بالفيديو والصور.. 20 قرية بأبو قرقاص تستغيث لدفن «الموتى».. الدولة تستولي على جبانة «أسعد أفندي».. ومواطن: هنجيب منين فلوس ندفع الغرمات.. الرئيس قال طبطوا علينا مش موتونا
الأحد، 21 فبراير 2016 12:35 م
يشهد، مركز أبو قرقاص بالمنيا، حالة من الغضب الشديد تسيطر على الأهالي، إذ قامت الوحدة المحلية بتحرير محاضر لهم، عقب دفن موتاهم، مؤكدين أن أرض المدافن تابعة لأملاك الدولة، مطالبين الدولة بتخصيص قطعة أرض لإنشاء مدافن لهم.
لم تكن تلك القضية على قرية واحدة فحسب، بل طالت ربوع مدينة أبو قرقاص، ومن بينهم «عجوة، وعزبة الضالم، وعزبة صالح باشا، وسيمون،وعزبة زكي»، لصدور عدة قرارات من قبل، -والتي لم يتم إخطاره أهل القرى بها-، تقضي بمنع الدفن منذ عدة سنوات بالجبانة، فقرروا التواجد بجوار مقابر ذويهم خشية من هدمها.
في البداية، قال «رشدي شحاتة»، أحد الأهالي، «أنا عمري 80 سنة، ومنذ ولادتي وأنا أعلم أن جثة جدي تم دفنها عام 1936 بجبانة الشيخ نجيم بزمام القرية، وتم دفن والدي بجواره والجميع يعلم أن هذا المكان هو عبارة عن جبانة مسلمين منذ عام 1906، تبرع بها أحد الأهالي لاستخدامها جبانة لدفن الموتى، وهناك أوراق من المساحة تثبت أن تلك القطعة بالفعل هي كذلك».
وأوضح مصطفى محمد عبد الغني، أن أجدادهم تم دفنهم بهذ الجبانة ولا يوجد بديلًا لها، مشيرًا إلى إنهم أثناء قيامهم بدفن أحد الموتى بقرية «بني حسن»، وتعين عليهم استقلال إحدى المعديات لعبور النهر، والتي غرقت وأسفرت عن مصرع 7 أشخاص، مضيفًا: «نحن غير قادرين على العودة مرة أخرى لاستقلال هذه المعديات التي تعتبر الطريق الأسرع للموت».
سعر المقبرة 10 آلاف جنيه
وأضاف «عبدالغني»: «فوجئنا بقيام الوحدة المحلية لمركز أبو قرقاص بتحرير محاضر لنا، وعلمنا أن المحاضر حررت لأن هذا المكان تم إيقاف الدفن به، لكن لم يتم إخطارنا، وأنا من بين المتهمين بالتعدي على تلك القطعة، وصهري حكم عليه بالسجن لمدة عام وغرامة مالية قدرها 10 آلاف جنيه، كما طالبنا المجلس بهدم المقابر بمقابل الحصول على جواب رد الشيء لأصله، فقمنا بهدم القبور لكن ماذا نفعل بعظام الموتى».
وأضاف شعبان رزق: «هذه الجبانة لم تكن تابعة لأملاك الدولة، فعمرها يصل لنحو 120 عامًا، وفوجئنا بأن المجلس قدم ضدنا شكاوي على الرغم من عدم وجود أراضي إصلاح أو أملاك دولة مطلقًا بهذه المنطقة».
وأعرب «كمال سيد» عن الخوف الذي يجتاحهم من البقاء في منازلهم حتى لا يتم القبض عليهم، نتيجة المحاضر المحررة ضدهم، على الرغم من إنهم المتضررين - على حد قوله-، مضيفًا: «مطلوب مني دفع 2000 جنيه كغرامة علشان أجدد القبر بتاعي، لكن هجيب منين المبلغ ده، أنا مش محتاج شقة أو كشك أو غيره، أنا محتاج إلى الدفنة الخاصة بي فقط»، لافتًا أن تلك الجبانة ملك لـمحمد أسعد أفندي، والذي تبرع بها للأهالي كجبانة للمسلمين، لكن ما تم تسجيله بالمحاضر يوضح العكس، وإنهم تعدوا على أملاك الدولة.
واستكمل: «سمعنا عن إصدار قرار رقم 127 لسنة 2004، بإيقاف الدفن بتلك الجبانة، لكننا لم نر هذا القرار ولم يتم إخطارنا به وإلا كنا قمنا بإيقاف الدفن، فالرئيس يقول طبطبوا على الشعب مش موتوهم»، مشيرًا إلى وجود جثمان شهيد توفى أثناء المظاهرات بالقاهرة، وتم دفنه بالجبانة منذ عدة سنوات.
من جهته، قال أحمد علي حسن، مدير تنمية مركز ومدينة أبو قرقاص بالمعاش، «تلك الجبانة ملك لمحمد أسعد أفندي، نمرة 23، لم نراه، لكننا وجدنا أنه تبرع بنحو فدان و20 قيراطًا كجبانة للمسلمين، فكان يتم الدفن وأنشأ المقبرة بالطوب اللبن، ومع التطور بدأ عمل تلك المقابر بالطوب الحجري، فقرر الأهالي إنشاء سور حولها».
وطالب الأهالي، محافظ المنيا اللواء طارق نصر، بإلغاء قرار رقم 127 لسنة 2004، والذي يقضي بإيقاف الدفن بالجبانة، رأفة بهم وتخصيص تلك المساحة للأهالي.