«ويكيليكس»تكشف تفاصيل الإيام الأخيرة لـ«مبارك» و«الاخوان»..التسريبات اكدت سرقة السيارت الدبلوماسية فى جمعة الغضب.. الجماعة وعدت بالتعاون مع امريكا عقب وصولها للحكم..و«عمرو موسي» كان عضوًا بالجماعة
الإثنين، 21 مارس 2016 02:44 م
كشفت وزارة الخارجية الأمريكية عن آلاف الرسائل الاليكترونية لهيلاري كلينتون، وقت أن كانت تشغل منصب وزيرة الخارجية، ونشرت أحدث مجموعة منها عشية رأس السنة الجديدة.
وكان اهتمام الولايات المتحدة الأمريكية موجها للمراسلات الخاصة بهجوم 2012 على القنصلية الأمريكية في بنغازي، إضافة الى النميمة السياسية وسوء التعامل مع المعلومات السرية.
ولكن مجموعة المراسلات الحديثة تشمل أيضًا معلومات حول دور الولايات المتحدة في مصر، ورغم أن المراسلات المنشورة ليست جاهزة تماما بعد للبحث، إلا أن ما يلي بعض أبرز ما ورد في أكثر من 60 وثيقة.
فعلي سبيل المثال الفيديو الذي التقط لإحدى سيارات السفارة الأمريكية تدهس المتظاهرين يوم 28 يناير 2011، وذكرت الولايات المتحدة وقتها أن السيارة مسروقة؟ تثبت التسربيات أنه على الأرجح لم يكونوا يكذبون.
فقد كشفت المراسلات الصادرة عن السفارة الأمريكية يوم 28 يناير تذكر أن 23 سيارة مملوكة للحكومة الأمريكية، سُرقت من "موقف السيارات البولندي" الذي يقع حوالي 100 متر شمال مبنى السفارة الرئيسي.
ففي 29 يناير ورد في أحد الايميلات المرسلة من السفارة أنه تم تحديد مكان 18 من السيارات الثلاثة والعشرين، وأن إحدى السيارات المصفحة قيل إنها شاركت في حادث نجم عنه مقتل ما بين ثلاث الى ست ضباط شرطة.
كما وُجدت سيارة أخرى على الكورنيش، وتعرض أحد رجال أمن السفارة الى مطاردة "بواسطة مجموعة تحمل السيوف والخناجر"، حين حاول إسترجاع لوحة الأرقام الدبلوماسية الخاصة بالسيارة.
وقد أمد سيدني بلومنتال "كلينتون" بمعلومات مثيرة- وإن كانت محل شك- بشان المفاوضات بين حسني مبارك والمجلس الأعلى للقوات المسلحة، فيما حصلت اللجنة الأمريكية المنوط بها التحقيق في هجوم بنغازي على عدد من الرسائل المرسلة الى كينتون بواسطة الصحفي والمعاون السياسي السابق والحليف طويل المدى سيدني بلومنتال.
كذلك أرسل "بلومنتال" بعض المعلومات بشأن الوضع في مصر والتي وصفها بأنها نقلا "عن مصادر ذات صلات ممتازة بما يحدث على الأرض في مصر".
وفي إحدى الرسائل الموجهة الى معاونها جاكوب ساليفان تقول "كلينتون" إن "مصادر بلومنتال كلها في سن المعاش الا انهم لازالوا على صلة برجال المخابرات."
«بلومنتال وأصدقاء حول موقعة الجمل»:
وفي إيميل آخر بتاريخ 4 فبراير 2011 نقل بلومنتال معلومات إلى كلينتون نقلا عن مساعده تايلر درامهيللر، الذي كان وقتها مستشارا خاصا بعد خدمة 25 عاما في المخابرات المركزية الأمريكية، وفيما يبدو أنها اشارة إلى "موقعة الجمل" يوم 2 فبراير.
وكتب بلومنتال: "لقد مُنح بلطجية مبارك فرصة واحدة يبدو أنها أهدرت وعلى الأرجح لن يتم تكرارها، ولم يتوقع الجيش أن تتجمع جماهير حاشدة في القاهرة يوم الجمعة، تلك كانت نقطة فاصلة، الجيش لن يجبر مبارك على التنحي، والحديث عن قطع المعونة في مجلس الشيوخ الأمريكي تسبب في بعض الخوف بين الموظفين العموميين".
وعبر "بلومنتال" كذلك عن رأيه الخاص بأنه على السلطات المصرية أن تشجع تكوين الأحزاب السياسية تحضيرا للانتخابات الانتقالية، حيث توقع أن يعلن الجيش عن دعمه لانتخابات نزيهة.
«ما وراء خطاب مبارك»:
وإستكمالا ليوم 10 فبراير ألقى مبارك خطابا كان المتوقع أن يعلن فيه عن تنحيه وتسليم السلطة لنائبه عمر سليمان أو طنطاوي رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة، بدلا من ذلك، أعلن مبارك أنه ينتوي البقاء في السلطة الى حين عقد الانتخابات في سبتمبر.
في نفس اليوم كرر "بلومنتال" إرسال إيميل الى كلينتون يحمل "أحدث المعلومات" من مصادره.
في هذا الإيميل ادعى "بلومنتال" أن خطاب مبارك تأخر نتيجة صراع بين الرئيس والمجلس الأعلى للقوات المسلحة والإصرار على نقل السلطة الى عمر سليمان.
وبحسب "بلومنتال" اعترضت القيادات العسكرية بما في ذلك طنطاوي وحسن الرويني، قائد منطقة القاهرة، على نقل السلطة إلى سليمان- الحليف المقرب من مبارك ذي الخلفية في القوات الجوية والمخابرات- بينما أرادوا نقل السلطة إلى المجلس الأعلى للقوات المسلحة.
وكتب بلومنتال: "بالأساس يرغب هؤلاء القادة في الحفاظ على المؤسسة وسمعة الجيش، إنهم يرغبون في تجنب إراقة الدماء ويميلون إلى رفع حالة الطوارئ".
خلال ذلك قيل إن رئيس الأركان سامي عنان كان مستعدا لقبول سليمان، إلا أنه أكد على أنه "لا يجب ان يعتمد مبارك على أن الجيش سوف يطلق النيران على المتظاهرين لأي فترة ممتدة من الزمن."
وتبعًا لمصادر "بلومنتال" كان عنان يعتقد "أن مبارك لا يرغب أن يُجبر على القول بأنه رضخ للضغوط" كذلك قيل إن عنان كان يخشى في حال ظل الوضع هشا "أن يضطر الجيش الى التحرك لإزاحة مبارك، وهي الخطوة التي لم يرغب في الاضطرار الى اتخاذها."
في اليوم التالي جاء رد كلينتون "مفهوم – مفيد جدا، شكرا".
«بلومنتال عن تنحي مبارك في النهاية»:
في إفادة بتاريخ 11 فبراير يقدم بلومنتال تقريرا عما سمعه، بشأن المفاوضات حول تسليم مبارك السلطة للمجلس الأعلى للقوات المسلحة، أهم ما ورد فيه: ادعاء بلومنتال أن قيادات المجلس الأعلى للقوات المسلحة أمضوا يوم 10 فبراير في محاولة إقناع مبارك أن يسلمهم السلطة.
وبحسب ما قيل، كانت هذه النقاشات "حادة" ودارت حول رغبة مبارك الرحيل بكرامة وضمان أن أي حكومة جديدة لن تستولى على ممتلكاته وأمواله الخاصة.
كما ذكرت مصادر أن عنان أكد لمبارك أن الملك عبد الله ملك السعودية سوف يضمن ثروة شخصية ضخمة لمبارك حتى إذا قررت البنوك الأجنبية تجميد حساباته الشخصية.
وبحسب المعلومات التي حصل عليها، تنبأ بلومنتال أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة سوف يشكل الحكومة الانتقالية، وأنه "على الأرجح سوف يرغب في الحفاظ قدر الامكان على الأجهزة البيروقراطية للحزب الوطني الحاكم مع ادراج بعض عناصر المعارضة لإدارة الفترة الانتقالية".
كما كان واثقا بأن الجيش سوف يقبل بالحفاظ على دوره "كضامن للديمقراطية" مع بقائه في الثكنات وتجنبه لأي تدخل مباشر في السياسة، ويختم رسالته قائلا: "الجنرالات لا يرغبون في ادارة البلاد، خاصة بعد تجربة مبارك."
على حين أمد بلومنتال كلينتون بمعلومات ادعى أن مصدرها مفاوضات الغرف المغلقة، بدا وكأن السفارة الأمريكية في القاهرة تعتمد بشدة على تقارير الاعلام ومتابعات موظفيها في التجمعات السكنية حول المدينة وشبكة من "الصلات بالمعارضة" – إلا أن المتابعات غير السرية التي أرسلتها السفارة إلى كلينتون لا تعطي صورة كاملة عن الاستراتيجية الدبلوماسية للولايات المتحدة أو المعلومات المخابراتية المتوافرة لديها.
وتقارير متابعة الموقف التي ارسلتها السفارة خلال الثورة تشير في أكثر من موضع إلى مناقشات مع "مصادر في المعارضة" و"نشطاء حقوق إنسان بارزين" و"نشطاء قدامى" بما في ذلك في الجمعية الوطنية للتغيير التي أسسها محمد البرادعي.
على العكس من ذلك، لا تشير المراسلات التي تم الكشف عنها إلى أن السفارة كانت لديها أي اتصالات مباشرة مع الإخوان المسلمين، ويشير تقرير المتابعة المرسل يوم 29 يناير فقط إلى مصادر لها "علاقات قريبة من الإخوان".
كذلك حصلت كلينتون على إيميل مرسل من الباحث شادي حميد، بعنوان "ماذا بعد بالنسبة للاخوان المسلمين؟"، في الرسالة الموجهة أصلا إلى الدبلوماسي السابق مارتن اينديك، مدير مركز بروكينجز، الذي يعمل فيه "حميد".
وقال "حميد" إنه التقى بأعضاء من الإخوان المسلمين وإن رسالتهم كانت "لا نريد الحكم تحت أي ظرف من الظروف"، مضيفا: "المجموعة أقرب الى الحركة الدينية أكثر منها الى الحزب السياسي".
مفاوضات صندوق النقد فى عهد مرسي
مع وصوله إلى السلطة تمنى محمد مرسي أن تتدخل الولايات المتحدة لدى صندوق النقد الدولي نيابة عن مصر.
أرسل روبرت هورماتس، مساعد وزير الخارجية للنمو الاقتصادي، في عام 2013 إيميلًا مملًا بعض الشيء بحيث لن نجده على الأرجح ضمن أهم الوثائق التي صدرت في ديسمبر، إلا فيما يخص تركيز الإعلام المصري عليه باعتباره دليلا على دعم كينتون للرئيس محمد مرسي والإخوان المسلمين، وهذا الإيميل كان يأتى على رأس قائمة الرسائل المُفصح عنها في ديسمبر، ويحمل عنوان "مصر" ما يبعث على افتراض أن الصحف المصرية وجدته وأبرزته لهذا السبب.
جاء هذا الإيميل في وقت كانت حكومة مرسي فيه تسعى إلى الحصول على قرض بقيمة 4.8 بليون دولار امريكي من صندوق النذد الدولي.
وأهم ما ورد في تقارير هورماتس هو أنه أثناء الاجتماعات مع المسئولين الأمريكيين افتقر ممثلو مرسي إلى الوضوح بشأن خطط الإصلاح التي تنتوي مصر تقديمها الى الصندوق، بل طلبوا من الولايات المتحدة الأمريكية الضغط على الصندوق "لإتمام الصفقة في المستقبل القريب".
وقال هورماتس أنه أخبر نظراءه المصريين أن الولايات المتحدة لم يحدث أبدا أن تدخلت في تفاصيل المفاوضات مع صندوق النقد الدولي، لكنه وافق على الاتصال بصندوق النقد ونقل تقديره بشأن إلحاح الوضع، ثم يوضح أنه اتصل لاحقا بصندوق النقد الدولي وتحدث مع مسعود أحمد، رئيس وحدة الشرق الأوسط في الصندوق الذي "وافق على أن الوضع ملح".
وفي ختام رسالته أخبر هورماتس كلينتون أن صندوق النقد الدولي ينتظر حزمة إصلاحات من القاهرة وأنه سوف يرسل بعدها فريقا من الصندوق لبدء المفاوضات.
وكشفت إحدى الوثائق التي نشرها موقع "ويكليكس" للتسريبات من بريد المرشحة الرئاسية الأمريكية ووزير الخارجية السابقة هيلاري كلينتون، عن اعتماد جماعة الإخوان على إقامة علاقات قوية مع الغرب للهيمنة على مصر، وللضغط بعلاقتهم هذه على المؤسسة العسكرية.
وأوضحت إحدى الوثائق، أن حديثا سريا دار بين المرشد العام للجماعة محمد بديع، وقياديين في بداية فبراير 2012، وجاء نص الوثيقة، "الجماعة سعيدة للاهتمام الدولي الممنوح لمصر خلال المنتدى الاقتصادي العالمي دافوس، والجماعة بات لديها قناعة بأنها باتت مقبولة من المجتمع الدولي كقوة مهيمنة في مصر وأنهم على استعداد لتغيير سياساتهم الخارجية والاقتصادية وفقا لذلك".
وكشفت الوثيقة، أن "الحديث كان دائرا بين المرشد العام للجماعة ورئيس البرلمان وقتها محمد سعد الكتاتني، والمعزول محمد مرسي، ووفقا لـ"بديع"، فإنه على الجماعة وحزب "الحرية والعدالة" أن يوازنا بين تلك المصالح الغربية واتجاهات مؤيدي الجماعة والحزب وحلفائها الذين يعتقدون أن الحكومة المصرية الجديدة ستكون "نظام إسلامي محافظ تقليدي"، وخلصوا من خلال هذا الاجتماع إلى أن دول الغرب وبنوكها ستزدهر علاقتهم بمصر في ظل حكومة مدنية.
وقال قيادي بالجماعة، إن "وجود علاقات قوية مع الغرب، وخاصة فيما يتعلق بالوضوح في العلاقة مع إسرائيل من شأنه ليس فقط دعم مصر اقتصاديا وإنما أيضا لمنع المجلس العسكري من أي محاولة للتدخل فيما يتعلق بتشكيل أي حكومة مقبلة.
«عمرو موسى إخواني»:
وفي سياق متصل فجر الموقع، وثيقة مسربة من بريد المرشحة الرئاسية الأمريكية ووزير الخارجية السابقة، هيلارى كلينتون، مفاجأة من العيار الثقيل بشأن عمرو موسى، الأمين العام لجامعة الدول العربية السابق.
وأوضحت إحدى الوثائق، اعتماد جماعة الإخوان على إقامة علاقات قوية مع الغرب للهيمنة على مصر كاشفة عن حديث سري دار بين المرشد العام للجماعة محمد بديع، وقياديين في بداية فبراير 2012.
وجاء في نص الوثيقة المرسلة من كلينتون إلى "يعقوب سوليفان" بتاريخ 2 فبراير 2012، أن "الجماعة سعيدة للاهتمام الدولى الممنوح لمصر خلال المنتدى الاقتصادي العالمى دافوس، وباتت لديها قناعة بأنها باتت مقبولة من المجتمع الدولى كقوة مهيمنة في مصر".
وكشفت الوثيقة ما جاء على لسان "مصدر سيادي" أوضح أن قياديًا ذا وضع خاص بالجماعة، لم يكشف عن هويته، أكد ضرورة تحلى الجماعة باللباقة والحنكة الدبلوماسية في التحدث مع المؤسسات الغربية، واعتبر هذا القيادى أن زيارة هذه الوفود إلى مصر قبل نهاية العملية الانتخابية خريف 2012، ليس فقط من شأنها تحسين وضع الاقتصاد المصري، وإنما الحيلولة دون تحقق أي رغبة للمجلس العسكرى في التدخل في العملية الانتخابية.
وقال إن "وجود علاقات قوية مع الغرب، خاصة فيما يتعلق بالوضوح في العلاقة مع إسرائيل من شأنه ليس فقط دعم مصر اقتصاديًا وإنما أيضًا لمنع المجلس العسكرى من أي محاولة للتدخل فيما يتعلق بتشكيل أي حكومة مقبلة، وأوضحت الوثيقة أنه بحسب مصدر مهم، فإن بديع كان يرى أن احتمالات نجاح أبوالفتوح في الانتخابات محدودة، وأن تقدم عمرو موسى أكبر، لكن الجماعة لا ترى غضاضة في نجاح موسى الذي كان عضوًا بالجماعة أثناء دراسته بالجامعة.
وأشارت الوثيقة كذلك إلى سعادة قادة الإخوان بالمباحثات التي جرت بين الجماعة والإدارة الأمريكية، وكذلك صندوق النقد الدولى، وإعراب المؤسستين عن قبولهما تحول مصر إلى "دولة إسلامية"
ومن جانبه، علق عمرو موسى، أمين عام جامعة الدول العربية السابق، ردا على ما نشر من وثائق على موقع "ويكيليكس" وعن كونه كان عضوا في جماعة الإخوان وهو طالب في الجامعة، بأنه لم ينضم لأى مجموعة أو حركة سياسية غير حزب الوفد طيلة حياته.