اتفاق أميركي صيني على قرار دولي ضد كوريا الشمالية..الولايات المتحدة عرضت مشروع علي «بريطانيا وفرنسا وروسيا»..«واشنطن» القرار بدء بعد التجربة النووية الرابعة.. و«خبراء»: كوريا لن تخلي عن النووي
الخميس، 25 فبراير 2016 10:43 ص
أعلن البيت الأبيض الأربعاء أن الولايات المتحدة والصين اتفقتا على مشروع قرار دولي «قوي» ضد «استفزازات» بيونغ يانغ، ذكر دبلوماسيون أنه يتضمن عقوبات جديدة ضد كوريا الشمالية وسيطرح على التصويت في مجلس الأمن الدولي قريبًا.
وقال دبلوماسيون في مقر الأمم المتحدة في نيويورك أن واشنطن وبكين، الداعمة الرئيسية لكوريا الشمالية، اتفقتا على مسودة قرار يتضمن «اجراءات قاسية جدًا».
وأضاف الدبلوماسيون الذين طلبوًا عدم كشف هوياتهم أن الولايات المتحدة عرضت مشروع القرار على الدول الثلاث الأخرى الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي «بريطانيا، وفرنسا، وروسيا»، الأربعاء وسيعرض قريبًا على الدول الـ15 الأعضاء في المجلس.
وكانت المفاوضات على مسودة القرار بدأت قبل ستة أسابيع بعدما أجرت كوريا الشمالية تجربتها النووية الرابعة في السادس من يناير، مؤكدة أنها نجحت في تطوير قنبلة نووية حرارية.
وقال المتحدث بأسم مجلس الأمن القومي الأميركي نيد برايس في بيان أنه تم التوصل إلى هذا الاتفاق خلال اجتماع في البيت الأبيض الأربعاء بين مستشارة الأمن القومي سوزان رايس ووزير الخارجية الصيني وانغ يي.
وقال البيان أن رايس ووانغ اتفقا "على اهمية أن يكون هناك رد دولي قوي وموحد على الاستفزازات الكورية الشمالية، بما في ذلك من خلال قرار لمجلس الأمن الدولي يذهب ابعد من القرارات السابقة".
وأضاف انهما "اتفقا على انهما لن يقبلا بكوريا الشمالية كدولة تمتلك اسلحة نووية".
وتأكيدا للاهمية التي توليها واشنطن لهذه المفاوضات، قال بيان المتحدث بأسم مجلس الأمن القومي الأميركي أن الرئيس الأميركي باراك أوباما انضم إلى الاجتماع.
نص بالغ الجدية
ويأتي هذا الإعلان على الرغم من الخلافات المعلنة بين الصين والولايات المتحدة على الطريقة الأفضل لمعالجة الملف الكوري الشمالي.
وتريد الصين أن تتخلى جارتها عن برنامجها للتسلح النووي وتعود إلى المفاوضات السداسية «تشارك فيها ست دول بينها الولايات المتحدة»، وتصر على أن الحوار هو الوسيلة الأفضل لاحتواء سلوك بيونغ يانغ.
وتصر واشنطن من جهتها على أن تمارس الصين التي تعد من أهم الشركاء التجاريين لكوريا الشمالية ضغوطا على بيونغ يانغ لتحسين سلوكها.
لكن الصين تخشى أن يؤدي ضغط كبير إلى انهيار النظام الكوري الشمالي، ما قد يؤدي إلى أزمة إنسانية على حدودها وإلى تغيير في المنطقة الفاصلة مع كوريا الجنوبية، حيث تتمركز قوات أميركية.
وقال دبلوماسي في مجلس الأمن الدولي «كان هناك عدد كبير من نقاط الخلاف» بين الولايات المتحدة والصين، وأضاف «هناك اتفاق الآن»، مشيرًا إلى «حدوث تقدم مهم بشأن القرار نأمل في أن يتم تبنيه في الأيام المقبلة».
ووصف دبلوماسي آخر مسودة القرار بانها «نص بالغ الجدية في جوهره»، بينما اشار آخر إلى أنه يتضمن «عددًا كبيرًا من الأجراءات القاسية جدًا»، إضافة إلى أسماء ستضاف إلى اللائحة السوداء للعقوبات.
إلا أن النص لا يرقى إلى مستوى الاجراءات القوية التي اقترحتها الولايات المتحدة ولقيت معارضة شديدة من الصين.
الرئيس الصيني في واشنطن
وفرض مجلس الأمن الدولي اربع مجموعات من العقوبات على كوريا الشمالية منذ أن اجرت تجربتها النووية الأولى في 2006.
وقامت كوريا الشمالية بإطلاق صاروخ في السادس من فبراير إعتبر تجربة بالستية، فيما أكد مجلس الأمن الدولي مجددًا نيته فرض عقوبات جديدة على بيونغ يانغ.
وقال خبراء في الأمم المتحدة خلال الشهر الجاري أن العقوبات أخفقت في منع بيونغ يانغ من تطوير برنامجها النووي وبرنامج الصواريخ البالستية.
ورأى هؤلاء أنه بعد عقد من العقوبات «ليست هناك مؤشرات إلى أن هذا البلد ينوي التخلي عن برنامجيه النووي والصاروخي». وأضافوًا «هناك تساؤلات جدية حول فاعلية نظام العقوبات الذي تفرضه الأمم المتحدة».
وقال بيان البيت الأبيض أن أوباما انضم إلى الاجتماع بين رايس ووانغ «للتأكيد على اهتمامه ببناء علاقات دائمة وبناءة ومثمرة بين الولايات المتحدة والصين».
وأضاف البيان أن الرئيس الاميركي قال آيضا أنه يتطلع إلى استقبال الرئيس الصيني شي جينبينغ في قمة الأمن النووي التي ستعقد في واشنطن في 31 مارس والأول من إبريل، «والعمل معا من أجل انجاحها».