نيويورك تايمز: تدمير مستشفى قندوز الأفغانية نتج عن «إهمال جسيم»
السبت، 30 أبريل 2016 06:22 م
كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، النقاب عن أن جملة الأخطاء التي أدت إلى تدمير مستشفى في منطقة قندوز الأفغانية جراء قصف من سفينة حربية أمريكية في أكتوبر الماضي مما أسفر عن مقتل 42 شخصا بريئا وإصابة عشرات آخرين، نتجت عن "إهمال جسيم".
واستندت الصحيفة -في افتتاحيتها المنشورة على موقعها الألكتروني- إلى استنتاجات تقرير وزارة الدفاع الأمريكية الذي صدر أمس الجمعة.. مشيرة إلى أنه رغم ذلك إلا أن مسئولي الجيش الأمريكي رفضوا الكشف عن هوية الأفراد المسؤولين عن تلك الكارثة أو توضيح أي نوع من العقاب سيواجهون.
وأضافت الصحيفة أن البنتاجون يبدو أنه استبعد احتمالية تحميلهم مسؤولية أحد أكبر الأخطاء الصارخة في منطقة حرب خلال التاريخ الحديث أمام المحكمة القانونية.
ورأت الصحيفة أن "هذه القرارات تدعو للقلق الشديد"، مشيرة إلى ما أفاد به الجنرال جوزيف فوتيل قائد القيادة المركزية للجيش الأمريكي، خلال مؤتمر صحفي أمس الجمعة، بأن الأفراد العسكريين الذين ارتكبوا هذه الأخطاء لن يواجهون محاكمة جنائية لأن المحققين قرروا أن أخطائهم كانت "غير مقصودة".
وبحسب تقرير البنتاجون عن الواقعة، فشل طاقم المركبة الحربية الأمريكية في تحديد مكان الهدف المقصود وأطلقوا نيرانهم على مستشفى منظمة "أطباء بلا حدود" الدولية، باعتبار أنها مبنى يحتله مقاتلي حركة طالبان، وصدق مسؤولون كبار على الهجوم رغم أن لديهم إحداثيات موقع المستشفى، كما أشار التقرير إلى أن المعدات وفشل في الاتصال خلال تلك الليلة ساهموا في وقوع الكارثة، ولم تتوقف الضربات الجوية فوريا بعد إخطار أطباء بلا حدود الحكومة الأمريكية بالخطأ.
وقالت الصحيفة أنه رغم تأكيد القيادة المركزية على ما قاله الجنرال جون كامبل قائد القوات الأمريكية في أفغانستان وقت حدوث الواقعة، وخلص إلى أن بعض الجنود استهزأوا وتجاهلوا قواعد الاشتباك وانتهكوا قانون النزاعات المسلحة، إلا أن مسؤولي البنتاجون قرروا أن المخطئين لن يواجهوا اتهامات جنائية لـ"عدم وجود نية لديهم بفعل ذلك".
وعلقت الصحيفة على ما قاله فوتيل حول "عدم الكشف عن هوية الـ16 جنديا، الذين تم اتخاذ إجراءات تأديبية بحقهم، حرصا على خصوصياتهم ولأن بعضهم منتشر حاليا خارج البلاد في أماكن حساسة"، بأن ذلك "سبب سخيف لحماية الأشخاص الذين يحملون المسؤولية الكاملة لأفعالهم".
وقال مسؤولي البنتاجون إنهم بعد الواقعة شرعوا سريعا في إعادة تدريب كل الجنود بأفغانستان على قواعد استخدام القوة الفتاكة، وأنهم اتخذوا احتياطات للتأكد من أن كل المقاتلات مبرمجة بقائمة من المؤسسات التي لا يجب قصفها، كما خصص البنتاجون 5.7 مليون دولار أمريكي لإعادة بناء المستشفى، وهو ما اعتبرته الصحيفة "خطوات ضرورية".
وتابعت الصحيفة: "ولكن الحكومة الأمريكية عليها أن تبذل المزيد لتعويض عائلات الضحايا من القتلى والمصابين، ففي وقت لاحق من هذا العام عرض الجيش 6 آلاف دولار لكل قتيل و3 آلاف لكل مصاب، ولكن هذه المبالغ هي تعويضات غير كافية على الإطلاق للأرواح وسبل الرزق التي فقدت في واحد من أكبر الأخطاء الهائلة في الحروب الأخيرة".