إكتشاف أقدم مقبرة للمسلمين في فرنسا تعود للقرن الثامن

اكتشف علماء أثار يعملون في جنوب فرنسا أقدم مقبرة للمسلمين في فرنسا، وربما في كل أوروبا، مشيرة إلى أن اختبار الكربون المشع أكدت أن المقبرة تعود إما إلى القرن الـ7 أو الـ8، وتشير تحليلات أخرى إلى أن 3 من الهياكل العظمية هى لبربر أو أشخاص من شمال إفريقيا، وهذا وفقآ لما ذكرته صحيفة واشنطن بوست.

وأوضحت الصحيفة الأمريكية، اليوم السبت في تقرير لها علي موقعها الإلكتروني أن بحسب الباحثين، الذين نُشرت نتائج دراستهم في دورية PLOS One العلمية، فإن الهياكل العظمية تم اكتشافها فى سلسلة مقابر بالقرب من مدينة "نيم" الفرنسية، كما أن جميعها موضوعة بترتيب عمدى باتجاه مدينة مكة المكرمة.

وتتعلق هذه المقابر بالغزوات العربية الأولى لأوروبا الغربية، عندما احتل المسلمين أجزاء من فرنسا قبل أن يتم صدهم وراء جبال البرانس، غير أن الممالك الإسلامية ظلت فى شبه الجزيرة الأيبيرية حتى عام 1492.

وأشار الباحثون إلى أنه لا توجد أى علامات على العظام تشير إلى جروح نتيجة لقتال.

كما يعتقد الباحثون أن العظام هى لبربر كانوا يعملون ضمن الجيش العربى خلال توسعه السريع عبر شمال إفريقيا.

وقال إيف جيليس عالم الأنثربولوجيا بالمعهد الوطني الفرنسي للأبحاث الوقائية للأماكن الأثرية والمؤلف الرئيسي للدراسة: "كنا نعلم أن المسلمين جاءوا إلى فرنسا فى القرن الثامن، لكن حتى الآن لم يكن لدينا أى دليل مادي على مرورهم بالأراضى الفرنسية".

ويقول الباحثون أن النتائج تبرز أيضا مدى تعقيد العلاقة بين المجتمعات خلال هذه الفترة، حيث تعايش المسلمون والمسيحيون طيلة قرون فى أجزاء من أوروبا، إذ عاشوا عملوا ودفنوا جنبا إلى جنب.

وتقول الصحيفة أن فى أوائل القرن الـ8، سارت قوات من الدولة الأموية، التي كانت توجد في إسبانيا في ذلك الوقت، إلى فرنسا حيث استولت على مدينة "نيم"، الرومانية القديمة، غير أنه فى عام 732 استطاعت قوات الفرنجة هزيمة المسلمين فى معركة "بلاط الشهداء".

كما تعد المعركة التى يعتبرها المؤرخون لحظة مصيرية فى التاريخ الغربى ونقطة تحول حاسمة فى صد المسلمين فى غزو أوروبا.

وبحسب واشنطن بوست فإن قائد الفرنجة فى الحرب شارل مارتل، اكتسب لقب "المطرقة" منذ ذلك الحين.