«كاريوكا»تحرج «الملك فاروق»
الإثنين، 22 فبراير 2016 04:39 م
تعد «تحية كاريوكا» واحدة من رائدات الرقص الشرقي في مصر، والتي تميزت بإسلوبها الخاص، ثم دخلت عالم التمثيل أيضا، ولم تقتصر موهبتها علي الرقص والتمثيل فقط، ولكن كان لها دور سياسي واضح قبل ثورة يوليو، وكانت معروفة بجرأتها الشديدة ومواقفها الواضحة مع ملوك ورؤساء مصر.
ومن أبرز المواقف السياسية والنضالية، أنها في عام 1948م، ساعدت كاريوكا الفدائيين، من خلال نقلها للسلاح بنفسها، بواسطة سيارتها الخاصة، وتخزينه فى مزرعة أختها مريم.
كما تسببت في إحراج «الملك فاروق»، عندما شاهدته في كازينو، «الأوبرج»، وقالت له ساخرة، عقب الإنتهاء من رقصتها: «مكانك مش هنا يا جلالة الملك، مكانك في القصر»، ما جعله يسرع في الإنصراف.
واعتقلها «جمال عبد الناصر» مع بعض أعضاء الحزب الشيوعى المصرى عندما انتقدت أداء حكومة ما بعد ثورة 23 يوليو، ووصفت أداءهم بأنه لا يفرق شيئا عن أداء الملك فاروق.
واُعتقلت بعدها مرة أخري ما يقرب من 101 يوم هي وزوجها الضابط «مصطفي كمال صدقي» عندما قالت «ذهب فاروق، وجاء الفواريق» وهو ما أدى إلى غضب السلطات منها وإعتقالها.
وايضًا كان لها دور هام ولا ينسي مع الرئيس الراحل «أنور السادات»،حيث لعبت دور المنقذ، وكانت السبب وراء إنقاذ حياته،عقب صدور الحكم عليه بالإعدام، لإغتياله «أمين عثمان»، رجل القصر الخائن، وقامت «كاريوكا» في ذاك الوقت، بتهريبه، وإخفاءه لمدة عامين، في مزرعة يمتلكها صهرها، ولم تكتفي بذلك، بل قامت أيضًا بحماية الصحفي اليساري «صلاح حافظ»، مرتين، الأولى في عهد «جمال عبد الناصر»، عندما كان طالبًا، والثانية في عهد الرئيس «السادات»، عقب إنضمامه لتنظيم شيوعي سري، وتوجيه إنتقادات لاذعة للسادات عبر مقالاته.
وعلي الرغم من تقدمها بالسن، إلا أنها قادت إضراب نقابات المهن التمثيلية في أغسطس من عام 1978م، وإستطاعت أن تضرب عن الطعام لمدة 10 أيام داخل النقابة، إحتجاجًا على إصدار القانون 103 لسنة 1978، الذي يعطى الحق للنقيب بالترشح مدى الحياة، ولم تفض «كاريوكا» الإضراب، هى وزملائها، إلا بعد أن وعدت الحكومة أنذاك بتعديل القانون، وتأجيل الإنتخابات، التي كان من المقرر عقدها طبقًا لهذا القانون.
وستظل حياة «كاريوكا» محفورة من ذهب في صفحات تاريخ النضال الوطني، وكما قال عنها المفكر الكبير «جلال أمين»، «حياة كاريوكا.. كانت بتحكي قصة مصر في ثمانين سنة».