بالفيديو والصور.. الطلاب العائدون من السودان: خسرنا مستقبلنا وفلوسنا.. ضحايا «خناقة» مصر والسودان.. «الأردنيين» هما السبب.. البلد اتخلت عننا وسابت حقنا.. والأمهات: علامات الضرب تحكي «رحلة عذاب»

الخميس، 14 أبريل 2016 01:46 م
بالفيديو والصور.. الطلاب العائدون من السودان: خسرنا مستقبلنا وفلوسنا.. ضحايا «خناقة» مصر والسودان.. «الأردنيين» هما السبب.. البلد اتخلت عننا وسابت حقنا.. والأمهات: علامات الضرب تحكي «رحلة عذاب»
سمر القديرى ـ محمود فكرى

تعرضوا للضرب والإهانة والمعاملة السيئة داخل المعتقل السوداني، لم يرتكبوا جرمًا لكي يعاقبوا، ضاع مستقبلهم بعدما باع أهاليهم أراضيهم لتعليمهم وتأمين مستقبلهم، لكنهم عادوا بلا أملٍ ولا عملٍ ولا مالٍ.. إنهم طلاب الثانوية العائدين من دولة السودان بعد اعتقال دام أكثر من 15 يومًا.

التقت، عدسة «صوت الأمة»، بهؤلاء الطلاب لمعرفة معاناتهم أثناء فترة اعتقالهم.

«محمد جمعة»، أحد طلاب الثانوية العائدين من السودان، يروي ما حدث له قائلًا: «روحنا السودان علشان ناخد شهادة الثانوية من هناك وندخل كليات محترمة، ودفعنا أكتر من 70 ألف جنيه علشان نقعد هناك 6 أشهر، وذاكرنا واجتهدنا وأدينا امتحاناتنا»، مضيفًا أنهم تفاجئوا في اليوم الرابع بقيام سيارة شرطة بالقبض عليهم من أمام المدرسة دون معرفة السبب، واقتيادهم لمبنى المخابرات السودانية، وهناك بدأت رحلة العذاب - على حد قوله-.

- أزمة السودانيين

أوضح أحد العائدين من السودان أنهم كانوا في طريقهم للخروج، حتى تلقت أجهزة الأمن اتصالًا هاتفيًا يفيد باستمرار التحفظ عليهم، موضحًا: «جالهم تليفون قالهم خدوا العاطل في الباطل وحسينا أن الموضوع في السودان سيب وأنا أسيب، بسبب أزمة السودانيين اللي تم احتجازهم في مصر ومصادرة أموالهم، وإحنا حسينا إننا هنكون ضحايا للدولتين».

وتابع: «تاني يوم تم ترحيلنا للمعتقل السوداني وبدأت أكبر رحلة عذاب، سحبوا مننا عينات دم وعرفنا أننا في المعتقل من سجل المعتقل اللي كنا بنملاه، والأردنيين هما اللي صعبوا علينا الموضوع علشان كان معاهم الامتحانات على الموبايلات وإحنا ملناش ذنب، ولما سألنا ضابط المعتقل هنخرج امتى قال بعد 3 سنين»، مشيرًا إلى أن الصدمة أصابتهم جميعًا ولكنهم تمالكوا أعصابهم.

وأضاف قائلًا: «لما دخلنا الزنزانات حطوا كل 5 طلاب في واحدة لا تتعدى مساحتها 5 متر ومن غير أي منفذ هوا ولا فيها حتى شباك، وكانوا بيقدمولنا أكل عبارة عن كام رغيف عيش، وكل اتنين في كوباية شاي وبطاطس وشعرية باللبن في العشاء، وكنا بناكل بأدينا، ولما سألت الضابط عن معالق قال دي في بيتكم مش هنا غير إننا كنا بنام على البلاط».

-ضاع مستقبلنا

واختتم حديثه قائلًا: «إحنا ضاع سنة من عمرنا من غير سبب، وبطالب الرئيس إنه يعملنا امتحان في السفارة السودانية هنا، وهناك 6 من أولياء أمور محتجزين ياريت يرجعوا».

وقال إبراهيم محمد عبدالفتاح -أحد الطلاب العائدين-: «بعد ما خلصنا الامتحانات وبعد امتحان الفيزيا، روحنا السكن واتفاجئنا ببعض الضباط هجموا علينا وإحنا نايمين وفتشونا وخدوا كل حاجتنا»، مشيرًا إلى أنه قام أحد الضباط بسؤالهم عن واقعة تسريب الامتحانات، وعندما أجابوا بالنفي وأن ليس لديهم علم بتلك الواقعة، انهال عليهم بالضرب وقام بتهديدهم بإطلاق النار عليهم إذا تحرك أحدًا من مكانه.

وأضاف «عبدالفتاح»: « خدونا في سيارة شرطة وإحنا مش عارفين في إيه، وراحوا بينا لمبنى المخابرات، ولما وصلنا لقينا زمايلنا المصريين هناك، ووقفونا وشنا للحيطة وسألونا عن الغش وتسريب الامتحان قولنا منعرفش حاجة».

-22 مصري و6 أولياء أمور

أردف «عبدالفتاح» قائلًا: «كنا حوالي 22 مصري و6 من أولياء الأمور، وفي ناس اتمسكت ورانا ودخلنا المعتقل، وكانوا بيعاملونا معاملة سيئة وكانوا بيضربونا وسحبوا مننا دم وقالولنا انتوا جايين تعدوا السودانيين بالأمراض»، موضحًا أنهم قاموا بتهديدهم وإرهابهم موجهين إليهم تهم تخريب اقتصاد البلد قائلين: «إحنا مش مطلعينكم ومش هتشوفوا الشمس تاني، انتوا جايين تخربوا اقتصاد البلد».

وتابع مؤكدًا: «كان معروف إننا معملناش حاجة والأردنيين السبب».

وأوضح طالب آخر أن والده قام ببيع أرضه من أجل سفرهم لمستقبل أفضل، قائلًا: «أبويا مركب دعامتين في القلب وباع الأرض، وأنا نفسي أكمل امتحاناتي وأفرح أهلي، إحنا اتعمل فينا كتير وعاوزين نمتحن وحاسس أن حقي مش هيجيلي».

- علامات الضرب على أجسادهم تروي تفاصيل اعتقالهم

أضافت والدة أحد الطلاب قائلة: «لما رجع ابني شوفت علامات الضرب على ضهره، أنا قعدت 40 يوم ولما رجعت فجأة ابني يتقبض عليه»، مطالبة بإعادة الامتحان وعدم ضياع مستقبل أبنائهم، مؤكدة أن دور وزيرة التعاون الدولي الدكتورة سحر نصر هو استعادة حقوق الطلاب وإعادة الامتحانات وضمان مستقبلهم.

وقالت أخرى: «أنا بتقطع من جوايا على ابني ومستقبله اللي ضاع، وهو طالب محترم ومؤدب والبلد كلها حزينة علشانه، ومكنتش عارفة أعمل إيه، واستغثت بالحكومة محدش عمل حاجة».

وتابعت: «أولادنا أطفال يسيبوهم ليه ينضربوا، ليه ياريس ولادنا يتهانوا ياريس وملهمش قيمة في كل مكان، علشان ملناش قيمة في أرضنا ووطنا، ارحمنا ياريس ابني خسارة ومستواه ممتاز وكان بيطلع من الأوائل حرام السنة تضيع عليه».

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة