المعارك تحاصر عاصمة سوريا الإقتصادية.. الاشتباكات المسلحة فى حلب تهدد اتفاق وقف إطلاق النار.. قوات الأسد تهدف لحصار كامل على الفصائل المقاتلة في الأحياء الشرقية.. والمدنيون يدفعون الثمن

الجمعة، 15 أبريل 2016 05:19 م
المعارك تحاصر عاصمة سوريا الإقتصادية.. الاشتباكات المسلحة فى حلب تهدد اتفاق وقف إطلاق النار.. قوات الأسد تهدف لحصار كامل على الفصائل المقاتلة في الأحياء الشرقية.. والمدنيون يدفعون الثمن
صورة تعبيرية

باتت مدينة حلب، ثاني أكبر المدن السورية وعاصمة البلاد الاقتصادية سابقا، محاصرة اليوم بالمعارك التي تدور بين أطراف عدة في معظم أنحاء المحافظة الواقعة في شمال سوريا.
وتتقاسم قوات النظام والجهاديون والاكراد والفصائل المقاتلة السيطرة على محافظة حلب «التي تملك مفتاح السلام او الحرب في سوريا»، وفق ما يقول مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن.

وتهدد المعارك التي تدور فيها حاليا الهدنة الهشة المعمول بها منذ 27 فبراير.

ومدينة حلب مقسمة منذ العام 2012 بين احياء شرقية تسيطر عليها الفصائل المقاتلة واخرى غربية واقعة تحت سيطرة النظام. ويستكمل الجيش السوري اليوم هجوما كان بدأه في ريف حلب الشمالي قبل الهدنة، الهدف منه فرض حصار كامل على الاحياء الشرقية.

- المدينة القديمة

وتعد حلب واحدة من اقدم مدن العالم وتعود الى أربعة آلاف عام قبل الميلاد، ويعود ذلك الى موقعها الاستراتيجي بين البحر المتوسط وبلاد الرافدين.

وتوالت الحضارات على مدينة حلب المعروفة بصناعة وتجارة النسيج. وكانت تعد ثاني اهم مدن السلطنة العثمانية قبل انهيارها في العام 1914.

وبين العامين 1979 و1982، شهدت المدينة على قمع النظام السوري لجماعة الاخوان المسلمين. وعادت في التسعينات لتزدهر مجددا نتيجة حراك تجاري ترافق مع سياسة انفتاح اقتصادي انتهجتها البلاد.

- حلب المقسمة

لحقت سوريا في مارس العام 2011 بركب ما عرف وقتها باحتجاجات «الربيع العربي». وانضمت حلب الى موجة التظاهرات في وابريل ومايو من العام ذاته، الا انها تعرضت لقمع الاجهزة الأمنية.

ومع تحول الحراك في سوريا الى نزاع مسلح، شنت الفصائل المعارضة في يوليو العام 2012 هجوما كبيرا على المدينة تمكنت خلاله من فرض سيطرتها على الاحياء الشرقية منها.

ومنذ ذلك الحين، شهدت مدينة حلب معارك شبه يومية بين الفصائل المقاتلة في الاحياء الشرقية وقوات النظام في الاحياء الغربية، وتراجعت حدة هذه المعارك بعد اتفاق وقف الاعمال القتالية.

- المدنيون يدفعون الثمن

ودفع سكان حلب ثمنا باهظا في النزاع الذي أسفر خلال خمس سنوات عن مقتل اكثر من 270 الف شخص.

وشهدت محافظة حلب ومدينتها موجات نزوح عديدة نتيجة المعارك التي تعددت اطرافها مع مرور السنين. ويسجل تصعيد على أكثر من جبهة منذ الاسبوع الماضي برغم الهدنة.

واسفرت المعارك الاخيرة التي سجل خلالها تقدم للجهاديين بالقرب من الحدود مع تركيا عن نزوح حوالى 30 الف مدني.

وتعد معارك حلب الحالية الاكثر عنفا منذ بدء تنفيذ اتفاق وقف الاعمال القتالية. ويهدف هجوم قوات النظام في المناطق الواقعة شمال المدينة الى فرض حصار كامل على الفصائل المقاتلة في الاحياء الشرقية.

ويبلغ عدد سكان مدينة حلب حاليا مليون نسمة مقارنة مع 2،5 مليونا قبل النزاع.

ويعيش حوالى 750 الفا في الاحياء الغربية للمدينة و200 الف في الجهة الشرقية ومئة الف في الاحياء ذات الغالبية الكردية.

ويقول الخبير في الجغرافيا السورية فابريس بالانش ان "المعركة الاهم هي محافظة حلب. بشار الاسد يريد ان يبقى رئيسا لسوريا، وسوريا هي حلب ودمشق معا، وبالتالي اذا حكم دمشق فقط فهو لن يكون الا نصف رئيس".

- تراث مدمر

ودمرت المعارك المدينة القديمة واسواقها المدرجة على لائحة اليونيسكو للتراث العالمي. وطال الدمار تجمعات سكنية تعود الى سبعة آلاف عام.

ولحقت بسوق المدينة التاريخي اضرار فادحة نتيجة المواجهات والحرائق، فيما تحولت مئذنة الجامع الاموي العائدة الى القرن الحادي عشر الى كومة من الركام.
كذلك لحقت اضرار كبيرة بقلعة حلب (اكرر قلعة حلب) الصليبية التي استعادتها قوات النظام من المعارضة بعد قتال عنيف.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق