إحصائيات.. «١٨٪‏» من التحرش الجنسي تصيب الأطفال.. ‏«عم» يتحرش بـ«نجلة أخيه» ويتسبب بوفاتها.. فتوى بضرورة إضافة «التربية الدينية» للمجموع.. وطبيب يوجه بالكشف النفسي على من يتعامل مع الأطفال

الأربعاء، 30 مارس 2016 09:42 م
إحصائيات.. «١٨٪‏» من التحرش الجنسي تصيب الأطفال.. ‏«عم» يتحرش بـ«نجلة أخيه» ويتسبب بوفاتها.. فتوى بضرورة إضافة «التربية الدينية» للمجموع.. وطبيب يوجه بالكشف النفسي على من يتعامل مع الأطفال
صورة تعبيرية
نور حسنين

انتشرت ظاهرة التحرش الجنسي بالأطفال في المجتمع المصري بشكل كبير، لاسيما في الآونة الأخيرة، والتي يعاني منها آلاف الأطفال على مستوى الجمهورية، وتشير الإحصائيات أن 18% من الحوادث التي تعرض لها الأطفال في مصر هي حوادث اعتداء جنسي.

ورصدت «صوت الأمة» 4 حالات تحرش جنسي بالأطفال في القاهرة والقليوبية.. رجل يتحرش بـ«شقيق زوجته».. شاب يستردج «طفل جاره».. وآخر يتحرش بـ«نجلة زوجته».. والرابعة «العم الذئب» الذي تحرش بنجلة أخيه البالغة من العمر «9 شهور».

الواقعة الأولى: تحرش بشقيق زوجته مقابل «الحلوى والهدايا»

قام شاب بالتحرش بشقيق زوجته، البالغ من العمر 9 سنوات، والذي قام بشراء سكوته بـ«الحلوى والهدايا» مستغلًا برائته الطفولية حتى لا يخبر أحدًا من أهله، مقنعًا إياه «أنت مبتعملش حاجة غلط».

وتبدأ تفاصيل الواقعة، عندما تفاجأت الزوجة «ك.م»، بأن زوجها «و.س» -صاحب شركة- 33 سنة-، يمارس الأفعال الشاذة مع أخاها الطفل الصغير، مستغلًا عدم وجودها في المنزل، والذي لم يكن يعلم بأنها سوف تأتي في ذلك الوقت، واستغل براءة الطفل وقام بممارسة الشذوذ معه عدة مرات، وقامت الزوجة بتحرير محضر ضد زوجها بقسم شرطة بنها، وتم عرضه على النيابة.

الواقعة الثانية: عامل يتعدى على إبنة زوجته ذو الـ«10 أعوام»

قام، عامل بالتعدي الجنسي على إبنة زوجته التي تقيم معه في نفس المنزل، مستغلًا براءة الطفلة الصغيرة التي لا يتعدى عمرها 10 سنوات.

تبدأ تفاصيل الواقعة، حينما تقدمت والدة الطفلة ببلاغ لمديرية أمن القليوبية، تفيد بقيام زوجها «ح.ي»، بالتعدي الجنسي على نجلتها، وأنه قام بتهديدها أنه سيقوم بإيذائها إذا سردت لوالدتها تفاصيل ما حدث لها، ولكن قامت الطفلة بإخبار والدتها عما حدث لها، وبالعرض على النيابة أمرت بحبس المتهم 4 أيام على ذمة التحقيقات.

الواقعة الثالثة: شاب يكمم فم طفل و«يهتك عرضه»

البداية، عندما تلقت مديرية أمن القاهرة، بلاغًا بقيام شاب بهتك عرض طفل جاره «أ.س» -10 سنوات- داخل منزله، حيث قام بتكميم فمه حتى لا يستطيع الاستنجاد بأحد، وقام بتهديده بأنه سيقوم بإيذائه إذا أخبر أحدًا من أهله.

وبعد الواقعة بفترة، قام الطفل بإخبار أهله، الذين قاموا بتحرير محضر بمديرية أمن القاهرة للإبلاغ عن الشاب «م.د» -25 سنة-، وبالعرض على النيابة أمرت بحبس المتهم 4 أيام على ذمة التحقيقات.

الواقعة الرابعة: «عم» استباح حرمة أهله وتحرش بـ«نجلة أخيه»

ومن جرائم التحرش الجنسي بالأطفال التي هزت الرأي العام، حينما قام ذئب بشري بالتحرش الجنسي بنجلة أخيه التي تبلغ من العمر تسعة شهور، مما أدى إلى إصابتها بهبوط حاد بالدورة الدموية والتنفسية، واتساع كبير بفتحة الشرج مما أدى لوفاتها.

وتبدأ تفاصيل الواقعة حينما تبلغ لمديرية أمن القليوبية، من مستشفى بنها الجامعي، بوصول طفلة متوفاة إثر إصابتها بهبوط حاد بالدورة الدموية والتنفسية.

وأنكر والدي الطفلة «ر.أ» أمام النيابة العامة وجود شبهه جنائية ولم يتهموا أحد في ذلك، وقالت الأم أمام تحقيقات النيابة العامة أن طفلتها توفيت نتيجة إصابة نجلتها بنزلة معوية ورئوية وإصابتها بإسهال.

وتوصلت التحريات السرية قيام «ط.س» عم الطفلة، -وهو طالب بالصف الثانوي ويبلغ من العمر 16 عامًا-، بالتعدي الجنسي على الطفلة، مستغلًا عدم وجود أحد معهم في المنزل، وأنكر المتهم في تحقيقات النيابة قيامه بالتعدي الجنسي عليها، وقال أنه لم يتعدى جنسيًا عليها، بل إنه قام فقط بتغيير «الحفاضة» لها أثناء تواجد الأم في المنزل.

استشاري صحة نفسية: «غرس سلوك الاستقلال الجنسي في نفوس الأطفال»

قال، الدكتور وليد هندي استشاري الصحة النفسية، أن الاعتداء الجنسي على الأطفال يرجع للعديد من الأمور، أهمها جهل الأسرة المصرية بأساليب التربية الجنسية، قائلًا: «نحن جميعًا نخجل من مناقشة أبنائنا في الأمور الجنسية بما يتماشى مع مراحلهم العمرية المختلفة، فعلينا أن نساعد الطفل على إدراك الجنس وغرس سلوك الاستقلال الجنسي في نفوسهم».

وأكد «هندي» أن معظم المتحرشين جنسيًا بالأطفال غالبًا أشخاص مقربين وذوي صلة بهم وبأسرهم، والتحرش لا يأتي صدفة فالمتحرش الجنسي بالأطفال يحدد هدفه ويسعى إليه بالتودد وبالتقرب إليه، وإعطاء الهدايا والحلويات والعمل على مصاحبته وملاطفته وملامسته جنسيًا.

وتابع قائلًا: «السواد الأعظم من التحرش تقع في البواب أو السائق أو الخادم أو بعض المعلمين مفتقدي الضمير، ومن بعض الأقارب، حتى أن الأمر يصل إلى المحارم منهم»، مشيرًا إلى أن دور الأسرة يأتي في الرقابة ومتابعة الطفل، فعلى كل أب وأم الاهتمام بأبنائهم ومعرفة أين ذهبوا ومن يرافقهم، كما أكد أن الأفلام الإباحية الشاذة التي يراها الأبناء بقصد أو بدون، من أهم أسباب التحرش بهم.

واستطرد «هندي» قائلًا: «للمتحرش سيكولوجية خاصة قد تجعله يتحرش بأبنائنا دون أن ندري، فهو شخصية ضد المجتمع ومضطرب نفسيًا ومغامر لا يقدر العواقب، ودود لطيف لكنه منطوي في بعض الأحيان، وقد يكون شخصية مكبوتة ولديه قدر من الإحباط يؤدي إلى فقدان الأمل، ولذلك يلجأ للتحرش بالأطفال كوسيلة لتفريغ الشحنة النفسية الداخلية، كما أنه قد يعاني من الكبت الجنسي أو مدمن مخدرات».

ويرى «هندي» أن الآباء لديهم معرفة قاصرة بالدين، فالدين حث على التربية الجنسية، كما أن نمط التعليم لا يحتوي على منهج واضح ومحدد لعملية التربية الجنسية، علمًا بأن جميع الدول العربية المجاورة بها مناهج واضحة في هذا الشأن، موضحًا أن وهن التشريعات وضعف القانون الذي يواجه عقوبة المتحرش من أهم الأسباب التي تدفع المتحرش لذلك، وإلى الممارسة التكررة في سلوك المتحرش، ففي الوقت الذي أعلنت فيه دولة الإمارات بالتجريف المجتمعي للمتحرش، وإعلان اسمه وصورته وعنوانه في نشرة الأخبار، نجد أن عقوبة المتحرش في مصر 1000 جنيه.

بينما قال الدكتور أحمد هلال، الطبيب النفسي، أن المتحرشين مصابين بعقدة مهاجمة الأطفال، وهذا الإنحراف يؤدي بهم للاعتداء الجنسي على الأطفال.

وأكد «هلال» إنه لابد من إجراء كشف طبي نفسي لكل من يتعامل مع الأطفال في المدارس والنوادي، من عمال وفراشين ومدرسين، مشيرًا إلى أن من أهم أسباب الاعتداء الجنسي على الأطفال، هي «عمالة الأطفال»، ولابد للحد من تلك الظاهرة، فعمل الطفل في سن صغير يجعله يتعرض للكثير من المشاكل والاحتكاك بالأولاد المنحرفين، وأصحاب العمل المنحرفين.

ويرى «هلال» أن دور المسجد اختفى، وأصبح الشيوخ لا دور لهم سوى تربية لحيتهم، موضحًا أن الدين الآن صناعة تطرف وليس صناعة مودة ومحبة، وكل ذلك أثر على أخلاق الشارع المصري، فدور المسجد والوعظ الديني مهم جدًا لعودة الأخلاق مرة أخرى.

رأي الأزهر

قال الدكتور نصر فريد واصل، مفتي مصر الأسبق، أن ظاهرة التحرش الجنسي للأطفال، فساد أخلاقي انتشر في المجتمع المصري، وذلك بسبب تهميش الدين في كل شئ حتى في وسائل الإعلامن فأصبح الدين بالنسبة للناس هو «داعش».

وأشار «واصل» أن المؤسسة الدينية غير مقصرة في توعية الناس، ولكن المشكلة في وسائل الإعلام والتليفزيون والأفلام التي تثير الشباب والأطفال.

وأكد على ضرورة الاهتمام بمادة التربية الدينية داخل المدارس لتوعية الأطفال وتعليمهم بتعاليم دينهم، مضيفًا: «لا يوجد تربية دينية حقيقية داخل المدارس، كما إنه لابد من إضافة مادة التربية الدينية للمجموع للاهتمام بها».

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة