ورحل «اليزل».. خبير الانتخابات الاستراتيجي

الإثنين، 04 أبريل 2016 09:31 م
ورحل «اليزل».. خبير الانتخابات الاستراتيجي
سيف اليزل
محمد أبو زيد

ولد سامح سيف اليزل في القاهره في عام 1946، تخرج من الكلية الحربية في عام 1965، أشترك في حروب 67 والإستنزاف وأكتوبر 1973، ثم عمل ضابطًا بالحرس الجمهوري، وضابطًا بالمخابرات الحربيه حتي رتبة مقدم ثم ألتحق بعدها للعمل في المخابرات العامه حتي رتبة لواء.

وتعد حياة سيف اليزل ثرية ومتنوعه حيث حصل علي العديد من الدورات الأمنيه والعلوم الاستراتيجيه والتفاوض والتحليل السياسي والدورات المخابراتيه وحل الأزمات ومكافحة الإرهاب.

وعمل وزيرًا مفوضًا في السفاره المصريه في انجلترا،ومستشارًا بسفارة مصر في كوريا الشماليه.

كما عمل رئيسًا لمجلس إدارة شركه جي فور إس متعددة الجنسيات للخدمات الأمنيه،ورئيسًا لمركز الجمهوريه للدراسات والأبحاث السياسيه.

وتعرف عليه المصريون بعد ثورة يناير عن طريق برامج التوك شو حيث حل ضيفًا في أكثر من مناسبة للتعليق علي الأحداث الأمنيه والسياسيه.

ومع تسارع الأحداث، بدأ تدريجيًا ينتقل «اليزل» إلي أدوار جديده له، وتحديدًا نحو الدور السياسي الواضح، وكان من أبرز الداعمين لترشح عمر سليمان للرئاسه قبل إستبعاده،ثم أصبح من الداعمين الكبار للفريق أحمد شفيق في الإنتخابات الرئاسية التي نجح الإخواني المعزول محمد مرسي في الفوز بها بفارق ضئيل، وسط انتخابات يشوب الشك نتيجتها المعلنه، بحسب ما تناثرت أقاويل كثيره،ولم يكن غريبًا أن يكون اليزل من الداعمين لترشح الرئيس عبد الفتاح السيسي للرئاسه، وهو دعم لم يفارقه حتي النفس الأخير من حياته.

وفي أثناء التحضير للإنتخابات البرلمانيه بدأ سيف اليزل يمارس دورًا سياسيًا أكبر من خلال دوره كمنسق لقائمة «في حب مصر»، والتي نجحت في حصد كل مقاعد القوائم وعدد كبير من المقاعد الفرديه،حتي أصبح يشكل إئتلاف دعم مصر قوه تؤثر في مسار القرارات في المجلس،بل نجحت في أن يكون رئيس المجلس عضوًا بها،وأحد الوكيلين،وكان مقعد الوكيل الثاني قريبًا منهم لولا الدور الذي لعبه مصطفي بكري عضو الإئتلاف المستقيل والذي تسبب في إسقاط علاء عبد المنعم ليكون مقعد الوكيل الثاني من نصيب النائب الوفدي وهدان سويلم.

ورغم أن مصطفي بكري لجأ إلي مهاجمة منسق إئتلاف دعم مصر أثناء الأزمه إلا أن اليزل لم يخرج عن هدوئه المعتاد،رغم أن محللين سياسيين كانوا يتوقعون أن يكون أدائه كأداء زعيمي الأغلبية السابقين كمال الشاذلي وأحمد عز عنيفًا وصاخبًا إلا أن أداء اليزل أثار علامة الإستفهام فهو يحضر الجلسات ولكن لا يظهر أن له دورًا،وهو ما عزاه البعض إلي طبيعته كرجل مخابرات يجيد تحريك الأمور من خلف الستار،ولا يحب بطبيعته تصدر الواجهه.

وثاني الهجمات الشرسه التي تعرض لها سيف اليزل كانت من توفيق عكاشه،النائب المسقطة عضويته،وكان هذا الصدام علي خلفية أجواء تفاوضات الأيام الأولي لتشكيل الكتل البرلمانيه حيث هاجم عكاشه اليزل لأنه كما قال في لقاءات تليفزيونيه أراد أن يُقصيه من المشهد ولم يوجه له دعوة لحضور الاجتماعات التنسيقيه لائتلاف دعم مصر،وكذلك عدم دعم اليزل لعكاشه للترشح لرئاسة البرلمان.

ووصل الهجوم مداه من عكاشه حيث وصف اليزل في برنامج الساده المحترمون علي فضائية الأون تي في بأنه "ترزي" يقوم بتنفيذ ما هو مطلوب منه ويفتقد الخبره التراكميه في العمل السياسي والبرلماني.ولم يرد اليزل في المقابل إلا حين سنحت الفرصه المناسبه علي خلفية مقابلة عكاشه للسفير الإسرائيلي فأصدر دعم مصر بيانًا يصف فيه تصرفه بالانتهاك الصارخ للموقف الشعبي الرافض للتطبيع مع اسرائيل،ثم كان قرار إسقاط عضويته.

وطاردت الشائعات سيف اليزل منذ صعود نجمه السياسي،حيث أُتهم في 2014 بأنه المالك الحقيقي لشركة فالكون المسئولة عن تأمين الجامعات المصريه،وربطت الشائعه بين اليزل ونجيب ساويرس حيث أدعت أن الشركه يديرها رجال شرطه وجيش ومخابرات..إلا أن اليزل حسم الأمر بشكل قاطع بقوله: «أنا مش صاحب فالكون».

وفي أيامه الأخيره، طاردته شائعات الموت أكثر من مره، رد علي إحداها متهمًا أن الإخوان أطلقوها لهدم إئتلاف دعم مصر، وأعلن رسميًا وفاته مساء اليوم ليتفاجأ الجميع أن «الجنرال مات».

وأصبح مصير دعم مصر مُبهمًا وتتردد أصداء السؤال المهم وماذا بعد موت اليزل؟

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة