المجلس يسدل الستار على قصة «عكاشة».. 500 نائب صوتوا بإسقاط عضويته.. نائب التطبيع يترقب بـ«الليمون».. طلب الإعتذار بعد فوات الأوان.. غادر المجلس منكس الرأس.. وآخر كلماته: «ميصحش كده»

الأربعاء، 02 مارس 2016 07:02 م
المجلس يسدل الستار على قصة «عكاشة».. 500 نائب صوتوا بإسقاط عضويته.. نائب التطبيع يترقب بـ«الليمون».. طلب الإعتذار بعد فوات الأوان.. غادر المجلس منكس الرأس.. وآخر كلماته: «ميصحش كده»
بمجلس النواب
سوزان يونس

تفاقمت الأزمة التي أثارها النائب توفيق عكاشة، باستضافته للسفير الإسرائيلي في منزله بالقاهرة، ولم يتصور عندما ارتكب هذا الجرم أن تثور الدنيا ضده، ولا أن تتأثر مكانته داخل البرلمان، لدرج تصل إلى طرده من البرلمان بإسقاط عضويته بشكل مهين.. حيث تسببت فعلتته في إثارة غضب زملائه، ليتحول به الحال بين عشية وضحاها من نائب برلماني، إلى خائن متهم بالتطبيع مع الكيان الصهيوني، وينقلب السحر على الساحر.

سادت حالة من الترقب، بمجلس النواب، بعدما ترددت أنباء عن إسقاط عضوية النائب توفيق عكاشة، على خلفية لقائه السفير الإسرائيلي، والتصريحات التي أدلى بها، والتي من شأنها تهديد الأمن والسلم القومي، بالإضافة لهجومه على الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، واتفق أغلب النواب، على أن إسقاط عضوية «عكاشة» أصبح لزامًا، بعدما قام به من إهانة للمجلس، ووضعه في موقف محرج أمام الرأي العام، ووصل «عكاشة لمقر البرلمان، ليحضر تصويت البرلمان علي إلغاء عضويته، رغم القرار السابق بمنعه من حضور 10 جلسات.

«هو اللى هناك دا».. جملة قالها النائب والكاتب الصحفي، مصطفي بكري، وبمجرد رؤيته لـ«عكاشة» نائب التطبيع، حيث تعجب «بكرى» من وجوده، ومن ثم آثر الانسحاب من الجلسة.

وطالب النواب، حرمان النائب من الاشتراك أعمال المجلس، حتى نهاية دور الانعقاد، واستمرار إلى تنويه عمل اللجنة في التحقيق فيما صدر ضد العضو المذكور من أفعال في جلسة 28 فبراير.

«أبوس أيدكم دخلوني أعتذر ومضيعوش الوقت».. جمله حاول عكاشة من خلالها استمالة الأمن، والتحايل علي قرار الأعضاء بمنعه من حضور الجلسة، الدخول إلى قاعة مجلس النواب.

ولكن كيف يمكن للأعضاء والأمن السماح لـ"عكاشة" بدخول المجلس، وقد انفعل عدد من النواب، أبرزهم مصطفى بكرى ومحمود بدر، داخل قاعة مجلس النواب، خلال الجلسة العامة المنعقدة الآن لمناقشة التقرير النهائي بشأن اللجنة المكلفة بالتحقيق مع توفيق عكاشة، نائب التطبيع، معترضين على العقوبة التي وردت في التقرير النهائي للجنة، بحرمانه من حضور دورة انعقاد كاملة، موجهين الحديث لرئيس المجلس: "التقرير ده مرفوض، احنا بنطالب بإسقاط العضوية"، وبدوره رد الدكتور على عبد العال رئيس المجلس: " إنتظروا، إنتظروا، لازم نلتزم باللائحة".

وبين كل هذا الصخب الذي يشهده المجلس، واصل السفير الصهيوني تحديه للشعب المصري الرافض للتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، حيث نشر فيديو على الصفحة الرسمية للسفارة الإسرائيلية، للتعليق على أزمة نائب التطبيع عكاشة، قائلا: «أنا متفهم أن الاجتماع الأخير أثار نقاشًا وجدالًا داخل مصر، ولكننا كسفارة وكطاقم عمل نرحب بكل شخص يريد إجراء مقابلة معنا».

وأضاف: «مؤخرًا التقيت عددًا من الصحفيين المصريين وكانت لقاءات ناجحة كما كان الحال أيضًا في لقائي مع الدكتور توفيق عكاشة». وتابع: «نحن سعداء بذلك ويجب علينا قبول الرأي والرأي الآخر من أجل توطيد العلاقات بين الشعبين اقتصاديا، ثقافيًا واجتماعيًا، لكم مني أفضل تحية والسلام عليكم».

ومن ضمن المدافعين أيضًا، النائب محمد أنور السادات، عضو مجلس النواب، والذي رفض إسقاط عضوية عكاشة، قائلًا: «توفيق عكاشة أخطأ وتجاوز كل الحدود، لكن إجراء إسقاط العضوية وفقًا لما تقره اللائحة الداخلية، غير صحيح؛ لأنه لا يجوز نظر إسقاط العضوية لنفس ذات اللجنة، ولا بد من إحالتها إلى لجنة القيم أو لجنة الشئون الدستورية».

وخوفًا من القبض عليه عقب إسقاط العضوية جدد "عكاشة" طلبه، بحضور الجلسة والإعتذار للأعضاء، ووجه سؤالا لعدد من النواب الموجودين في قاعة البهو الفرعوني، قائلا: "هو الأمن ناوي يقبض عليا بعد إسقاط العضوية؟". وفشلت محاولات توفيق عكاشة في دخول القاعة، لأنه محروم لمدة 10 جلسات، وفقا لقرار لجنة التحقيق معه في واقعة إهانة المجلس ورئيسه.

وفي الساعة الرابعة والنصف، وبعد حوالي خمس ساعات من انعقاد الجلسة، التي تناقش القرار الخاص بإسقاط عضوية عكاشة.. وافق مجلس النواب، برئاسة علي عبد العال، علي اسقاط عضوية النائب البرلماني عن دائرة طلخا ونبرو.

وذكر «عبدالعال» أن ما يقارب من 341 نائب بالبرلمان، داخل الجلسة يستعدون للتصويت علي إسقاط عضوية «عكاشة»، خلال الجلسة العامة، وذلك من إجمالى ٥٩٦ عضوًا بالمجلس.

ووصل عدد الموافقين علي إسقاط العضوية، وبحضور "الشريف"، إلى ٤٤٠ عضوا حتى الآن، وحسم المجلس الأمر، بتصويت ثلثي الأعضاء على إسقاط عضوية النائب توفيق عكاشة.

لتبدأ قوات الأمن المتواجدة بمبنى مجلس النواب في الاستعداد لطرد توفيق عكاشة، عضو مجلس النواب، بعد صدور الموقف الرسمي لمجلس النواب بإسقاط عضويته، حيث وافق ما يقرب من 500 نائب.

كل هذا وعكاشة يتابع عن كثب ما يحدث داخل القاعة، خلف شاشة التليفزيون بالقاعات الخارجية لمجلس النواب وبصحبته "عصير الليمون"، والورقة والقلم ليرصد كم من الأصوات تلزم، لإسقاط عضويته.

وتنتهي قصة عكاشة نائب التطبيع، الذي استضاف وبكل تبجح سفير الكيان الصهيوني بمنزلة بالقاهرة، وقد غادر البهو الكبير لمجلس النواب، من باب 4 متخفيًا، منكس الرأس، يتواري من الخلق لسوء جريمته في حق نفسه والوطن.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة