نص كلمة «السيسى» بجامعة «نزار باييف»..وضع إستراتيجية شاملة لمكافحة الإرهاب ..مصر من أوائل الدول المعترفة بـ«كازاخستان».. ويناقش تطورات الأوضاع السياسية داخلياٌ وخارجياٌ

السبت، 27 فبراير 2016 12:16 م
نص كلمة «السيسى» بجامعة «نزار باييف»..وضع إستراتيجية شاملة لمكافحة الإرهاب ..مصر من أوائل الدول المعترفة بـ«كازاخستان».. ويناقش تطورات الأوضاع السياسية داخلياٌ وخارجياٌ
السيسى


ألقى الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم السبت، كلمة بجامعة «نزار باييف»، استعرض خلالها تطورات الأوضاع الداخلية والخارجية وأزمات المنطقة والإرهاب.

وفيما يلي نصها نص الكلمة:

"يسعدنى أن أتحدث إليكم اليوم من هذا البلد الصديق الذي تجمعنا به أواصر وروابط تاريخية تعود إلى عقود عديدة شهدت تواصلًا مستمرًا بين الشعبين في مختلف المجالات خاصة في المجال الثقافى والتعليمى".
وتابع "كما يسعدنى ويشرفنى أن تتاح لى الفرصة للتواصل مع المجتمع الثقافى والأكاديمى الكازاخى من فوق منبر جامعة "نزارباييف" هذه المؤسسة العلمية الكبيرة التي أسهمت على امتداد العقد الماضى ولا تزال في إثراء الحياة العلمية والفكرية ليس في كازاخستان فحسب، وإنما على امتداد عالمنا الإسلامى وعلى المستوى الدولى".

نزار باييف

وأضاف السيسى "ويطيب لى في هذا المقام أن أشيد بحكمة الرئيس "نزار باييف" والتي انعكست في اهتمامه بمجال التعليم باعتباره مجالا حيويا وضروريا لبناء الأمم والشعوب يساهم في تحقيق نهضتها وتقدمها ولقد كانت رؤيته ثاقبة لإنشاء صرح تعليمى عظيم يثرى الحياة العلمية والأكاديمية في كازاخستان ويتواصل مع كبريات الجامعات الدولية لتحقيق التبادل المعرفى والثقافى بين كازاخستان ومختلف دول العالم، ولقد كان التعاون الثقافى والأكاديمى بين مصر وكازاخستان لا يزال الجسر الممتد للعلاقات الثنائية وأثق أن إرادتنا السياسية سوف تستمر لمد هذا الجسر بالمزيد من التواصل والنمو تحقيقا لرفاهية الشعبين ولطالما اتسمت علاقات البلدين بالتميز إذ كانت مصر من أوائل الدول التي اعترفت بكازاخسـتان فـور اسـتقلالها عام1991.

إرادة الشعب

وأكد السيسى على أن "كازاخستان من أكثر الدول تأييدًا لإرادة الشعب المصرى الحرة ولخياراته المستقلة التي عبر من خلالها عن رغبة حقيقية في التغيير نحو الأفضل ونجحت مصر في تنفيذ كافة استحقاقات خارطة المستقبل التي توافقت عليها القوى الوطنية المصرية، حيث تم استكمال تلك الاستحقاقات بتشكيل مجلس النواب الجديد الذي يشهد أكبر نسبة تمثيل للمرأة والشباب، فضلًا عن ذوى الاحتياجات الخاصة والمصريين المقيمين في الخارج".

رؤية إقتصادية

وتابع السيسى: "وتواكبت مع تلك الجهود رؤية اقتصادية وتنموية تعمل مصر على تنفيذها سواء في المرحلة الراهنة أو من خلال إستراتيجية بعيدة المدى حيث يتم تدشين وتنفيذ العديد من المشروعات التنموية الكبرى مثل مشروع التنمية بمنطقة قناة السويس وما يضمه من مناطق صناعية ولوجستية وموانئ ومشروع تنمية واستصلاح المليون ونصف المليون فدان لإنشاء مجتمعات عمرانيــة وتنمويــة متكاملـة، كما تم في الرابع والعشرين من فبراير الجارى إطلاق إستراتيجية مصر للتنمية المستدامة "رؤية مصر 2030" التي تهدف إلى جعل مصر ضمن أفضل ثلاثين دولة على مستوى العالم في التنمية الاقتصادية والاجتماعية ومكافحة الفساد، فضلا عن مؤشرات جودة الحياة والارتقاء بمعدلات النمو إلى 10% سنويا مع مراعاة الأبعاد السياسية والاقتصادية والبيئية وتتكامل تلك الأهداف مع احترام حقوق الإنسان وضمان سيادة القانون، فضلا عن سياسة خارجية نشطة وفعالة ومتوازنة".

التنظيمات الإرهابية

وقال السيسى "إن التطورات التي تشهدها مصر تأتى في ظل أوضاع إقليمية سريعة ومتلاحقة وفى محيط إقليمى يموج بالأزمات التي تتسم بتعقيدات وملابسات تجمع بين الاقتتال الأهلي والتناحر الطائفى وتمدد التنظيمات الإرهابية والمتطرفة الأمر الذي ينذر بتهديد مفهوم الدولة الوطنية وكيانها، إن التحدى الأكبر الذي نراه يهدد شعوبنا اليوم يتمثل في المحاولات اليائسة لنشر فكر منحرف ومتطرف تحت شعار إعلاء كلمة الدين الإسلامى وتكمن خطورته في أن هذا الفكر بات يهدد أمن وسلامة الشعوب وحرياتهم وقدرتهم على ممارسة حياتهم اليومية، إن تيار العنف والتطرف والإرهاب ينطوى على أفكار مغلوطة تجافى صحيح الدين الإسلامى وتسىء إلى مبادئه الداعية إلى تبنى مفاهيم السماحة والتآخى والتعايش السلمى بين البشر وتحريم القتل والعنف أيا كانت الذرائع".

خطر التطرف

وأضاف السيسى "إن الخطوة الأولى التي لا غنى عنها لمواجهة خطر التطرف والإرهاب هي أن نتوحد جميعا وبصدق النية والعزم على هزيمة الإرهاب والوقوف بحزم دون أي تهاون أمام الجماعات والتنظيمات الإرهابية والمتطرفة سعيا لوقف تمددها والقضاء عليها دون تمييز ولقد نادت مصر منذ عقود بضرورة القضاء على الإرهاب والتطرف الفكرى المصاحب له من خلال وضع إستراتيجية شاملة لا تقتصر على البعد الأمني فحسب، وإنما تأخذ في الاعتبار أيضا الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والأبعاد الفكرية والدينية، بالإضافة إلى عدم التمييز فيما بين التنظيمات الإرهابية إلى تنظيمات متطرفة وأخرى أقل تطرفا".

التراث الثقافى

وأضاف "السيدات والسادة أن مصر بتراثها الثقافى والدينى تعى جيـدًا الأساليب الهدامة التي تستخدمها الجماعات الإرهابية باسم الإسلام من أجل السيطرة على عقول الشباب ولقد دعوت علماء الأمة لاتخاذ خطوات جادة من أجل مواجهة الفكر المتطرف وتصحيح مفاهيمه المغلوطة عن الإسلام على المستويين المحلى والدولى ووجهت نداء للأزهر الشريف بمنهجه الوسطى المستنير وبما يمثله من مرجعيـــــة دينيـــــة عنــوانهـا الاعتــدال والتســـامح أن يعمل على إطلاق العديد من المبادرات لدحض الأفكار والمفاهيم المغلوطة وقيادة جهود التجديد في العلوم الفقهية والفكر الإسلامى لتتواكب مع روح العصر وتفنيد ادعاءات وحجج وفتاوى التنظيمات المتطرفة والرد عليها بهدف إعداد شباب واع وقادر على إدراك متطلبات العصر وتحدياته ومقاومة الانجراف وراء أهواء تنظيمات إرهابية لا ترغب إلا في تحقيق مآربها ومصالحها الشخصية".

المجتمع الدولى

وصرح السيسى ان مصر نعول كثيرا على قيام شركائنا في المجتمع الدولى باتخاذ إجراءات مماثلة والعمل كذلك على تنفيذ التدابير اللازمة لوقف استفادة الإرهاب من ثورة المعلومات ووسائل التكنولوجيا الحديثة التي ساهمت بلا أدنى شك في إضفاء أبعاد جديدة على ظاهرة الإرهاب والتطرف الفكرى وجعلتها تنتشر بشكل متزايد بين أرجاء المجتمع الدولى الأمر الذي يستوجب العمل بجدية من أجل الحيلولة دون استخدام التنظيمات الإرهابية والمتطرفة لتلك الوسائل من أجل نشر أفكارها المغلوطة واستقطاب عناصر جديدة إلى صفوفها.

دولة كازاخستان

وثقتى كاملة في أن دولة كازاخستان وما تمثله من اعتدال ووسطية شعبها وبحكمة وشجاعة قيادتها تعد في مقدمة شركائنا في مطالبة المجتمع الدولى بمزيد من العمل المشترك من أجل كف أيدى الإرهاب الغاشم عن مصائر شعوبنا ومستقبل أبنائنا والمضى قدما بخطى ثابتة على طريق التنمية الذي يعد وبحق العامل الرئيسى في اقتلاع جذور الإرهاب في ظل استغلال الجماعات الإرهابية للظروف الاقتصادية الصعبة لاستقطاب عناصر جديدة إلى صفوفها، ولقد جاء حصول مصر على عضوية مجلس الأمن الدولى عن الفترة 2016/2017 وانتخابها لرئاسة لجنة مكافحة الإرهاب المنبثقة عن المجلس ليعكس مدى اهتمامنا بهذه القضية ومدى ثقة المجتمع الدولى في حرصنا على النهوض بالجهود الدولية في مواجهة ظاهرة الإرهاب وعلى تبنى مواقف مبنية على مبادئ وأسس ثابتة لا تخضع لأى أهواء أو تحيز والاستمرار في انتهاج سياسات نشطة وواقعية لمواجهة جذور هذه الظاهرة.

مكافحة الإرهاب

وأضاف السيسى قائلاٌ: "إن جهود مكافحة الإرهاب لن تجدى نفعا إلا إذا بذلت في إطار من وحدة الهدف وإدراك لخطورة المعركة التي نخوضها فهى معركة من أجل مستقبل الحضارة الإنسانية كلها ومن أجل غد أفضل تستطيع شعوبنا أن تتمتع فيه بثمرة البناء والتقدم والرخاء بعيدا عن أعمال العنف والترويع وتهديد أمن الشعوب وسلامها".

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق