كاتب بريطاني: التحالف العسكري مع "العرب" جوهري لإلحاق الهزيمة بـ"داعش"
الثلاثاء، 01 مارس 2016 05:34 ص
رصد محرر الدفاع بالـتلغراف، كون كوغلين حلول الذكرى الخامسة والعشرين لحرب الخليج الأولى، والتي تأتي في وقت يكدّ فيه الساسة الغربيون لبلورة استراتيجية متجانسة لإلحاق الهزيمة بتنظيم داعش الإرهابي.
ورأى كوغلين - في مقال نشرته الصحيفة - في هذا التزامن فرصة للتذكير بما يمكن إنجازه عندما يُكوِّن الغرب شراكة فاعلة مع حلفائه العرب.
وقارن الكاتب بين قرار صدام حسين اجتياح الكويت في أغسطس 1990، وما شكلّه ذلك من تهديد للأمن العالمي، وما يشكله تنظيم داعش اليوم من تهديد مماثل.
وقال كوغلين: "لما اجتاحت وحدات الحرس الجمهوري العراقية، الكويت، أثار ذلك مخاوف مُبرّرة من متابعة العراقيين حربهم الخاطفة على كل دول الخليج، ومن ثمّ وضْع مخزون النفط الحيوي للغرب في قبضة الطاغية العراقي".
وأضاف "في اجتياحه للكويت، أساء صدام تقييم قرار الغرب بالتصدي لعدوانه؛ لقد ظن الطاغية أن الغرب بعد عام من انهيار الستار الحديدي مشغولٌ بتدشين "النظام العالمي الجديد"، ولن يهتم لمصير دولة الكويت - وقد كان مخطئا في اعتقاده".
وأوضح أنه "عندئذ شرع الغرب بقيادة أمريكية في تدشين تحالف عسكري عالمي حقيقي للتصدي لـصدام، ولمس القادة الغربيون استعدادا من جانب دول الخليج والعرب للمشاركة بقواتهم دعما للتحالف ذي القيادة الأمريكية تحت جورج بوش الأب".
وتابع "قد شاركت بريطانيا تحت مارجريت ثاتشر بنحو 50 ألفا من عناصر قواتها المسلحة بين إجمالي 500 ألف جندي استطاعوا في فبراير 1991 إلحاق الهزيمة بقوات صدام وتحرير الكويت".
وتساءل كوغلين: "بعد مرور خمسة وعشرين عاما، وبنشوء الدواعش اليوم مُمّثلين تهديدا رئيسيا آخر لاستقرار الشرق الأوسط، ما الدروس التي يمكن أن نستفيدها من نجاح عملية عاصفة الصحراء؟".
وأجاب على تساؤله بأن "الدرس الأول يتمثل في أهمية القيادة القوية والفعالة فيما يتعلق بالقادة الغربيين، وهي صفة مفقود بشدة في واشنطن تحت الرئيس باراك أوباما".
وقال "لا يزال الرئيس بوش الأب يُعتبر في أعين بعض الجمهوريين رئيسا ضعيفا؛ رفض الاستمرار في حملته العسكرية بالعراق للإطاحة بصدام حسين، وهو ما كان سيوفر على الغرب عناء العودة للإطاحة به عام 2003 في ظروف أكثر صعوبة".
وأضاف "ثمة إنجاز آخر ملموس تحقق إبان تلك الحرب تمثلّ في تدشين تحالف واسع النطاق ضمّ قوى غربية وإقليمية، وهو عنصر آخر مفقود في الوقت الراهن رغم الحاجة إليه لإلحاق الهزيمة بداعش".
وأوضح أنه "بعد عامين من إعلان الدواعش دولة خلافتهم المزعومة في شمال العراق وسوريا، لا يزال الغرب يكدّ للتوصل لشركاء في تحالف فعال على الأرض، وبخلاف ما تمّ إبان عملية عاصفة الصحراء، بات القادة الغربيون يتخوفون عند الحديث عن المشاركة بقوات برية".
ورأى صاحب المقال أن "قصْف مواقع داعش، على نحو ما تفعل الطائرات الأمريكية والبريطانية بانتظام، هو أمر جيد جدا، لكن الإرهابيين الدواعش لن تلحق بهم هزيمة دونما قوات برية فعالة".
وأكد أن "مشاركة الحلفاء العرب في حرب عام 1991 كانت جوهرية في تحقيق النجاح النهائي للحملة العسكرية وقتذاك، والآن وبعد 25 عاما، لا يزال من الممكن تدشين تحالف مشابه للتصدي لـداعش".
واختتم كوغلين قائلا "إذا ما كان الغرب جادا في بحثه عن شركاء إقليمين فاعلين لمعاونته في إنزال الهزيمة بالدواعش، فلم لا يعْمِد من فوره إلى تشكيل تحالف جديد مع العرب؟ وإذا كان تحالف مماثلٌ قد أثبت نجاحا من قبل، فلم لا نعاود الكرّة؟"