فقراء سبقوا دعوة السيسي وباعوا أنفسهم.. شاب يبيع كليته لشراء غرفة نوم.. وآخر لينفق على أطفاله.. وسيدة تتنازل عن رضيعها لأسرة سرية لعدم قدرتها على توفير اللبن.. ومصاصو الدماء ينتهكون أجساد المواطنين

الأربعاء، 24 فبراير 2016 10:48 م
فقراء سبقوا دعوة السيسي وباعوا أنفسهم.. شاب يبيع كليته لشراء غرفة نوم.. وآخر لينفق على أطفاله.. وسيدة تتنازل عن رضيعها لأسرة سرية لعدم قدرتها على توفير اللبن.. ومصاصو الدماء ينتهكون أجساد المواطنين
صورة تعبيرية
عبير صادق

لم يكن فيلم الجراج، بطولة نجلاء فتحى، مجرد قصة سينمائية، ولكنه يفجر مأساة يعيشها المجتمع المصري، ويعانى منها كثير من المواطنين بسبب صعوبة الحياة وغلاء الأسعار وعدم القدرة علي المعيشة، التى جعلت من أم فقيرة تضحي بأطفالها وتبيعهم بالدور مقابل مبلغ من المال تنفق منه علي من تبقي لديها، وكان قلبها يحترق ولكن لم تجد حل آخر أمامها.

لم تسير الظروف علي وتيرة واحدة، بل أصبح هناك شباب يبيعون كليتهم ويعرضونها علي المارة فى شوارع القاهرة، فكانت هذه الفرصة الذهبية أمام سماسرة تجارة الأعضاء ومصاصي الدماء، لينزعوا الأعضاء بشرية من الأجساد ويتجارون فيها، وأصبح هناك مواقع متخصصة للإعلانات عن بيع وشراء الأعضاء.

وللأسف بيع الأطفال يتم في اتفاقيات سرية مسبقة قبيل عملية الإنجاب ويتم بيعها إلى أسرة غنية ومعظمهم من خارج المحافظة، وتكلفة عملية الأنجاب ومصاريف المستشفى والعلاج تصرف من قبل الوسيط والتي لا تتجاوز 1500 دولار طيلة فترة الحمل.

وترصد "صوت الأمة"، ضحايا الفقر ومصاصي الدماء الذين ضحوا بأنفسهم بعد أن دمرتهم المعيشة:

بسبب غرفة نوم باع كليته:
(خ. م) ٢٧ عامًا، والذي سرد قصته قائلا: "اشتريت غرفة نوم صغيرة بالتقسيط، لا تتجاوز مساحتها ٥ أمتار، لتحقيق حلم الزواج بجارتي الشابة، ووقعت علي شيكات لصاحب المعرض، وتعيش أمي معنا بالغرفة لأنني المسؤول عنها، لكن بعد مرور شهرين من الزواج، طالبني صاحب المعرض بدفع الشيكات المؤجلة".

وأضاف: "لم أجد أمامي سوي حلين إما الدفع أو الحبس بعد تراكم الديون علي، وأغلقت جميع الأبواب في وجهي، وفي هذه الظروف جاءني سمسار يدعي «محمد اللاهوني» وعرض علي بيع كليتي مقابل ١٢ ألف جنيه، ولم أجد أمامي سوي الموافقة هربًا من سجن محقق".

باع كليته ليستأجر محل فول:
أما قصة محمد رجب «٤٢ سنة» عامل في أحد المطاعم فهي الأكثر مأساوية، حيث كان يحلم باستئجار محل صغير لبيع «سندوتشات» الفول والطعمية، بدلًا من الوقوف في الشارع والدخول في مشاكل مع شرطة المرافق، وضمان دخل ثابت لأسرته وأبنائه الخمسة، كما تقول زوجته، ولتحقيق حلمه باع كليته في العام الماضي مقابل ١٠ آلاف جنيه، إلا أن حالته الصحية تدهورت بعد مرور عام من بيعها وتوفي علي الفور.

تراكمت عليه الديون فباع كليته:
سمير السيد الوكيل «٢٦ سنة»، ضحية أخري للفقر ولسماسرة الأعضاء، حيث باع كليته، بعد أن تراكمت عليه الديون، واستدان من طوب الأرض- كما تقول قريبة- له حيث لجأ إلي ذلك بعد أن تدهورت أحواله بعد وفاة والده، وزواج والدته وانشغالها عنه، مما دفعه إلي تعاطي المخدرات، وتوقيع شيكات «علي بياض»، فاضطر لبيع كليته لسداد ديونه.

أحد مصابي الثورة باع كليته لينفق علي أطفاله:
وفى مشهد مأساوي تعيش أسرة «سعيد محمد سعيد» المكونه من سبعة أفراد أكبرهم لايتعدي الـ 10سنوات ووالدة الأب المريضة وتحتاج إلى علاج داخل منزل بسيط بقرية كفر شاويش التابعه لمركز فاقوس، روي سعيد قصته بدموع عينيه "أصبت في 28 يناير بطلق خرطوش في العين اليمني وبعد إجراء العديد من العمليات فشلت في إنقاذ عيني وفقدت الرؤية بها تمامًا وبعد أن فقدت مصدر رزقي حيث كنت أعمل سائق بالأجرة طرقت جميع أبواب المسؤولين لانقاذي وانقاذ حياة اسرتي من التشرد لتسديد ديوني والحصول علي مسكن".

وتابع سعيد: "بعد أن فقدت الامل في جميع المسؤولين وبدلًا من ان اتعرض للسجن وافقد اسرتي لأنى العائل الوحيد لها عرضت كليتي للبيع وتم التبرع بالفعل لمواطن من محافظة الاسكندرية مقابل مبلغ مالي قمت به بتسديد ديوني.. بعد أن عينت من قبل الدولة بالوحدة المحلية بمرتب ضئيل حصلت علي قرض وراتبي الآن لا يتعدي 300 جنيه لا تكفي مصروفات عائلتي ووالدتي المريضة".

وأضاف سعيد: "أنا من مصابي الثورة وفداءا لمصر وحزين جدا للتقليل من شأننا وكنت اتمني لو اري اهتمام وتقدير أكثر من ذلك من جانب الدولة".

باع كليته مقابل 150 ألف جنيه ونصبوا عليه:
قال شاب يدعى "محمود" أحد ضحايا تجارة الأعضاء، إنه كان بحاجة إلى أموال لدفع إيجار شقته واقترح أحد أصدقائه عليه ببيع كليته ودله على إحدى الطبيبات التي تساعده على بيع كليته، مضيفا أنه تواصل مع الطبيبة وبالفعل بايع الكلية مقابل 150 ألف جنيه لكنه فوجئ بعد حصوله على 25 ألف جنيه فقط.
وأضاف محمود، أنه دفع جزء من ديونه وبعد ذلك اختفت الطبيبة التي أجرت العملية له ولن يستطيع الحصول على باقي المبلغ المتفق عليه لبيع الكلى لشراء مسكن.
وأكد، أنه الآن لا يوجد لديه مأوي ولا يستفيد شيئا من بيع كليته ولا يستطيع التواصل مع الطبيبة التي أغلقت هاتفها واختفت بعد إجراء العملية.

باعت رضيعها لعدم امكانيتها لشراء الحليب:
أما نورهان.م (20عامًا) وهي شقيقة أحد الأطفال الرضع الذين تم بيعهم قصت مأساتها وقالت: "والدتي باعت شقيقي الأصغر وهو رضيع لا يتجاوز ستة أشهر بسبب عدم امتلاكنا ثمن شراء الحليب"

وأوضحت: "ظروفنا الصعبة والمريرة أجبرتنا على بيع شقيقي وهو امر لا يحتمله العقل، فلا مكان ولا مال ولا غذاء لدينا فكان الأفضل بيعه الى احدى العائلات الميسورة الحال حتى وإن كان بمبلغ زهيد لضمان بقائه على قيد الحياة".

باع طفلته ذات الـ6 سنوات:
قال "ح.ج"، رب أسرة مكونة من 11 فردا وليس لديه عمل وهو يسرد قصته والدموع تنهمر من عينيه بالقول "لدي طفلة في الشهر السادس من عمرها، وانني لا اريد التفريط بها لكني لا أمتلك المال لإطعامها، ولا استطيع توفير الحياة الآمنة لها ولذلك بحثت عن عائلة أخرى لبيعها بمبلغ 8000 آلاف جنية، لتحصل على الرعاية الكاملة".

شباب للبيع
عرض الإعلامى وائل الابراشي حلقة كامله على برنامجه الذى يذاع على شاشة قناة دريم ”العاشرة مساءا" مجموعة من الشباب يعلقون لافتات وملصقات على الجدارن فى الشوارع رغبة منهم فى بيع كليتهم، وفاجأه أحد المتبرعين بأن سعر الكلية الآن أصبح 80 ألف جنيه فما فوق وأنه حاول السفر للخارج للعمل ولكنه لم ينجح وعند عودته تراكمت عليه الديون بعد أن فتح مشروع خاص به ولكنه فشل فيه فاضطر أن يبيع كليته ليسدد ما عليه من ديون.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق