بالصور.. «مرية صدقي» قصة «المرأة الحديدة» الثانية بأسيوط
السبت، 19 مارس 2016 12:11 م
لم تعبأ الأم «مرية صدقي» التى تزوجت في عمر الـ 16، من شخص يكبرها 10سنوات ثم توفي زوجها لتصير أرملة منذ 8 سنوات، وقررت بأن تلتحق كطالبة بالصف الـ3 التجاري الثانوى بمدرسة أبنوب الثانوية التجارية التابعة لإدارة أبنوب التعليمية بمحافظة أسيوط بكل أقاويل السخرية والأستهزاءعندما قررت إستكمال تعليمها لسببين:أولهما تشجيع أبناؤها على التفوق في دراستهم ومساعدتهم في الدراسة – وثانيهما تحقيق حلمها القديم وهو إستكمال تعليمها الذي تم حرمانها منه عند إتخاذ أسرتها قرارا بزواجها وهى في الـ 15من عمرها.
في البداية، توفي زوجها كريم شاكر عبدالملاك ميخائيل، وكان عمرها في ذلك الحين 30عاما، تاركا لها 3 بنات وطفل وهم تريزا، نيفين، إلهام، وأبانوب، فضلًا عن تكبله قبيل الوفاة بعدد من الديون فلم تعبأ – وقررت من اللحظة الأولى بألا تتزوج وأن تأخذ على كاهلها تربية أبناؤها، وبالفعل فقد تمكنت على مستوى أسرتها تربيتهم لتكمل «تريزا، ونيفين» نصف دينهما بالزواج عقب وصول الأخيرة لمرحلة التعليم الثانوى الفنى قائلة بأن تكلفة 75 ألفا لكل زيجة على الأقل - ولتصبح "إلهام" بالصف الثانى بكلية التربية حاليا، ويصير أبانوب طالبا بالصف الأول الزراعى.
قررت «مرية» إفتتاح محلا للبقالة، ليغنيها شر السؤال ووقفت به كمائة رجل فتمكنت من تسديد ديون زوجها المتوفي،وأستطاعت أن تشترى قيراطين أرض ورأسا للماشية ومن البرسيم والدراو تمكنتا من الأستنفاع بخير أرضها،و إستغلال منتجاتها في البيع والشراء وتجهيز أبناؤها.
«مرية صدقي» لم تكتف بذلك، وقررت بأن تنافس نجلها الصغير في التسابق في العلم حيث قررت بأن تلتحق بالصف الأول التجاري منذ 3سنوات لتبقي هذا العام في الصف الثالث التجارى،قائلا: «رغم كل عبارات الأستهزاء والسخرية عند إتخاذ قرارى بأستكمال تعليمى كـعد ما شاب ودوه الكتاب، والنظرة الدونية لأبناء القرية لقرارى إلا أننى تحديت الكل،وأصريت بإستكمال إلتحاقي بمدرسة التجارة الثانوية المشتركة».
وجدير بالذكر قيام الكنيسة المصرية بمنحها شهادة قائد إرثوذكسي مؤثر برعاية قداسة البابا تواضروس الثانى بابا الأسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية ورعاية الحبر الجليل الأنبأ رؤفائيل سكرتير المجمع المقدس وأسقف عام كنائس وسط القاهرة والأنبأ لوكاس أسقف أبنوب والفتح وأسيوط الجديدة، كما منحها مركز التحكيم بكلية الحقوق بجامعة أسيوط شهادة إجتياز برنامج "إعداد مستشار تحكيم، وحصولها على عضو بلجنة رد المظالم لحقوق الأنسان لمدة عامين وفي النهاية إختيرت رغم كونها مازالت طالبة في 3 ثانوي تجارى ولم تبلغ من العمر سوى 40 عاما عضو بلجنة متابعة بهيئة بيت العائلة المصري المنشأ بقرار مجلس الوزراء رقم 1279لسنة 2011م حتى عام 2018م القادم.