخ الصورة السمحة للدين.
من جانبه، أكد النائب مصطفى أبو زهرة، عضو مجلس الشيوخ، أن «دولة التلاوة» تجربة إعلامية متميزة تعكس حرص الدولة على الحفاظ على التراث الديني الأصيل، ودعم الخطاب الوسطي الذي يجمع بين عمق المعنى وجمال الأداء. ولفت إلى أن البرنامج أسهم في إعادة الاعتبار لمدرسة التلاوة المصرية باعتبارها أحد أعمدة القوة الناعمة، وربط الأجيال الجديدة بتاريخ عريق من الإبداع القرآني.
وأوضح أبو زهرة أن البرنامج نجح في توظيف الإعلام لخدمة القيم الوطنية والدينية، بما يدعم جهود الدولة في مواجهة الأفكار المتطرفة، داعيًا إلى الاستمرار في دعم مثل هذه الأعمال التي تعزز الهوية وتحفظ مكانة مصر الريادية في علوم القرآن والتلاوة.
وفي السياق ذاته، قال النائب أحمد الشرقاوي، عضو مجلس النواب، إن «دولة التلاوة» يقدم نموذجًا واعيًا للإعلام المسؤول، الذي يحترم قدسية النص القرآني، ويطرح التلاوة بوصفها جزءًا أصيلًا من الوجدان الجمعي المصري. وأوضح أن البرنامج يعيد الاعتبار لمدرسة التلاوة المصرية كركيزة ثقافية وروحية أسهمت في تشكيل الوعي الديني وترسيخ مكانة مصر كمرجعية راسخة في علوم القرآن.
وأكد الشرقاوي أن أهمية البرنامج تنبع من فلسفته التي توازن بين احترام الرسالة الدينية ومتطلبات العصر، مشيرًا إلى أن هذا النوع من المحتوى قادر على تحصين الوعي العام، خاصة لدى الأجيال الجديدة.
كما أوضح الدكتور نور الدين مصطفى، عضو مجلس الشيوخ، أن «دولة التلاوة» يقدّم قراءة جديدة لدور الإعلام في التعامل مع القرآن الكريم، تقوم على إبراز التلاوة كعنصر أساسي في الوعي الثقافي والروحي، وربط جمال الأداء بعمق المعنى، بعيدًا عن القوالب التقليدية.
وشدد على أن البرنامج يعكس إدراكًا مؤسسيًا لأهمية الإعلام في دعم الخطاب الديني المستنير، ومواجهة مظاهر التشدّد أو التدين الشكلي، مؤكدًا أن دعم مثل هذه التجارب يُعد استثمارًا حقيقيًا في الوعي وبناء الإنسان، ويعزز مكانة مصر التاريخية كمنارة للقرآن وعلومه