«اغتيال تراث مصر».. هدم فيلا «شيكوريل».. سينما «ريالتو» تلاحقها.. «أبو لحاف» يتحول لـمدرسة إعدادية.. «طوسون» من تحفة معمارية إلى معرض موبيليا.. وقصر حفيد «محمد شامبليون» يتحول لـ«خرابة»
الجمعة، 08 أبريل 2016 03:35 م
يرصد كل ركن من أركانه قصص وبطولات، تعد شاهد عيان على الحضارة المصرىة والحافل تفاصيل ظلت تروى فى كتب التاريخ، ولكن مع مرور الزمن تحولت بعضها لـ«مدينة أشباح»، وأخرى لـ«خرابات» برغم كونها مبانى أثرية، وفى هذا التقرير ترصد «صوت الأمة» أبرز المعالم الاثرية التى تم هدمها.
سينما رينسانس أسيوط
أحد أقدم دور العرض السينمائى بالمحافظة، وكانت قد قامت المنتجة والممثلة إسعاد يونس ببنائها وقامت ببيعها مؤخرا، يتم الآن هدمها من أجل بناء برج سكنى، وأغضب هدم السينما عددا كبيرا من السينمائيين الذين علموا بالأمر من أحد مصورى محافظة أسيوط، ويدعى محمد حامد سلامة. ونشر الكثير من السينمائيين عبر صفحاتهم بوستات إدانة وشجب ومحاولة تفسير لما يحدث ومنهم السيناريست سيد فؤاد الذى طالب بوقفة احتجاجية لوقف هذه المهزلة لأن هناك على حد قوله قانون يمنع هدم السينمات خاصة أنها سينما عريقة.
سينما ريالتو بالاسكندرية
قام المقاول «فرج عبد الباري»، بهدم السينما التى تعد أقدم سينما فى المدينة، تقدمت الجبهة الشعبية لمناهضة أخونة مصر اليوم الأربعاء، ببلاغين لمحامي عام الإسكندرية، ضده.
وأوضحت الجبهة في بلاغها أن «سينما ريالتو» تعد تراثًا أثريًا بمحافظة الاسكندرية، حيث أن عمر هذا المبنى يزيد عن مائه عام وطبقا للقانون رقم 117 لسنة 1983 بإصدار قانون حماية الآثارالمعدل بالقانون رقم 12 لسنة 1991، فإنه لا يجوز هدم أي مبنى قديم له تاريخ.
قصر طوسون من تحفة معمارية إلى معرض موبيليا
قصر الأمير عمر طوسون بروض الفرج، يعود إلى الأسرة العلوية، ويعد تحفة معمارية وتم تصميم هذا القصر عام 1869، وكان مقرا لـ«طوسون»، إلا أنه مع مرور الوقت تحول إلى مدرسة وهي مدرسة شبرا الثانوية، وتعرض هذا القصر لإهمال جسيم، ووضعته هيئة الآثار ضمن قائمة المباني الأثرية لتحاول إعادة ترميمه وإعادة المرايا الرائعة ورسوم الأسقف التي كانت تزينه، وقبل ثورة يناير بأشهر اختارته وزارة الثقافة مقرا للأرشيف القومي للسينما المصرية، لكن الظروف حالت دون التنفيذ.
ويشهد هذا القصر إهمالا جسيما؛ حيث تحيط بأسواره القمامة، فضلا عن قيام أصحاب المحال بعرض بضاعتهم على أسوار القصر، وأصبح معرض للموبيليا.
فيلا «أبو لحاف» التاريخية في أيدي الحكومة بالعباسية
تحولت الآن إلى مدرسة فاطمة الزهراء الإعدادية المهنية الحكومية بنات في شارع عبده باشا بالعباسية، بها تماثيل تاريخية، الأمر الذي دلنا على أن هذه المدرسة كانت من قبل مكانا تاريخيا، بالفعل ما أكده لنا أحد مواليد المنطقة.
وفي حرب 1956 كان هذا الموقع الذي أنشئ عليه مدرسة فاطمة الزهراء مأوى لرجال الأمن يأكلون فيه، مشيرا إلى أن هذا المكان كان في الأصل فيلا أبو لحاف صانع صابون منذ قديم الزمان.
«قصر الأمير طاز» تحول إلى 8000 متر مربع من الفراغ
بعد أن كان القصر من المعالم الأثرية العريقة في القاهرة، ويقع في شارع السيوفية المتفرع من شارع الصلبية بالقلعة، ويعود إلى صاحبة الأمير سيف الدين طاز بن قطغاق، وتم تحويله إلى مدرسة للبنات بأمر من علي باشا مبارك، ثم ترك حتى تناولته وزارة التربية والتعليم وحولته إلى مخزن للكتب، وبعد انتهائها من استخدامه ترك القصر وتحول إلى مقلب للقمامة، ووضع لافته بداخله أنه تم ترميمه عام 2005، وفي الواقع لم يحدث فيه شيئا سوى إزالة القمامة.
وأصبح عبارة عن مكان تنتفع منه وزارة الأوقاف بإيجار محال خارجه لبعض أصحاب المهن، ولم يعد معلما أثريا؛ فداخل القصر عبارة عن فراغ لا يحتوى إلا على بعض اللوحات الإرشادية التي تشير إلى غرف فارغة تماما ليس بها إلا بعض طفايات الحريق والكنب المحطم، والذي يشير إلى الإهمال الشديد لهذا المكان العريق.
قصر حفيد محمد علي شامبليون.. «خرابة»
تحول قصر سعيد حليم بن محمد عبدالحليم بن محمد علي باشا، المعروف حاليًا بـ«قصر شامبليون» إلى خرابة، ويقع على بعد أمتار من تقاطع شارع محمود بسيوني مع شارع شامبليون.
هدم فيلا «شيكوريل»
تم هدم فيلا «شيكوريل» الأثرية رقم 404 طريق «الحرية- رشدى»، وتم تفريغ الحوائط، لتحل محلها أبراج سكنية، مما أثار استياء الأهالى بعد أن كانت في مجلد التراث.
هدم فيلا "جوستاف أجيون" بالاسكندرية:
أثار هدم فيلا "جوستاف أجيون" بمنطقة وابور المياه وسط الإسكندرية، أحد العقارات الأثرية الهامة بالإسكندرية، أزمة كبيرة فى الإسكندرية منذ فبراير عام 2014، فى أول محاولة لهدم الفيلا الأثرية، واستمر وقف أعمال الهدم إلى أن تمكن اليوم ملاك الفيلا الجدد، فى غفلة من الدولة بهدم الجزء المتبقى منها وأزالتها بالكامل.
الوزارة هدمت بيوت يرجع يناؤها إلى عصر المماليك «بجرة قلم»
بيوت مبنية من حجارة القصر والميل، عادة ما تكون من طابقين، مغلفة بالنقوش الإسلامية، لها بوابات خشبية ضخمة، يعلوها أسقف مصنوعة من الخشب، عدد الغرف 8 أو أقل، بمساحة تنحصر ما بين 150 إلى 300 متر، يحفها شبابيك ذات طراز إسلامي ضخم، كان يجلس عليها أطفال رَبع الدرب الأحمر، لمشاهدة الأفلام التي كانت تعرض فى سينما محمد علي، وبجوار تلك المنازل كانت تقبع صافرة الخطر أو صفارة الإنذار حسبما درج الأهالي على تسميتها، لتنبيه السكان بوجود غارة حربية، أثناء الحرب العالمية الثانية وحرب السويس 56، حتى يتثني لهم الاختباء في الخندق الكبير المجاور للصافرة، كل هذا قام مقاول بهدمه للتنقيب عن الآثار تحت البيوت بحجة إقامة بيوت حديثة.
وهذا بقرار رسمي من وزارة الآثار، دون اعتبار للقيمة التاريخية والمادية والفنية التي تمثلها وتسرد قصتها تلك البيوت.
وهناك قصور دمها متفرق بين القبائل، موزعة بين الآثار ووزارات أخرى، عبر الاستخدام الخاطئ للقصر، فمثلًا قصور الصعيد، وقصور الأسرة العلوية لا شئ مسجل منها، أيضًا وزارة الزراعة في اسنا استولت على استراحة الملك فاروق والاستراحة في حالة سيئة، وإذا هدمت سيتم نزاع بين الآثار والزراعة، ومع ذلك الآثار لا تتدخل بالترميم.