قضايا خلافية تهدد التحالف «المصري - السعودي».. أبرزها التدخل البري في سوريا.. «القوة العربية المشتركة» محلك سر.. أحلام وزير الدفاع السعودي كفيلة للاطاحة بالمنطقة العربية.. ومصر تقف أمامها بحزم

الإثنين، 15 فبراير 2016 12:40 م
قضايا خلافية تهدد التحالف «المصري - السعودي».. أبرزها التدخل البري في سوريا.. «القوة العربية المشتركة» محلك سر.. أحلام وزير الدفاع السعودي كفيلة للاطاحة بالمنطقة العربية.. ومصر تقف أمامها بحزم
عبد الفتاح السيسي
إبراهيم مطر

جاء إعلان الموقف المصري الرافض لحل الأزمة السورية عسكريا، مخالفا لتوجه المملكة العربية السعودية التي تدعو لتدخل بري، وهو ما يطرح تساؤلات حول إمكانية تأثير القضايا الخلافية بين مصر والسعودية على التحالف الذي نشأ في أعقاب الإطاحة بالإخوان في 30 يونيو، وهو ما ظهر جليا بعدما أطلق الرئيس عبد الفتاح السيسي صافرة الأنذار للخروج الشرعي للقوة العربية المشتركة، وبدأ الغموض يحوم حول مصير هذه القوة وإمكانية حدوثها من الأساس، لتدخل العلاقات المصرية السعودية في مرحلة الفتور.

حيث أعلنت جامعة الدول العربية في 26 أغسطس الماضي، أنها تلقت طلبًا من السعودية بتأجيل جلسة الجامعة التي كان من المقرر أن تبت في إقرار بروتوكول القوة العربية المشتركة، دون تحديد موعد آخر، وهو التأجيل الثاني من نوعه، وقد دعمت أربع دول أخرى الطلب السعودي «البحرين والكويت وقطر والإمارات»، وهو ما أفشل جهود عقد الاجتماع النهائي، وأعطى مؤشرًا واضحًا على وجود خلافات مصرية سعودية، وترصد «صوت الأمة» أبز القضايا الخلافية بين الدولتين.

الخلافات المصرية السعودية

الخلاف حول تأجيل التوقيع على إنشاء القوة العربية المشتركة أثار العديد من التساؤلات حول طبيعة العلاقات المتوترة بين مصر والسعودية.

تحاول مصر والسعودية دائمًا الحفاظ على علاقات دبلوماسية متينة، إلا أن الواقع الحالي وبعيدًا عن التصريحات الدبلوماسية الصادرة عن الطرفين بأنه لا خلاف بين البلدين، يوحي بعكس ذلك فقد بدأت الخلافات المصرية السعودية تخرج من السر إلى العلانية.

بعد رحيل الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز برز تغير ما في سياسات المملكة العربية السعودية نحو مصر، وتباعد مواقفهما من بعض القضايا، وحدث تباين كبير في موقف مصر والسعودية، فلم تعد مواقف الطرفين متطابقة مثلما كانت عليه في عهد الملك الراحل.

وقوف مصر ضد أحلام وزير الدفاع السعودي

يأتي التقارب المصري السوري الأخير بدعم من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ليشكل نقطة خلاف بين القاهرة والرياض، حيث تتخذ الرياض موقفا عدائيا واضحا من الرئيس السوري بشار الأسد منذ بداية الأزمة، إلا أن العلاقات المصرية السورية بدأت تتخذ منحنى مختلف عن رغبات السعودية.

بدأت السعودية تدرك ذلك في القمة العربية الأخيرة التي عقدت في شرم الشيخ، حيث رفضت مصر حضور أيًا من ممثلي المعارضة السورية، على عكس رغبة الرياض التي كانت تريد حضورًا للمعارضة في هذه القمة، وهو ما يشير إلى أن القضية السورية أولى نقاط الشقاق بين الحليفين.

جاءت مشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي والملك الأردني عبد الله الثاني، وولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد، في مشاورات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مؤخرا حول الوضع في سوريا، لتؤكد صحه ما يدور في رأس حكام المملكة، بأن الدول العربية الثلاث تقود تحالف يحشد لتسوية سياسية في سوريا، تتضمن بقاء الرئيس السوري بشار الأسد في الحكم، وهو ما أثار حفيظة الرياض، ودفع وزير الخارجية السعودي عادل الجبير إلى قطع الشكوك حول موقف السعودية من الرئيس السوري، عندما قال إنه لا مساومة في هذا الأمر.

كما أن زيارة الوفد الإعلامي المصري مؤخرًا إلى سوريا ولقائه مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم، قد أكد على دعم النظام المصري لوجهة نظر النظام السوري والمسئولين فيه.

متانة العلاقات المصرية الروسية

التقارب المصري الروسي أحد أهم الأسباب التي عززت الخلاف بين الطرفين، وتعتبر المواقف الموحدة بين مصر وروسيا تجاه اليمن وسوريا مؤخرًا أحد تجليات هذا التقارب، حيث تزداد زيارات الرئيس السيسي إلى روسيا، ويتصاعد التقارب بين السيسي ونظيره الروسي بوتين، وتزدهر العلاقات الاقتصادية وتنشط الصفقات العسكرية، يأتي ذلك بالتزامن مع تصاعد التوتر في العلاقات الروسية السعودية، حيث بلغ الخلاف السعودي الروسي ذروته بشأن ملفات رئيسية بالمنطقة أبرزها الملفين السوري واليمني، والعلاقة بين موسكو وطهران.

أثار موقف قراءة الرئيس عبد الفتاح السيسي لرسالة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أثناء الجلسة الختامية للقمة العربية الأخيرة في شرم الشيخ، استياء وزير الخارجية السعودي السابق الأمير سعود الفيصل، الذي عبر عن هذا الغضب قائلًا، إن روسيا تؤجج الصراعات داخل الشرق الأوسط.

محاولات السعودية لتدخل مصر عسكريا باليمن

موقف مصر من الحرب السعودية في اليمن أيضًا كان نقطة خلاف بين البلدين، فبالرغم من إعلان مصر انضمامها إلى التحالف في أول الأمر، إلا أنها لم تشارك بفاعلية في التحالف العسكري وظلت مترددة في موقفها، بالإضافة إلى استقبالها وفود معادية للرئيس اليمني منصور هادي الذي تستضيفة السعودية، كما أن مصر تدخلت في رعاية مباحثات تهدف لتسوية سياسية، وهو ما ترفضه السعودية قبل تحقيق تقدم ميداني معين يكون ورقة ضغط أثناء المفاوضات.

يرى مراقبون أن السعودية تجاوبت مع الرغبة المصرية في تشكيل القوة العربية المشتركة في إطار مساعيها لدفع مصر للانخراط بقوة في دعم عملية عاصفة الحزم في اليمن بقوات برية، فعندما رفضت القاهرة التجاوب مع الرغبة السعودية بالانخراط في المستنقع اليمني، عادت الرياض عن موقفها في إنشاء القوة المشتركة.

السعودية تخطو نحو الإخوان

رأت القاهرة أن المملكة تخطو خطوات سريعة باتجاه الدوحة وأنقرة، وهي تعرف جيدًا أن قطر وتركيا داعمين إقليميين لجماعة الإخوان المسلمين وهو الأمر الذي لا يقبله النظام المصري، حيث تعلم الرياض جيدًا أن ملف الإخوان المسلمين مغلق تمامًا بالنسبة للقاهرة، ومع ذلك تسعى إلى إثارة مشاعر الغضب المصري والتعامل مع هذا الملف كورقة ضغط.

التدخل العسكري في ليبيا

الخلاف المصري السعودي لم يقف عند اليمن وسوريا فقط بل امتد إلى ليبيا، حيث تختلف وجهات النظر المصرية والسعودية في الشأن الليبي تمامًا، فمصر ترى ضرورة وجوب توجية ضربات عسكرية للمسلحين في ليبيا وهو ما يدعم ويقوي من عزيمة اللواء خليفة حفتر، الذي طلب أكثر من مرة تدخل القوات المصرية في ليبيا للمساعدة في القضاء على التنظيمات الإرهابية الناشطة هناك، وهو ما ترفضه السعودية تمامًا.


موقع «ميدل إيست بريفينج» الأمريكي يكشف حقيقة توقف مشروع القوي العربية المشتركة


ذكر موقع «ميدل إيست بريفينج» الأمريكي في تقرير له أن نظام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يعتبر الإرهاب والتطرف الإسلامي، هما الأكثر تهديدا لمصر والاستقرار الإقليمي، في حين ترى السعودية في التوسع الإيراني التهديد الأكبر في المنطقة.

واستطرد السعوديون بناء على الرؤية السابقة يعتبرون الإخوان حليفا محتملا، في المعركة ضد التوسع الإيراني في المنطقة، في حين ترى مصر أن جماعة الإخوان هي التهديد الرئيسي لاستقرارها الداخلي، وسبب الأزمة في كل من ليبيا وسوريا.

وأشار الموقع إلى أن هذا الخلاف من شأنه أن يعرقل قرار تشكيل قوة عربية مشتركة، الذي تمت الموافقة عليه بالقمة العربية الأخيرة، وكانت الأيام الأخيرة شهدت هجوما من بعض الإعلاميين المصريين على عاصفة الحزم، الي تقودها السعودية ضد الحوثيين باليمن، كما اتهم المحلل السياسي المصري أحمد عز الدين، السعودية بتدمير البنية التحتية للشعب اليمني لنشر الفوضى لصالح جماعة الإخوان في اليمن.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق