5 عادات لا يتخلي عنها أهل القرى في«ليلة الدخلة» ..«المحرمة» أداة الزوج لفض غشاء البكارة.. «كوب اللبن» تميمة فك النحس.. مركز التراث: القبائل العربية السبب.. وفتيات: لن ننسى تلك الليلة مهما مرت السنوات

الأربعاء، 23 مارس 2016 08:56 م
5 عادات لا يتخلي عنها أهل القرى في«ليلة الدخلة» ..«المحرمة» أداة الزوج لفض غشاء البكارة.. «كوب اللبن» تميمة فك النحس.. مركز التراث: القبائل العربية السبب.. وفتيات: لن ننسى تلك الليلة مهما مرت السنوات
سمر السيد

تنفرد الصعيد بعادات وتقاليد خاصة بالزواج، ورغم أن معظم تلك العادات ليس لها أي أساس أو مرجع علمي، إلا أنها تكاد تكون ملزمة ومُلحة لإتمام فرحة العرس عند العريس والعروس ويُصر الأهل من الطرفين على أن يُذعن كلاهما لها.

-«اللبن» لفك النحس

من أبرز تلك العادات استخدام «اللبن» لفك النحس.. فبعد الانتهاء من الحفل تنتظر إحدى السيدات على باب المنزل الذي سيكون سكنًا للعروسين، وهي تحمل في يدها كوبًا من اللبن، وتجبر العروسين على تناول اللبن، اعتقادًا منها بقدرته على «فك النحس»، ولكي تبدأ حياتهما باللون الأبيض.

وبعد دخول العروسان إلى مسكنهما، تنتظر إحدى السيدات من أقارب العروس من الدرجة الأولى، للاطمئنان على العروس، وتظل حتى الصباح، في انتظار أهل العروس الآخرين بـ«الصباحية»، التي أصبحت تؤجل إلى المساء.

«المحرمة» دليل الشرف

وفى محافظات الصعيد بعد انتهاء المراسم ليلة العمر، تذهب العروسة إلى منزل الزوجية بصحبة أهلها الذين وقفوا بالخارج فيما دخل الزوجان إلى عشهما الصغير، لتفاجأ بأربعة سيدات منهن ثلاثة من الأقارب والداية في غرفه نومها ينتظرن «دليل شرفها»، وسرعان ما حملنها من قدميها ورفعاها حتى لف الزوج يده على «المحرمة» (قطعة قماش بيضاء) ليفض غشاء البكارة بيده.

وتقص إحدى فتيات المنيا روايتها في تلك الليلة قائلة «كانت أسوأ لحظة في عمري» هكذا تحولت ليلة الزفاف التي قيل لها من أقاربها أن رفض الدخلة بهذه الطريقة يعني القتل لأنه يعني أن لديها ما تخفيه.

وخرجت الداية لتعطي المحرمة لأهل العروسة لإعلان شرفهم أمام الجميع، لتأخذ الداية نقطتها، ويبدأ الاحتفال بإطلاق النار في الهواء وتبادل التهاني والمباركات وتعلو الزغاريد لنحو الساعتين.

وحاولت إقناع زوجها برفض هذه العادة، فقال إنها رغبة أهلها ولا يستطيع مخالفتهم، ومع إصرارها قال إن الرفض يعني أن لديها ما تخشاه، وإذا كانت شريفة فالموضوع منتهي، وخضعت لرغبته ورغبة أهلها، لكنها ظلت تتجنب الحديث معه لمدة أسبوع، مما دفعه لضربها لأنه رأي ما حدث «شئ طبيعي».

-عادات متوارثة

ولايختلف الأمر في محافظة أسيوط «ليلة العمر» هكذا توصف أسعد لحظات الرجل والمرأة في ليلة الزفاف، لا تزال العائلات، خاصة الكبيرة منها، تتمسك بإثبات شرف بناتهن، لتصبح الدخلة البلدي عادة متوارثة بين الأجيال لا تمحى، تمثل الشرف للعائلة وتمثل انتهاكا للعروسة.

وقصت إحدى فتيات أسوان روايتها قائلة أنها أصيبت بنزيف شديد، بعد فض بكارتها، واستمرت لمدة شهر مريضة جسديا، ناهيك عن الألم النفسي، وهي متزوجة من «ص.ك» الذي يكبرها بخمس سنوات ومعه دبلوم زراعة، ويعمل خارج مصر بإحدى شركات المقاولات.

وذكرت أنه عند إصابتها بنزيف أثناء محاولة فض البكارة، تحدثت مع زوجها، عن ألمها، لكنه أصر على فعلته مما أفقدها الثقة به في تلك اللحظة، فقال لها أنها لحظة ومرت وانتهي الأمر، وعليها عدم المبالغة.

وأكدت إحدى فتيات الأقصر تعمل معلمة بالأزهر الشريف، تبلغ من العمر 25 عاما، إنه رغم مرور سنوات على دخلتها، إلا أنها لا تستطيع نسيان تلك الليلة.

وأضافت: اعترضت كثيرا على ذلك فأنا خريجة الأزهر وإحدى معلماته فكيف أوافق على ذلك وأنا أعلم أنه حرام ولا يمت للدين بصلة، ولكن حين تكرر رفضها اتهمها بعض أهلها بأنها غير شريفة، حتى أن زوجها وهو ابن عمها أيضا كاد أن يشك فيها، وفي ليلة الدخلة عندما بالغت في رفضها دخل عليها حماها وهو عمها وقام بضربها حتى فقدت وعيها، وعندما أفاقت وجدتهم يباركون لها شرفها، فقد فضوا بكارتها أثناء فقدانها الوعي.

وبالرغم من أن زوجها لا يتعدى عمره الثلاثين عاما، كما أنه درس طب الأسنان خارج الصعيد، إلا أن حديثها معه لم يأت بفائدة، حيث اعتبر أن هذه «تقاليد بلدنا ولا يمكن رفضها».
وترى تلك الزوجة 68 عاما، أن البنت الشريفة لا تزعجها هذه العادة التي تؤكد شرفها، خاصة أن هذه العادات صعب التخلي عنها أو حتى رفضها.

-مخاطر الوفاة

تعتبر الدكتورة هبة قطب، استشارية الطب الجنسى والعلاقات الأسرية، أن الدخلة البلدي «كارثية بكل معنى الكلمة» لأن من يتولى فض بكارة الفتاة بهذه الطريقة الهمجية لم يدرس شيئا من علم التشريح، وبالتالى قد يسبب لها مشكلات صحية كثيرة كالجروح الغائرة فى القناة المهبلية والنسور المهبلى والشرجى وغيرها، فضلا عن أن هذه المنطقة من الجسد ثرية بالأعصاب الجارسيمبثاوية وبالتالى قد يحدث هبوطا فى الدورة الدموية أو يسبب توقف القلب تحت تأثير الخوف.

وقد يلازم الفتاة بعد ذلك طول حياتها شعورا بالقهر لكونها مكتوفة الأيدى عاجزة عن الدفاع عن نفسها.

توضح الدكتورة هبة قطب: «هناك اعتقاد راسخ لكنه خاطئ لدى الكثير من الأسر أن فض غشاء البكارة بهذه الطريقة سوف يسهل فيما بعد عملية الجماع، لكن فى الواقع قد تسبب هذه التجربة تصلب عضلة المهبل وبالتالى تعرقل إقامة العلاقة بشكل طبيعى».

وبسؤال عبد المنعم عبد العظيم، مدير مركز تراث الصعيد بالأقصر، عن تاريخ الدخلة البلدي في الصعيد، أرجعه إلى نزوح بعض القبائل العربية إلي جنوب مصر مثل قبيلة بني هلال، حاملين هذه العادة، ونفي أن يكون لهذه العادة أساس فرعوني كما يدعي البعض أن الفرعنة كانوا يستخدموا هذه العادة ضد بنات أعداءهم، كعمل يظهروا فيه أن أعداءهم لم يستطيعوا الحفاظ على شرفهم، وقال إنه لا توجد أي مخطوطات أو رسومات في التاريخ الفرعوني تشير إلى هذه العادة، مؤكدا أن أساسها هو القبائل العربية.

وذكر أن الأساس في هذه العادة هو أساس نفسي، فالعرب كانوا على دارية بمدى الرهبة النفسية داخل الأنثى في تلك الليلة، فكانوا يعتقدون أنهم بهذه الطريقة يحاولون كسر الحجز النفسي بداخلها، كما كان الزوج يتقبل دخول الداية معه في هذه الليلة.

في المنيا، تتركز جهود الجمعيات النسائية في مواجهة الختان والزواج المبكر، دون أن يكون هناك نصيب للدخلة البلدي، حتى مراكز الدراسات المعنية بقضايا المرأة على مستوى الجمهورية لم يتوفر لديها أي إحصائيات.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة