لبنان.. تاريخ من المؤامرات والطائفية - تحقيق

السبت، 29 أغسطس 2015 07:16 م
لبنان.. تاريخ من المؤامرات والطائفية - تحقيق

مرت لبنان طويلا وعبر تاريخها بمسلسل من الصراعات والمؤامرات والإنتكاسات، وما بين حروب داخلية وصراعات حزبية، وأزمات دولية، ونيران الطائفية.. يعيش الشعب البنانى، بلا حول منه ولا قوة، فالقرار بيد الكثير من الدول هنا وهناك، والحكومة مغلوبة على أمرها، واللبنانيون لا يحركون ساكناً.

ومع توالى التدخلات الخارجية وتلاحم المؤامرات الداخلية، فاض الكيل بالشارع اللبنانى، ونزل أخيراً الى الميادين، ينادى بحقوق هذا البلد العريق، وحقه فى تقرير مصيره بعيدأً عن الطائفية، والعنصرية.. صوت الأمة ترصد في هذا التقرير نرصد لكم في هذا التقرير أبرز الأحداث التى هزت لبنان..

طلعت ريحتكم

طالب اللبنانيون أكثر من مرة حكوماتهم بحل أزمة النفايات المتكدسة والتي بدأت تنتشر منها الرائحة النتنة خصوصاً مع درجات الصيف العالية، إلا أن الحكومة لم تحرك ساكناً في هذا الأمر ، وهو ما دعا الشباب اللبناني لإنشاء حملة عبر موقع فيسبوك بعنوان طلعت ريحتكم تدعو للتظاهرمن اجل الضغط على الحكومة لحل أزمة النفايات.

وقد انطلقت مظاهرات طلعت ريحتكم من أمام وزارة الداخلية اللبنانية نحو ساحة الشهداء بالعاصمة بيروت، تحت شعار الشعب يريد ، وشارك فيها المئات ممن يحملون شعارات متنوعة ضد الطبقة السياسية والفساد ويطلقون الهتافات الحماسية ، وكانت الاستعدادات قد استكملت في ساحة الشهداء، من ترتيبات المنظمين، إلى انتشار لافت لأعداد سيارات الصليب الأحمر، فيما نفذت عناصر مكافحة الشغب انتشارًا عند مسجد محمد الأمين .

وبرز حضور كبير للصحافة الأجنبية في مكان التظاهرة، وبدأت الشاشات المحلية بنقل مباشر لفعاليات التظاهرة منذ الصباح تاركة الهواء للمواطنين الراغبين في التعبير عن آرائهم.

صراع المقاومة والدولة

حداث السابع من أيار 2008 هي أحداث جرت في العاصمة اللبنانية بيروت وبعض مناطق جبل لبنان بين المعارضة والموالاة ، و تعتبر هذه الاحداث ميدانياً الأكثر خطورة ، وعنفاً منذ انتهاء الحرب الأهلية اللبنانية عام 1990 ، وكانت إثر صدور قرارين من مجلس الوزراء اللبناني بمصادرة شبكة الاتصالات التابعة لسلاح الإشارة الخاص بحزب الله وإقالة قائد جهاز أمن مطار بيروت الدولي العميد وفيق شقير ، وهو الأمر الذي اعتبرته المعارضة تجاوزا للبيان الوزاري الذي يدعم المقاومة. ولما كانت الحكومة تعتبر في نظر المعارضة حينها غير شرعية بسبب تجاوزها لميثاق العيش المشترك، استعملت القوة لردع الحكومة، إلا أنها توقفت بعد سحب الحكومة للقرارين محل النزاع.

وقد صدر بيان أول عن الحكومة اللبنانية جاء فيه أن مجلس الوزراء قرر اعتبار شبكة الاتصالات الهاتفية التي أقامها حزب الله غير شرعية وغير قانونية وتشكل اعتداء على سيادة الدولة والمال العام . وقررت إطلاق الملاحقات الجزائية ضد جميع الأفراد والهيئات والشركات والأحزاب والجهات التي تثبت مسؤوليتها في مد هذه الشبكة. مشيرة إلى وجود دور إيراني على هذا الصعيد.

وتلاه بيان ثاني عن الحكومة اللبنانية قررت فيه إقالة قائد جهاز أمن مطار بيروت الدولي العميد (وفيق شقير) من منصبه, وإعادته إلى ملاك الجيش. وذلك بعد بحث قامت به الحكومة اللبنانية في الاتهامات التي وجهها النائب (وليد جنبلاط) أحد أقطاب تحالف 14 آذار ضد حزب الله على خلفية قيامه بمراقبة مطار بيروت الدولي بواسطة كاميرات خاصة . ودعوته إلى إقالة رئيس جهاز أمن المطار كونه مقربا من حزب الله.

حزب الله يقهر الإسرائيلىن

حرب تموز أو حرب لبنان الثانية، أو العدوان الإسرائيلي على لبنان، بدأت عمليات القتال في 12 يوليو 2006 بين قوات من حزب الله اللبناني ، وقوات جيش الدفاع الإسرائيلي والتي استمرت 34 يوما في مناطق مختلفة من لبنان، خاصة في المناطق الجنوبية والشرقية وفي العاصمة بيروت، وفي شمالي إسرائيل، في مناطق الجليل، الكرمل ومرج ابن عامر. وكانت الحرب تؤثر على منطقة هضبة الجولان أيضا.

في خضم الصراع العربي الإسرائيلي، وإصرار إسرائيل على إبقاء مختطفين لديها، وإصرار حزب الله لبنان على تبني تحريرهم، وبعد مرور حوالي 30 عاما على سجن بعض اللبنانيين (ومن بينهم سمير القنطار ، وبعد يأس المفاوضات غير المباشرة لإطلاق سراحه، قرر حزب الله أسر جنود إسرائيليين لتحرير بقية اللبنانيين ، وغيرهم من المعتقلات الإسرائيلية، وفي 12 يوليو 2006 شن حزب الله عملية الوعد الصادق، أدت إلى أسر جنود إسرائيليين، فبادرت مباشرة القوات الإسرائيلية ، وأقتحمت الجدار الحدودي ودخلت إلي الأراضي اللبناني فكان حزب الله مترصدا لللإسرائيليين وقصف الدبابتين، فقتل 8 جنود إسرائيليين، من بينهم إيهود غولدفاسر وإلداد ريغف الذين أسراإلى لبنان دون الإبلاغ عن مصرعهما .

وفي اليوم التالي شن الجيش الإسرائيلي هجوما جويا على جنوب لبنان مستهدفا محطات الكهرباء ومطار بيروت وشبكة من الجسور والطرق مما أدى إلى مقتل العشرات، كما انضمت قوات بحرية إسرائيلية للهجوم، واستدعى الجيش الإسرائيلي فرقة احتياط مؤلفة من ستة آلاف جندي لنشرها سريعا شمال إسرائيل ، تحت تعليق إعادة الأسيرين إلى إسرائيل ، وفي نفس اليوم أعلن حسن نصر الله أمين عام حزب الله أن العملية فردية يتحمل مسؤوليتها الحزب وحده ولا علاقة للحكومة اللبنانية بها ؛ وفي نفس المؤتمر دعا حسن نصر الله الحكومة الإسرائيلية للتفاوض الغير مباشر لإتمام تبادل الأسرى وهددها بأن قوات حزب الله جاهزة للتصعيد إذا بادرت هي بالتصعيد ؛ وبعدها فرضت إسرائيل حصارا بحريا وجويا على لبنان.

إغتيال الحريرى

في 14 فبراير 2005، قتل رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري مع 21 شخصًا، عندما فجر ما يعادل 1000 كجم من المواد المتفجرة بينما كان موكبه يسير بالقرب من فندق سان جورج في بيروت.

كان بين القتلى عدد من حراس الحريري الشخصيين، والوزير السابق الصديق للحريري باسل فليحان. دفن الحريري مع حراسه في موقع قريب من جامع محمد الأمين. في 6 فبراير 2006، اتفقت الحكومة اللبنانية والأمم المتحدة على تشكيل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، وعدت هذه المرة الأولى التي تحاكم فيها محكمة دولية أشخاصًا لجريمة ارتكتبت ضد شخص معين.

و مهما اختلفت الآراء والأفكار المسبقة برجل مثل الرئيس رفيق الحريري، سيظل علامة فارقة في تاريخ لبنان، ونقطة فاصلة في خريطته السياسية. وبصرف النظر عن هوية المخطط والمنفذ والمستفيد من اغتياله بل ومن تغييبه في هذه الظروف بالذات، يبقى لرحيله أثرا ربما ستمضي سنوات كثيرة قبل الإجابة عليها بدقة نظرا للموقع والحجم والدور الذي لعبه في الحياة السياسية اللبنانية والإقليمية والدولية. وهو بهذا المعنى ليس مجرد رجل سياسة ودولة مر في تاريخ لبنان السياسي المعاصر، بقدر ما هو حقبة سياسية من الصعب ملؤها بسهولة وبوقت يسي.

ففي تنفيذ الجريمة لا يبدو أن الأمر مجرد عملية تفجير عادية، بل خطط لها بعناية فائقة توقيتا وتنفيذا، وفي هذا المجال يمكن إدراج العديد من الملاحظات منهه ، فالجريمة نفذت بأدوات محترفة ذات إمكانات عالية لا مجال للخطأ فيها، فالبيئة الأمنية التي كانت تحيط بالرئيس الراحل صعبة الاختراق بوسائل عادية، وبالتالي لا يصح الركون إلى أدلة عادية لا يمكن أن تكون مقنعة أو توصل إلى نهايات محددة كما يفترض بالتحقيق أن يسير.

صابرا وشاتيلا

وقعت هذه المذبحة بمخيم صابرا وشاتيلا الفلسطيني ،فى 16 سبتمبر عام 1982، بعد دخول القوات الإسرائيلية الغازية إلى العاصمة اللبنانية بيروت وإحكام سيطرتها على القطاع الغربي منها، وكان دخول القوات الإسرائيلية إلى بيروت في حد ذاته بمنزلة انتهاك للاتفاق الذي رعته الولايات المتحدة الأمريكية والذي خرجت بمقتضاه المقاومة الفلسطينية من المدينة.

نفذت المذبحة في مخيمي صبرا وشاتيلا لللاجئين الفلسطينيين في 16 سبتمبر 1982، وإستمرت لمدة ثلاثة أيام على يد المجموعات الانعزالية اللبنانية المتمثلة بحزب الكتائب اللبناني، وجيش لبنان الجنوبي ، والجيش الإسرائيلي.

كان الهدف الرئيسى من مذبحة صابرا وشاتيلا تهدف إلى تحقيق هدفين: الأول الإجهاز على معنويات الفلسطينيين وحلفائهم اللبنانيين، والثاني المساهمة في تأجيج نيران العداوات الطائفية بين اللبنانيين أنفسهم.

وقد هيأت القوات الإسرائيلية الأجواء بعناية لارتكاب مذبحة مروعة نفَّذها مقاتلو الكتائب اللبنانية اليمينية انتقاماً من الفلسطينيين ، وحلفائهم اللبنانيين. وقامت المدفعية والطائرات الإسرائيلية بقصف صابرا وشاتيلا ـ رغم خلو المخيم من السلاح والمسلحين ـ وأحكمت حصار مداخل المخيم الذي كان خالياً من الأسلحة تماماً ولا يشغله سوى اللاجئين ، الفلسطينيين والمدنيين اللبنانيين العزل ، وأدخلت هذه القوات مقاتلي الكتائب المتعطشين لسفك الدماء بعد اغتيال الرئيس اللبناني بشير الجميل. واستمر تنفيذ المذبحة على مدى أكثر من يوم كامل تحت سمع وبصر القادة والجنود الإسرائيليين وكانت القوات الإسرائيلية التي تحيط بالمخيم تعمل على توفير إمدادات الذخيرة والغذاء لمقاتلي الكتائب الذين نفَّذوا المذبحة ،وقد قاد القوات الاسرائيلية فى هذه المذبحة ارئيل شارون و رفائيل .

ولقد راح ضحية مذبحة صابرا وشاتيلا 1500 شهيداً من الفلسطينيين واللبنانيين العزل بينهم الأطفال والنساء. كما تركت قوات الكتائب وراءها مئات من أشباه الأحياء. كما تعرَّضت بعض النساء للاغتصاب المتكرر. وتمت المذبحة في غيبة السلاح والمقاتلين عن المخيم وفي ظل الالتزامات الأمريكية المشددة بحماية الفلسطينيين وحلفائهم اللبنانيين من المدنيين العزل بعد خروج المقاومة من لبنان.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة