حكومة السيسى السرية-الحلقة الثانية عبلة عبداللطيف.. بائعة «الفنكوش» وطارق شوقى مرعب وزير التعليم

ما هى حكومة الرئيس السيسى بالضبط؟! هل هى الحكومة التى يعرفها الناس، والتى يترأسها المهندس إبراهيم محلب؟!، أما أننا بصدد أكثر من حكومة، واحدة لمحلب، لا يحظى غالب الوزراء فيها بثقة الرئيس، وأخرى تجتمع فى القصر الرئاسى تحت اسم «المجالس التخصصية»، وحكومة ثالثة ربما من قادة كبار فى الجيش، خاصة فى الهيئة الهندسية. وإدارة الأشغال العسكرية وجهاز الخدمة الوطنية.

مراقبة يوميات الرئيس توحى بأن الحكومة الثالثة هى موضع الثقة، وعنوان الانجاز الذى يريده الرئيس، تليها الحكومة الثانية فى المجالس المتخصصة والتى يوالى الرئيس الاجتماع بها على مدى ساعات طويلة، وتتداخل اختصاصاتها وتكليفاتها مع أدوار حكومة محلب، وتنفس عدداً لا بأس به من «المستوزرين» و«المستشارين» يديرون الوزارات من وراء الوزراء الرسميين بتليفونات الرئاسة، ويشكون الحكومة موازية تحت الطلب.

الحلقة الثانية..

عبلة عبداللطيف.. بائعة «الفنكوش» بالقصر الرئاسى

فشلت فى تنفيذ مشروع الألف فدان.. ومنحت الإخوان فرصة تشويه المشروعات القومية

كانت متفردة بين كل زملائها، الذين وقع عليهم الاختيار ليمثلوا الهيئة الاستشارية لرئيس الجمهورية، وفى اثارة البلبلة الإعلامية، وفى فتح باب اطلاق النيران عليها، لدرجة وصلت الى تسمية البعض لها بـ«بائعة الفنكوش» ، مسمى لا يليق بأى حال من الأحوال بممثلة عن الرئيس فى العديد من المحافل المحلية والدولية.

الدكتور عبلة عبد اللطيف، أو «بائعة الفنكوش» كما أطلق عليها خلال الفترة الماضية بعد ما أثير عن توقف مشروع الألف مصنع، كانت تتولى منصب مستشار وزير التجارة والصناعة، وكان يطلق عليها موظفوا الوزارة «المرأة الحديدية» لتحكمها فى مقاليد الأمور داخل الوزارة، يراها كثيرون ستكون سبباً رئيسياً فى رحيل وزراء المجموعة الاقتصادية، لتوريطهم فى مشاريعها التى لم تكتمل بعد، حيث كان محددا 30 يونيو الماضى لافتتاح المشروع بالمنطقة الصناعية بالتجمع الثالث.

إلا إنه بتفقد المنطقة قبل الافتتاح بعدة أيام فوجئ الجميع بانتهاء 200 مصنع فقط معظمها من المصانع الصغيرة، فى ظل اهمال المشروعات المتوسطة، وكذلك توصيل الكهرباء، وانهاء أعمال الطرق لـ 70% من المشروعات الصغيرة فقط ، بعد أن كان منتظر منه أن يتيح 50 ألف فرصة عمل، للمصانع صغيرة، التى تصل مساحة الواحد منها الى 300 متر، يسمح له ببناء 3 أدوار متكررة، أى يمكن أن تصل مساحة المصنع إلى 1200 متر، يضم مصانع غير ملوثة للبيئة ومتنوعة مثل الورق والأثاث والنسيج، ليأخذ مساحة كبيرة من اهتمام الرئيس، الذى استدعى المجلس بأكمله أكثر من مرة خلال الشهر الماضي، لمتابعة الاستعدادات الأخيرة للمشروع، ولا سيما بعدما أثير عن توقف المشروع، واستغلال اللجان الالكترونية لجماعة الاخوان المسلمين لذلك الحدث فى ضرب كل المشروعات القومية فى مقتل.

ولاثبات انجازاتها التى حققتها خلال الفترة الماضية فى مشروع الألف مصنع، قامت باعداد تقرير عن حجم الإنجازات فى المشروع، ذكرت فيه أنه تم الانتهاء من التشطيب الخارجى لـ339 مصنعاً فى المشروع، من بينها 100 مصنع كانت بدون ترخيص وتم تقنين أوضاعها، بالإضافة إلى 446 مصنعاً تم الانتهاء من إنشائها وجار تشطيبها، على أن يتم الانتهاء منها خلال أسبوعين، كما أن هناك 54 مصنعاً تعمل حالياً ولديها التراخيص اللازمة، بالاضافة الى الانتهاء من الطريق الذى سيربط المنطقة الصناعية بطريق العين السخنة، لترتبط بمنطقة مهمة لوجود موانئ تنقل المواد الخام التى تحتاجها بعض المصانع، مؤكدة أن البنية التحتية للمشروع قاربت على الانتهاء، حيث تم إدخال 9 محولات كهرباء رئيسية لخدمة الألف مصنع، وتم ربط هذه المحولات بـ564 مصنعا حتى الآن.

كما تم الانتهاء من إدخال 95% من الكهرباء إلى المنطقة الصناعية، كما أن الصندوق الاجتماعى للتنمية منح خطابات ضمان للمستثمرين لمن يواجه مشكلة فى إدخال الكهرباء، وتسهيل حصولهم على قروض لاستكمال أعمال الكهرباء.

اعتمدت «عبلة» بعد اسناد المجلس الاقتصادى لها على خطة قوامها محورين أساسين الأول تحقيق التنمية الاقتصادية والعدالة الاجتماعية، والثانى إصلاح المؤسسات، لازالة العائق الأكبر أمام عملية تنمية اقتصادية، ولاسيما فى ظل غياب وتضارب البيانات، وعدم تحديثها للاستفادة منها، الأمر الذى كان سبباً فى إطلاق مشروع «مرصد التنافسية والعدالة الاجتماعية»، الذى يقوم على متابعة 3 مجموعات من الدول.

المجموعة الأولى تتضمن الدول المتقدمة مثل فرنسا وألمانيا وإنجلترا، والمجموعة الثانية يمثلها الدول المنافسة لنا والشبيهة لنا اقتصاديا مثل تركيا، والمجموعة الثالثة تتضمن دول الجوار، ليقوم المرصد عند حاجة صانع القرار لإصدار قرار هام، بتوفير المعلومات اللازمة له ضمن دول المجموعات الثلاث، حتى يتضح له تأثير هذه القرار دوليا ومحليا وعلى فرص الاستثمار، والصناعة والتصدير والاستيراد، على أن يتم إنشاؤه بالتعاون مع مجلسى التنمية المجتمعية بالرئاسة والتخصصى للتعليم بالرئاسة، وبالنسبة لجانب العدالة الاجتماعية سيقوم المرصد بتجميع البيانات والمعلومات اللازمة لمواجهة الفقر وتحديد خريطة دقيقة له خاصة فى محافظات الصعيد، ودراسة تأثير القرارات الاقتصادية على هذه المناطق.

ومن المشروعات التى اهتم بها المجلس مشروع «انطلق»، الذى تقوم فكرته على ريادة الأعمال وتبنى أفكار الشباب، وتسهيل التمويل، وتطوير أفكار الشباب الاقتصادى، وإيجاد تمويل بنكى مشجع ومميز، ووضع دراسة جدوى جيدة، وتوجيه الشباب إلى صناديق المخاطر، وتسهيل الإجراءات، سيطبق فى 4 محافظات هى قنا والقاهرة والإسكندرية والقليوبية، ليتيح تمويلا مميزا من خلال الصندوق الاجتماعى، ومركز تحديث الصناعة، ومجلس التدريب الصناعى بسعر فائدة 7 % بما يسمى سعر الفائدة المقطوعة بدلا من 35 %، وسيتم إقرارها بالتنسيق مع وزير المالية.

وكذلك مشروع «وظيفتك جنب بيتك»، الذى سينطلق من محافظة القليوبية، تقوم فكرته على إقامة مصنع داخل تجمع سكانى، على أن يكون المصنع غير ضار بالبيئة، يستهدف بناء 10 مصانع كل مصنع يوفر 150 عاملا للمصنع الواحد، مما سيوفر 1500 عامل، بالاضافة الى مشروع «الأقاليم الاقتصادية»، الذى يقوم على تقسيم مصر إلى مناطق اقتصادية، لخلق تنمية وفرص عمل، بالتعاون مع وزارة التخطيط ووزارة الاستثمار، بالاضافة الى مشروع «الوظيفة المستدامة»، للمواطن، التى لا تأتى دون خلق سوق للمنتح، يقوم على إنشاء «تجمع صناعى» للمصانع الصغيرة للشباب على مساحة 50 فدانا، ترتكز على الصناعات الغذائية، وتم ذلك بالتعاون مع غرفة الصناعات الغذائية، و«اليونيدو»، ليشمل النشاط خدمات التبريد وفرز الخضروات.

طارق شوقى.. دماغ الرئيس فى ملف التعليم والرجل المرعب لـ«محب الرافعى»

الرئيس السيسى يعتمد على مستشاره التعليمى ويضع الوزير على الرف

طارق شوقى مستشار الرئيس للتعليم اسم يهتز أمامه «محب الرافعى» كثيرا ويكشف قله حيلته أمامه خاصة أن كوارث الوزير لا تنته والايام القليلة القادمة تكشف مفاجآت قوة المستشار التى فاقت قدرة الوزير والذى اصبح على هامش الرئاسة.

وكشفت مصادر بالوزارة أن الرئيس يعتمد بشكل أساسى على مستشاره فى حل الازمات وما يؤكد ذلك عدم دعوة الرافعى لحضور اللقاء الاخير الذى جمع الرئيس بالمعلمين لمناقشة مشاكلهم وان الوزير لم يكن يعلم بالامر الا بعد الاجتماع، وهو ما جعله يخرج مهرولا من الوزارة مقدما فروض الولاء والطاعة لرئيس الوزراء لنيل رضائه واستمراره فى المنصب.

وكشف المصدر أيضا أن الوزير يحاول الوصول الى المجلس التخصصى من خلال بعض المستشارين ومعرفة ما يدور فى الكواليس خاصة أن أهم الملفات الخاصة بالمنظومة التعليمية يديرها مستشار الرئيس دون تدخل منه.

وأوضح مصدر مسئول أن المجلس التخصصى للتعليم التابع للرئاسة يرسل تقريرا اسبوعيا الى الرئيس عبدالفتاح السيسى حول التعليم ويرفع تقاريره أيضا حول ما يحدث داخل ديوان الوزارة، مؤكدا أن أهم الملفات التى يقوم المجلس بدراستها الآن هو تدريب المعلمين فى الاكاديمية المهنية للمعلمين بالاضافة الى تطبيق اسلوب أبدع وابتكر وهو أسلوب يبعد عن الحفظ والتلقين ويساعد على الوصول بعقول الطلاب من مرحلة الدراسة لمجرد الدراسة ولكن يحبب الطلاب فى الحضور الدائم الى المدرسة، مشيرا الى أن الرئاسة ستعلن قريبا عن تدريب نصف مليون معلم فى بداية المرحلة الأولى أن أول الملفات التى يوجد لها أولوية على مكتب الرئاسة هو تحسين المستوى الاجتماعى والمادى للمعلمين والعمل على زيادة رواتبهم.

وكشف المصدر أن الوزير قابل الرئيس مرتين فقط فى حين انه يلتقى بمستشاره يومين فى الاسبوع من اجل اطلاعه على اهم الملفات بالوزارة، مؤكدا أن الوزير على حافة الخروج من الوزارة فيعتبر المسؤل الأول والأخير عن التعليم هو مستشار الرئيس.

لم يقف الأمر عند هذا الحد فتجاهل الوزير لم يكن من الرئاسة فقط، فكثيرا من طلاب الثانوية العامة المتضررين من قرار الـ10 درجات للسلوك والحضور يحاولون فى هذه الأيام الوصول الى رئاسة المجمهورية ومقابلة مستشار الرئيس من أجل مناقشة هذا الأمر معه، حيث أكد مصطفى الهوارى رئيس اتحاد طلاب الثانوية العامة أنهم يحاولون بالفعل مقابلته بعدما باءت جميع مقابلات الوزير بهم بالفشل وعدم الوصول الى حل واحد لمشاكلهم.

لقراءة الحلقة الأولى اضغط هنــــا