حالة من الصدمة لرحيل شيخ رهبان البحر الأحمر
الثلاثاء، 19 أبريل 2016 10:12 ص
شهدت الأوساط القبطية الأرثوذكسية، حالة من الصدمة بعد رحيل القمص فانوس الذي يعد من أشهر الرهبان في مصر والعالم بعد صراع طويل مع المرض.
وعقب إعلان خبر وفاته، سارع عدد كبير من الأقباط بإعلان الحداد على مواقع التواصل الاجتماعي وتصدير الصور السوداء حزنا على رحيله، هذا ومن المقرر ان يقيم صلاة الجناز الساعة الواحدة بدير الانبا بولا بالبحر الاحمر
ويعد "فانوس" راهبا بدير الأنبا بولا بالبحر الأحمر، وكان معروفًا بـ"صاحب اليد المضيئة"، الذي يقصده العديد من الزائرين الذين يستغرقون ساعات عديدة حتى يصلون إليه.
عرف -شيخ رهبان البحر الأحمـــر- بالنسك والصلوات والتعبد والتوحــد بعيدًا عن الضجيج والأصوات، اتخذ من الأصوام طريقًا للتقرب إلى الله، ومن الصلوات والتسابيح والترتيل قوتًا، فكان زاهدًا لا ينظر للأكل، متعطشًا للعبادة والصلاة.
منديل يلف رأسه وجلباب «فراجيــه» يحملان تاريخًا رهبانيًا حافلًا بالعطاء والزهد، وهو بسيط في تعبيراته وأدائه وردود أفعاله العفويــة تعكس صفاء قلبـــه الطفولي، ليسير على نهج الكتاب المقدس وفقًا للآية: «إنه يلزمنا أن نصير كالأطفال لندخل ملكوت السموات» (مت 18: 3).
يذكر أن الراهب فانوس من مواليد قرية دفش مركز سمالوط محافظة المنيا، تمت سيامته راهبا في 20 أبريل 1947، وتمت سيامته قسا في يناير 1951، وأصبح قمصا في يوليو 1951.
أراد أن يخطو ويسير على خطوات القديس الأنبا بولا أول السواح، فترك أهله وتوجه لدير القديس الذي يحبــه بالبحر الأحمر ليموت عن العالم بكل شهواته واحتياجاتــه، ويصبح راهبــًا.
عيد رسامتــه كراهــــب الــــ 69 يصادف غدًا الأربعــاء، ليحتفل بعيده متخلصًا من الآلام المــرض، حيـث إن رسامتـه كانت في 20 أبريل 1947 عامًا، كما رسم قسًا في يناير 1951، ونال درجة القمصية في يونيو 1958.
وكان الراهـب الراحل يطمئن الرهبــان من أبنائـه وأخواتـه بالدير بأنه لن يموت إلا في الصوم الكبير –أي هذه الأيـام– كما لو كان لديه شعور مسبق أو معرفة مستقبلية.
ظل نحو 16 عامًا متوحـدًا بعيـدًا عن الاختلاط، مكتفيًا بالصــلاة والنـــوم على الأرض، وأكل فتات الخبز أو التمر، فكان مثالًا للزهد والنسـك، فارق العالم وعمره نحو 90 عامًا، قضى منها نحو 69 عامًا راهبًا.