ركاب الطائرة المختطفة يروون قصة 9 ساعات من الرعب.. «العشماوى»: الخاطف طلب من الكابتن التوجه إلى تركيا.. «إبراهيم»: ظل يردد «هنموت كلنا وخلاص».. و«موسى»: شعرت أن هذه هي آخر رحلة جوية لنا
الأربعاء، 30 مارس 2016 01:02 م
كجميع رحلاتهم المعتادة، توجهوا إلى المطار وقاموا بإنهاء إجراءات رحلتهم القصيرة من مطار برج العرب، إلى القاهرة.. صعدوا إلى أماكنهم على الطائرة، دون أن يعلموا أن الرحلة التى لا تسغرق الساعة الواحدة ستتجاوز العشرون ساعة كاملة، منها أكثر من تسع ساعات من الرعب والفزع.
فقد دخل ركاب طائرة مصرللطيران «إيرباص 320» نوبة من الفزع، بعد تهديد راكب يرتدى بدلة زرقاء بتفجير الطائرة بحزام ناسف، مطالبًا بتغيير وجهة الطائرة، وهو ما تم بالفعل، وهبطت فى مطار «لارنكا» بقبرص.
ولم يصدق الركاب آذانهم حينما طالبهم الخاطف بعد ذلك بالخروج من الطائرة، فيما استبقى 7 فقط هم 4 من الطاقم و3 أجانب، وبمجرد أن وصلوا إلى مكان آمن، واستقبلهم رجال الأمن والسفير المصرى افترشوا الأرض لالتقاط أنفاسهم قبل أن يبدأ رجال الأمن فى جمع معلومات عن الخاطف منهم.
وقد روى السفير المصرى فى قبرص حسين مبارك، تفاصيل الواقعة، تبعًا للركاب بأن الركاب فوجئوا بعد 5 دقائق فقط من إقلاع الطائرة من مطار برج العرب، بشخص يقف عند باب الكابينة، وطالبته المضيفة بالجلوس فى مقعده فقال إنه يريد أن يدخل الحمام، وأصر على الوقوف قبل أن يصرخ فى المضيفة ويطلب منها أن تبلغ قائد الطائرة بالتوجه إلى تركيا، وهدد بتفجير حزام ناسف يلفه حول بطنه، ليصاب الركاب بحالة من الهياج، وسارع أغلبهم للاختباء أسفل المقاعد.
وتابع أحمد العشماوي، أحد ركاب الطائرة المختطفة، أن مساعد الطيار خرج من الكابينة، وطلب من الخاطف الهدوء، وأبلغه بأنهم سينفذون كل طلباته، فكرر عليه الخاطف طلبه بضرورة التوجه بالطائرة إلى تركيا، فأبلغه مساعد الطيار أنه لا يمكنه التوجه لتركيا بسبب نقص الوقود، فطلب منه الخاطف التوجه إلى قبرص».
وأضاف العشماوي، أن المتهم كان يهددهم طوال الطريق بتفجير الطائرة بكل من عليها، قائلًا: «أنا مش فارق معايا حاجة، هنموت كلنا وخلاص».
ومن جانبها قالت «سارة الشريف» أحد الركاب، إنه بعد ساعة ونصف الساعة تقريبًا نزلت الطائرة فى مطار لارنكا القبرصى، وبمجرد استقرار الطائرة طالب الخاطف الجميع بالالتزام، قائلًا: «هى ضغطة واحدة وهنموت كلنا»، وأمر المتهم المضيفة بفتح باب الطائرة، وفى البداية سمح للسيدات والأطفال بمغادرة الطائرة، وحاول بعدها قائد الطائرة التحدث معه وأبلغه بأنه يمكنه مساعدته فى التواصل مع المسؤولين لتحقيق مطالبه، فرد المتهم قائلًا: «كل شىء فى وقته».
وأفاد يوسف سعيد إبراهيم، أحد الركاب الذين كانوا على متن الطائرة عقب نزوله فى الدفعة الثانية: «بعد لحظات فوجئنا بالمتهم يسمح للجميع بالنزول عدا قائد الطائرة ومساعده ومضيفه و3 أجانب لا أعرف جنسيتهم، ولم أصدق نفسى عندما قال ذلك، جرينا إلى الباب وتركت حقيبتى فى الطائرة».
«أعتقد أنه مجنون، كان مرتبكًا ومتوترًا وغير محترف» يقول يوسف.
وأكد أحد ركاب الطائرة ويدعى ريمون سمير، أن «الرحلة كانت عادية جدا وكل واحد بدأ ياخد الكرسي بتاعه وأقلعت الطائرة، وفجأة وجدوا إن وقت الرحلة زاد، وأفادهم بعض العاملين على الطائرة بأنهم يواجهوان تهديدًا بالخطف، وشددوا على ضرورة أن يأخذوا إحتياطهم وتنفيذ كافة تعليمات السلامة، وعدم مجادلة الخاطف».
وأضاف ريمون: «كان من ضمن مطالب المختطف إنه ينزل في ثلاث دول وكان الأقرب لنا مطار قبرص بسبب الوقود غير الكافي لأكثر من ذلك.. بعد الوصول طاقم الطيارة أعلمنا أنه سوف يسمح للسيدات أن تنزل أولا، وبعد فترة قال الرجالة المصريين ينزلوا وأي جنسية أخرى تظل على الطائرة».
وتابع: «الشخص المختطف للطائرة لم يكن موجود في مقدمة الطائرة ولكن كان موجود في آخرها وكان هناك تعليمات بعدم النظر إليه».
بينما أكد إيهاب موسى أحد الناجين، أن خاطف الطائرة طالب جميع الركاب بإظهار جوازات السفر الخاصة بهم وقام بجمعها، وبعدها قام بعزل المصريين عن الأجانب على أن يكون الأجانب فى الصفوف الأمامية.
وأضاف إيهاب أنه شعر بتحركات مريبة من أفراد طافم مصر للطيران على متن الطائرة، الأمر الذى دفعه لتفهم الأمر من أحد أفراد الطائرة، ولكن نظراته كانت تخفي أمرًا مريبًا.
وتابع: «انهالت الاسئلة من الركاب على طاقم مصر للطيران فى محاولة منهم لفهم ما يدور على ظهر الطائرة، فاجبونا بأن الطائرة على متنها شخصًا يرتدى حزامًا ناسف مطالبًا بتغيير مسار الطائرة لأحد ثلاث وجهات أولها تركيا، فكان رد ربان الطائرة بأن أكثر ما يستطيع تقديمه له هو أن يغير مسار الطائرة مهبطًا فى مطار لارنكا نظرًا لعدم توافر الوقود بها، الامر الذى أجبر المختطف على الموافقة.
وأشار موسى إلى أن ركاب الطائرة جميعًا كانوا لا يملكون إلا الدعاء، موضحًا أن خلال 45 دقيقة وهى وقت تحويل مسار الطائرة إلى مطار لارنكا بقبرص مر فيهم أمام عينيه فيلمًا تسجيليًا يعرض ذكريات حياته كاملة، ولا ندري هل نبقى على قيد الحياة أم أن هذه هي آخر رحلة جوية لنا.
ومن جانبه قال قائد الطائرة المختطفة عمرو جمال: «المتهم كان يرتدى حزامًا ولكن لم تكن لدينا معلومة أكيدة إذا ما كان حزامًا ناسفًا أم أنه خدعة، وكان لزامًا علينا أن نتعامل معه بجدية».