بالفيديو والصور.. طفل كفر الشيخ يروى لحظات اختطافه: «خطفونى من أيد أمي وغموا عنيا».. هددونى بقطع أجزاء من جسدى.. الأم: «ضربونا بالأسلحة وخدوه من وسطنا».. «الجد»: طلبوا فدية 2 مليون و600 ألف جنيه

الأحد، 28 فبراير 2016 04:21 م
بالفيديو والصور.. طفل كفر الشيخ يروى لحظات اختطافه: «خطفونى من أيد أمي وغموا عنيا».. هددونى بقطع أجزاء من جسدى.. الأم: «ضربونا بالأسلحة وخدوه من وسطنا».. «الجد»: طلبوا فدية 2 مليون و600 ألف جنيه
سمر القديرى-محمود فكرى

ثلاثة أيام من الخوف والرعب عاشها طفل لم يتعدى عمره عن الـ 10 أعوام فى مكان أشبه بالسجن، 3 أيام لم يذق طعم النوم من شدة البكاء، وظل خلالهم يعانى من الجوع والعطش، عنياه معصومتين حتى لايتمكن من رؤتهم،.. كلمات قلما تعبر عن حال الطفل احمد السيد ابراهيم، تلميذ فى الصف الخامس الابتدائى بمدرسة حافظ ابراهيم بقرية ابشان التابعة لمركز بيلا بمحافظة كفرالشيخ.

ساعات من الحيرة والرعب ليس فقط كان يعايشها الطفل بل كانت نيران القلق تكوى قلوب أسرته، وألتقت «صوت الأمة» الطفل وأهله للتعرف كيفيه معايشة الطفل لهذه الأيام المريرة، ورصد التهديدات التى التى وصلت لاسرته.

سيناريو الخطف
في البداية يقول أحمد، أنه كان عائدًا من قرية العالمية مع والدته وخالته واشقائه وفوجئوا بسيارة ملاكى تقطع عليهم الطريق، حينها تم خطفة من يد والدته، تاركين أسرته ملثمين.

وأضاف:« بعد ماكسروا التوك توك وخدونى غموا عنيا علشان مشوفش حاجة وبعد شوية نقلونى لعربية تانية لحد ماوصلنا مكان وكانوا حابسينى فى أوضه وبعد يوم نقلونى لمكان تانى وكانوا بيهددونى أنهم هيقطعوا إيدى ولسانى وأجزاء من جسمى».

وتابع الطفل الذى اعادته الشرطة بعد 3ايام: «كانوا بيقولولى لو أمك مجبتش الفلوس احنا هنقتلك وكانوا بيشتمونى وانا كنت قاعد اعيط وكانوا بياكلونى كل يوم عيش وبطاطس بس وإتنين منهم هما اللى كانوا قاعدين معايا».

واستطرد:«خلونى أكلم ماما فى التليفون وقولتلها الحقينى هيقتلونى وبعد 3 أيام وفى اليوم الرابع غمونى وخدونى فى عربية بس أنا حاولت أشيل القماشة، ولاحظت أن المكان اللى أنا كنت فيه عبارة عن عمارة وكان فيها يافطة عليها أسم دكتور طبيب اطفال اسمه "محمود، ودى العلامة اللى قدرت اشوفها وخدونى ورمونى جمب مقابر قرية العالمية وسبونى وجت الشرطة خدتنى».


2 مليون و600 ألف جنيه
من جانبها روت مها احمد، مدرسة لغة انجليزية، والدة الطفل، لحظات الألم التى عاشتها أثناء غياب فلذة كبدها قائلة: «ضربونا بالأسلحة وخدوا ابنى من وسطنا وفجاة الناس اتلمت وبلغنا النجدة ورحنا القيم عملنا محضر والشرطة عملت اللازم من اول لحظة».

وتابعت: «جالنا أول إتصال بعد خطف إبنى بـ5ساعات وطلبوا مننا 2مليون و600الف جنيه مقابل اطلاق سراحه لكنى زهلت لاننى لا امتلك هذه المبالغ ووقتها شعرت اننى لم ار ابنى مرة ثانية لكن دائما رجال المباحث كانوا يطمئنوننى على ان نجلى سيعود».

كما قالت إن رجال الشطة جميعًا تواصلوا معنا وأقاموا فى قريتنا 3ايام متواصلة والعميد محمد عمار، رئيس مباحث المديرية طلب منى أن أكون متماسكة أثناء مكالماتى مع الخاطفين وان اطيل المكالمة معهم بقدر المستطاع، لكى يتوصل رجال المباحث الى أى معلومات تدل على هوية الخاطفين وتحديد مكانهم عن طريق تتبع المكالمات.

استقبال الطفل
وأردفت: «عشت لحظات من الخوف خاصة بعد سماع صوت ابنى وانهياره بعد تهديدهم بقتله حال عدم تسليمهم الفلوس مشيرة الى انهم اتفقوا على تخفيض المبلغ ل300الف جنيه فى ثانى مكالمة عقب ابلاغهم اننى لم استطع جمع هذا المبلغ».

وقالت: «كنت بدى التليفون لقرايبى علشان مبقدرش أكمل المكالمات معاهم لخوفى من قتل ابنى لكن كان عندى امل فى ربنا انه هيرجع ولو كان اى حد فى الدنيا حكالى، وقالى إن الداخلية فيها ناس كويسة مش هصدق أنا كنت واخدة فكرة غلط عنهم وبعد التعب اللى تعبوه وسهرهم وتواصلهم معانا لحظة بلحظة أنا غيرت فكرتى وبقول للناس الشرطة محترمة وبتشتغل وتتعب علشان راحتنا وامامنا».

وعن لحظات استقبالها لنجلها بعد اعادته قالت الأم: «اخر اتصال بينى وبين الخاطفين كان الساعة 4 عصرًا وقالوا انهم هيحددوا ميعاد لاخذ الفلوس بعد ماقولتلهم انها جاهزة وطلبوا منى تسليم أى فلوس والساعة 6 فوجئت باتصال من رئيس المباحث يبلغنى بالذهاب الى شقتى، حينها وجدت طفلى أمام عنيا بعد فراق فلم أصدق ذلك إلا بعد لحظات».

جمال سالم، جد الطفل شرح خطة التنسيق بينهم وبين رجال الأمن منذ اللحظات الأولى قائلًا:«أنا اول من تلقيت اتصالًا من الخاطفين وطالبونى بدفع 2 مليون و600 ألف جنيه، وأنا لا أمتلك منهم 260جنيهًا ولو قمنا ببيع كل ما نمتلك نحن واقاربنا لم نستطع تجيع هذا المبلغ وعشنا جميعًا لحظات من الرعب والخوف لكن رجال الرطة كانوا سندًا وعونًا لنا فوعوا خطة كنت انا ووالدته من أهم محاورها».

وتابع: «كافة قيادات الأمن تواصلوا معى بدءًا من مدير الأمن، اللواء محمد عاطف شلبى والعميد محمد عمار،رئيس مباحث المديرية التى تواجد فى القرية لثلاث ايام متصلة والرائدان علاء سكران،رئيس مباحث مركز بيلا واحمد العماوى،من مباحث المديرية وعدد كبير من الضباط».

خلفية الحادث
وكانت مباحث كفر الشيخ،قد تمكنت من إعادة الطفل أحمد السيد إبراهيم محمد العوا 10 سنوات بالصف الرابع الابتدائى، لوالدته بعد اختطافه فى يوم 19 فبراير الجارى، دون الرضوخ لدفع فدية قدرها 2 مليون جنيه و600 ألف جنيه، وهى قيمة الأموال والفوائد والتى أودعها مختطفوه لدى والد الطفل الذى تم حبسه وآخرين فى قضية توظيف أموال، بالإضافة لفدية لإطلاق سراح الطفل المختطف.

وعقب تلقى البلاغ أمر مدير أمن كفر الشيخ، بتشكيل فريق بحث بإشراف اللواء أشرف ربيع مدير إدارة البحث الجنائى بمديرية الأمن، وبرئاسة اللواء محمد عمار رئيس المباحث الجنائية، لكشف لغز اختطاف الطفل ووضع خطة لإعادته لوالدته. ومن خلال وضع خطة محكمة والتحريات اللازمة تبين أن والد الطفل محبوس على ذمة قضية رقم 5526 جنيات لعام 2014، وآخرين فى قضايا نصب واحتيال لتوظيف أموال فى مقابل ربح مابين 12لـ 20% واستولوا على الأموال ولم يعيدوها لأصحابها.

وباستخدام التقنيات الحديثة ومتابعة الاتصالات بين الخاطفين ووالدة الطفل تبين أن الخاطفين من قرية سنبارا التابعة لمركز المحلة، كما تبين أنهم من الذين أودعوا أموالًا لدى والد الطفل لتوظيفها. تم إلقاء القبض على أحد المتهمين "هشام.ع.ى.ح" واعترف على شريكه " علاء.ه.ى" وكلاهما من قرية سنبارا التابعة لمركز المحلة وبتضيق الخناق على الثانى ترك الطفل فى إحدى طرق المحلة وبمتابعة مباحث كفر الشيخ تم إعادة الطفل لوالدته، دون أى رضوخ للخاطفين أو دفع أموال لهم، وتحرر المحضر رقم 4270 إدارى مركز بيلا وامرت النيابة بحبسهم مع سرعة ضبط الاخرين.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق