خبراء يحللون تأثير زيارة أوباما التاريخية على كوبا
الخميس، 24 مارس 2016 12:19 ص
تمكن الرئيس الأمريكي باراك أوباما في هافانا، من أن يدعو الشعب الكوبي إلى التغيير، لكن القوة الرمزية لزيارته يمكن أن تؤثر أيضا على النظام الشيوعي.
يتوقع عدد كبير من المحللين تطورات جديدة في الأشهر المقبلة في الجزيرة، طالما أن هذه الزيارة قلبت رأسا على عقب خطاب السلطات، الذي تمحور منذ أكثر من خمسة عقود حول مساوئ الإمبريالية الأمريكية.
وأوجز بول وبستر هاري، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة بوسطن، الوضع بقوله إن "أهم نتيجة للزيارة بمجملها هو ترديد عبارة "لا أصدق" ما تراه عيناي".
وأضاف "إذا كان ممكنا استقبال رئيس أمريكي، لماذا لا يمكن أن يحصل غير ذلك؟ فهذه الزيارة تحمل جميع الكوبيين على أن ينتظروا حصول تغيير عاجل وضروري على صعيد الفرص الاقتصادية ويتمكنوا من مراقبة حكومة منهكة".
واعتبر أن "الأدبيات الثورية القديمة واتهام الحظر الأمريكي بالتسبب بكل المشاكل، باتت غير كافية". وبالتالي، لا يكتنف أي غموض موقف باراك أوباما من هذه القيود التجارية المفروضة على الجزيرة منذ 1962. فقد دعا مرات عدة إلى رفع الحظر، واتخذ في الوقت نفسه، مجموعة من التدابير للتخفيف من حدته.
وبغض النظر عن الجانب الرمزي لهذه الزيارة، يتمثل النجاح الآخر الذي حققه الرئيس الأمريكي، في تمكنه من إيصال رسالة صريحة إلى الشعب الكوبي، في بلد عادة ما يخضع الإعلام فيه لرقابة صارمة.
وإذا كان الأمن الكوبي منعه من الاختلاط بالناس كما كان يرغب، حفاظا على سلامته، فقد استفاد من الخطاب الذي ألقاه يوم الثلاثاء لتقديم مرافعة حقيقية حول الحريات العامة والديموقراطية، أمام كاميرات التلفزيون الكوبي.
وقال عازف الجيتار فريدي لافون (19 عاما) الذي كان موجودا بين الحضور، بعد الخطاب، إن "أوباما خطيب مفوه. لم أشعر أبدا بالضجر. لقد أبلغني رسالة واضحة حول الرجاء والمستقبل الأفضل".
وأوضح بول وبستر هاري أن "أوباما مقتنع بأن "الدبلوماسية الشعبية" يمكن أن تكون ناجعة مع كوبا في 2016، فهو يستطيع التحدث مباشرة مع جمهور أجنبي وليس مع حكومته فقط".
وعلى رغم انعدام الجماهير الحاشدة، حرص باراك أوباما على أن يخاطب الشعب الكوبي متى أتيحت له الفرصة، وقد بلغ به هذا الحرص حد المشاركة في مشهد قصير مع ممثل هزلي كوبي شهير. وفعل شريط الفيديو فعله عندما بثه التلفزيون الكوبي عشية وصوله.
وتمثل التحدي الكبير لباراك أوباما على الأرجح بإقناع نظيره الكوبي (84 عاما) الذي لا يستسيغ وسائل الإعلام، بالرد على أسئلة الصحفيين الذين لم يتوانوا عن التطرق إلى موضوع السجناء السياسيين.
وقد عبر راؤول كاسترو غير المعتاد على الأسئلة المزعجة، عن غضبه حيال اثنين من الصحفيين، لدى احتجاجه على عدد الأسئلة الكبير الذي زاد عن المتفق عليه.
وقال أرتورو لوبيز-ليفي أستاذ العلوم السياسية في جامعة تكساس ريو غراند فالي في الولايات المتحدة، إن "أوباما ربح الشوط، لكن راؤول لم يخسر شوطه".
وأضاف "كان أوباما يراهن على أن يجعل من سياسته لرفع الحظر سياسة لا تراجع عنها، ولذلك يحتاج إلى أن يكون راؤول كاسترو شريكا".
واعتبر هذا الأستاذ الجامعي الكوبي أن كاسترو كان يراهن على أن يضطلع بدور "الضيف البشوش، ويؤكد أنه يتمتع على رغم سنه بالمرونة الكافية لتحقيق النجاح الذي عجز شقيقه فيدل عن تحقيقه".
وقبل أقل من ثلاثة أسابيع على مؤتمر للحزب الشيوعي الكوبي الذي سيحدد التوجهات السياسية للبلاد في السنوات المقبلة، ستتاح لراؤول كاسترو الفرصة ليقرر حجم التغيرات المستقبلية.
ويعول خورخي دواني من المعهد الكوبي للبحوث في جامعة فلوريدا، على مزيد من الانفتاح الاقتصادي المحتمل، لكنه يستبعد حصول أي تغيير سياسي.
وأضاف أن "هذه الزيارة كانت مخصصة لتعميق العلاقات بين البلدين على الصعيد التجاري والنقل والاتصالات والتلاقي بين الشعبين"، مشيرا إلى أنه "ليس من المرجح" أن تحدث أي تأثير على الإصلاح الانتخابي المطروح للبحث.