"أكاديمية ناصر" تناقش دور الإعلام في مواجهة المشكلات الاجتماعية

الأربعاء، 27 أبريل 2016 03:05 ص
"أكاديمية ناصر" تناقش دور الإعلام في مواجهة المشكلات الاجتماعية
أكاديمية ناصر العسكرية

أكد مستشار وزير التعليم العالي والبحث العلمي لشئون الإعلام الباحث محمد رمضان حجازي أن المشكلات الاجتماعية تخرج من رحم الأزمات الاقتصادية وتعززها الإخفاقات الثقافية التي تحدث في المجتمع مما يساعد على ظهور السلوكيات المنحرفة وشيوع حالات الانحراف والفساد الاجتماعي، مشيرا إلى أن من أبرز تلك المشاكل البطالة والأمية والفقر والتسول وتسرب الأطفال من التعليم .

جاء ذلك في الدراسة التي ناقشها حجازي بأكاديمية ناصر العسكرية حول "دور الإعلام في مواجهة المشاكل الاجتماعية في مصر وتأثيره على الأمن القومي المصري"، وحصل فيها على درجة زمالة كلية الدفاع الوطني بالأكاديمية بدرجة امتياز، والتي تعد أعلى مراكز الدراسات العسكرية عربيا وإفريقيا وإقليميا فيما يتعلق بموضوعات الأمن القومي والاستراتيجية القومية وإعداد الدولة للدفاع.
وأعرب حجازي، في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم الثلاثاء، عن سعادته البالغة لتلقيه برقية تهنئة من الرئيس عبد الفتاح السيسي، متمنيا المزيد من التوفيق له، مؤكدا أن تلك التهنئة تعد وسام تقدير من رئيس الجمهورية للدراسات التي تخدم المجتمع المصرى.

وأكد أن تلك الدراسة انطلقت باعتبار أن وسائل الإعلام المختلفة بما لها من دور فعال وحيوي في المساهمة في تشخيص المشكلات الاجتماعية وبما تملكه من تعاون هذه الوسائل الإعلامية مع المؤسسات الأخرى ذات العلاقة، وذلك لإلقاء الضوء على هذه المشكلات الاجتماعية والمساهمة في حلها ومعالجتها وتأثيرها على الجمهور، لمواجهة المشاكل الاجتماعية في مصر، وفقا للأسس والأساليب العلمية الدقيقة.

وأشار إلى أن هذا لا يتحقق إلا مع توافر جهاز إعلامي كفء ومتخصص ومتطور يتقن عملية التوجيه التي تعد الخطوة الأساسية في تشخيص المشكلات والسلبيات السائدة، وتمثيلها بصيغ واقعية وموضوعية اعتمادا على صدق المعلومات، مع ضرورة توافر مبدأ (الإخلاص الوطني)، الذي يمكن أن نعده من أهم الاشتراطات لنجاح عمل وسائل الإعلام في هذا الإطار، من أجل الوصول إلى حلول ومعالجات جذرية ومناسبة لكل المشكلات والتي بالتأكيد تظهر في ضوء حالات التردي الاقتصادي والثقافي، وما يعانيه الوطن من أزمات ومعوقات تؤدي بالنتيجة إلى تعطيل حركة البناء والتنمية والتغيير نحو الأفضل.

وأكد حجازي أن أهمية الدراسة تنبع قيمتها من تطرقها لقضية بالغة الأهمية والتعقيد وذات تأثير مباشر على الأمن القومي المصري، وهي آليات الإعلام فى مواجهة المشاكل الاجتماعية التى يتعرض لها المجتمع المصري، والحاجة العلمية والعملية الملحة لإجراء المزيد من الدراسات البحثية الجادة، للكشف عن دور الإعلام في مواجهة المشاكل الاجتماعية في مصر.

وأوضح أن استخدام المنهج الوصفي التحليلي، وهو معني بوصف وتشخيص وتحليل موضوع البحث أو مشكلته من مختلف جوانبه وأبعاده، حيث يعد المنهج الوصفي التحليلي مناسبًا لمثل هذه الدراسة لمعرفة مدخلات المشكلة ومخرجاتها من أجل التعرف على دور الإعلام في مواجهة المشاكل الاجتماعية التي يتعرض لها المجتمع المصري.

وقال حجازى إن الجديد في البحث يتمثل في الوصول إلى ميثاق شرف إعلامي يلتزم به الإعلاميون؛ لإعادة بناء الثقة بينهم وبين الجمهور، من خلال تفعيل دور الإعلام في مواجهة المشاكل الاجتماعية، مستعرضا الأهداف القومية لمصر والمتمثلة في تأمين وحماية الدولة ومصالحها القومية من كافة التهديدات المحتملة، تحقيق أمن الوطن والمواطن مع الحفاظ على حقوق الإنسان ومواجهة أعمال التطرف والإرهاب وتنمية الموارد البشرية في كافة المجالات (صحيا، ثقافيا، اقتصاديا، اجتماعيا) مع تعزيز الدور الاجتماعي للدولة في إطار من العدالة الاجتماعية.

وأضاف أن الأهداف تتضمن أيضا ترسيخ الولاء والانتماء للوطن في إطار من الوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي، وتعميق التصنيع المحلي وزيادة القيمة المضافة من الخامات المحلية مع تطوير جودة المنتج المحلي طبقا للمواصفات القياسية العالمية وزيادة القدرات التنافسية، ودعم وتطوير البحث العلمي والتكنولوجي في كافة المجالات مع مواكبة ثورة المعلومات والاتصالات.

وأشار إلى أهمية زيادة كفاءة الجهاز الإداري للدولة وتطوير هيكلته الوظيفية والإدارية، تنمية المشاركة الفعالة للقطاع الخاص في خطة التنمية الاقتصادية والاجتماعية للدولة، تنمية دور المنظمات غير الحكومية المصرية على المستوى الدولي لصالح تحقيق الأهداف المصرية ، وإقامة علاقات متوازنة مع القوى الكبرى الفاعلة بما يعظم المصالح والغايات القومية ويقلل التحديات.

وطالب بتطوير أداء الاقتصاد المصري، مع الاستمرار في سياسة الإصلاح الاقتصادي ومراعاة البعد الاجتماعي، و الاهتمام بالأسرة المصرية والاستمرار في تنفيذ السياسات السكانية لتنظيم الأسرة وخفض معدلات النمو السكاني وإقامة مجتمعات عمرانية جديدة لإعادة التوزيع الجغرافي للسكان، وتدعيم الثقافة الوطنية في برامج التعليم ونشر منظومة القيم الأخلاقية الدينية مع تقوية دور المؤسسة الدينية، وتكثيف الجهود لمحو الأمية بتوسيع دائرة المشاركة الإيجابية والفعالة لتشمل جميع قطاعات الدولة إلى جانب إدخال البعد البيئي في سياسات التنمية والخطط القومية والبرامج والمشروعات وسلوكيات المجتمع.

أشرف على مناقشة الدراسة الدكتورة داليا صبري، وراجعها عميد أركان حرب وجدي أبو زيد، وتكونت لجنة المناقشة من اللواء محمد شفيق وكيل جهاز المخابرات العامة الأسبق، واللواء فؤاد فيود مستشار إدارة الشئون المعنوية بوزارة الدفاع، والدكتور محمود نصار أستاذ الإعلام، ويعد محمد حجازي أول مستشار إعلامي يحصل على زمالة تلك الدرجة العلمية المتميزة.

وحضر المناقشة الدكتورة نادية زخاري، وزيرة البحث العلمي السابقة، والدكتور وائل الدجوي وزير التعليم العالي والبحث العلمي السابق، وعدد من كبار القادة العسكريين المصريين والعرب، في مقدمتهم اللواء أسامة راغب مساعد رئيس أكاديمية ناصر العسكرية، واللواء محمد صلاح مدير كلية الدفاع الوطني بأكاديمية ناصر العسكرية.

وفي ختام المناقشة، أوصت اللجنة بضرورة الاستفادة من التوصيات التي انتهى إليها الباحث، ورفعها إلى رئاسة الجمهورية ومجلس النواب، لبدء تطبيقها على أرض الواقع، خاصة وأن النتائج التي توصل إليها الباحث موضوعية، وستشكل أفق استراتيجي لمشكلة الإعلام في مصر.

يُذكر أن زمالة كلية الدفاع الوطني المصري تهدف إلى تأهيل وتنمية قدرات ومهارات كبار الضباط وكبار العاملين المدنيين لشغل الوظائف العليا في القوات المسلحة وأجهزة الدولة، بالإضافة إلى التدريب والبحث العلمي في مجال التخطيط لتحقيق الأمن القومي وإرساء الاستراتيجية القومية، وذلك لإعداد القادة على المستويات الاستراتيجية المختلفة، لتولي المسئولية على المستوى الاستراتيجي في القوات المسلحة والقطاع المدني، ودول الوافدين.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق