«الحكومة تتآمر على الفقراء» وترفع أسعار الدواء..تضعهم تحت رحمة «السوق السوداء»..مدير مستشفي أسوان الجامعي: نحتاج قانون لردع الظاهرة..وقلة عدد شركات الأدوية وراء الاحتكار
السبت، 07 مايو 2016 01:54 م
شمرت مكاتب توزيع الأدوية عن ساعديها؛ وبدأت في المتاجرة بآلام المرضي، واستغلت حاجتهم للعلاج، بل وبدأت في واستنزافهم ماديًا، برفع أسعار الدواء، وخلق مناخًا مناسبًا لإستغلال السوق السوداء لإرتفاع الأسعار وبيعها باخرى مخفضة، وهو ما جعل المواطن البسيط يصطدم بغلاء الأسعار، وتفاوتها من صيدلية لأخري.
وترصد «صوت الأمة»، صرخات إستغاثة من المرضى، من إرتفاع أسعار الدواء.
استغلال حاجة المرضي
وفي هذا الصدد، قالت والدة «عبدالله أحمد» أحد المرضي بالعناية المركزة، ويعاني من إلتهاب في غشاء المخ، «بأنها تصرف علي علاجة من 17سنة وتم حجزه منذ أسبوع بالعناية المركزة ويحتاج لحقنة "نيوريل"أمبول، يستعمل كعلاج مصاحب فى حالات الصرع ونوبات التشنجات الشديدة المتكررة».
وأضافت والدة المريض، «الأمبول أرتفع سعره في محافظة أسيوط، من جنيه واحد إلى 10 جنيهات خلال أسبوع، وأنا غير قادرة على دفع هذا المبلغ بشكل مستمر، خاصة بعد أن أخبرني الطبيب المعالج بأن حالة أبني ممكن أن تظل لمده عام في العناية الحرجة».
ارتفاع سعر «الرينجر»
ويقول مرافق لأحد المرضي، بمستشفي أسوان الجامعي، تم حجز والدي بقسم الباطنة، بعد أن تبين أنه يعاني من غيبوبة كبدية، وكان الطبيب يطلب مني إحضار «رينجر» كل 6 ساعات، لكي يتم حل الامبولات به، مضيفًا:«في أول يومين كنت اشتري من الصيدلية عبوة "الرينجر" الواحدة بـ4 جنيهات ونصف وخلال أربعة أيام فوجئت بإرتفاع سعر العبوة إلي 6 جنيهات، حتى وصلت أخيرًا إلى 10 جنيهات، وكنت اشتريها علي نفقتي الخاصة لعدم توافرها بالمستشفي، فلماذا لا يوجد رقيب علي الصيدليات التي تتعمد خلق سوقا سوداء للأدوية».
10 الاف زجاجة محلول
وعلى الجانب الأخر، قالت دكتورة هبة محمود أحمد، رئيس قسم صيدلية مستشفي أسوان الجامعي، تم توفير محلول الملح، ولكن«الرينجر» فعدم توافره بالمستشفي يرجع إلى نقصه في شركة المحاليل، مضيفة، « محلول رينجر حيث يستخدم في حالات الحوداث، وعند فقدان دم كثير ناتج عن نزيف، إلى أن يتم نقل دم للحالة لتجنب دخولها في صدمة بشأنها أن تتطور إلى تتطور غيبوبة، ويمكن أن تؤدي إلى الوفاه، ويتم استهلاك محلول الملح في قسم علاج الكلي والاستقبال والطواريء بكميات رهيبة».
وأكدت أحمد، بأنها طلبت بالأمر المباشر 10 آلاف زجاجة محلول ملح بتكلفة 45 ألف جنيه بسعر 4،50 للزجاجة الواحدة، وتم استهلكت في اسبوع بسبب شدة الطلب عليها بالمستشفى، مشيرة بأنه لو حصلنا عليها عن طريق المناقصة من شركة الأدوية يكون سعر الزجاجة 3،50 جنيه.
خلق سوق سوداء
وأضافت بأن شركات توزيع الأدوية «المتحدة وابن سينا وفارما اوفرسيز...»، وغيرها لا يتوافر بها المحاليل لعدم توريده من الشركات المصنعة، فتقوم الشركات المصنعة للمحاليل بتوريدها إلي مكاتب التوزيع «الديرتي»، والتي بدورها تقوم بتوزيعها علي الصيدليات بالسعر، الذي تراه وتقوم الصيدليات بالشراء منها وبيعها بسعر أعلي وبهذا خلقت السوق السوداء لعدم وجود رقابة من وزارة الصحة.
احتكار السوق
وعلى الجانب الأخر، قال دكتور محمد صلاح، مدير مستشفي أسوان الجامعي، أن إحتكار المحاليل سببه قلة عدد شركات الأدوية، لافتًا بأن المحاليل علاج إستراتيجي فكيف يكون هناك شركتان تحتكران السوق ويتحكموا في رقاب المرضى، ولابد من تخصيص حصة إجبارية تكافيء تشغيل المستشفيات؛ حتي لا تتحكم شركات الأدوية في مصير المرضى، مطالبًا بفرض الرقابة وتغليظ العقوبات.
وأضاف صلاح: «المحاليل والأنسولين والرينجر وأدوية التخدير والأدوية الاستراتيجية مثل "الألبومين " المفترض الشركات تقوم بتوزيعها بحصص تكافئ تشغيل المستشفيات ولا تترك للعرض والطلب فكيف نكون تحت رحمة هذه الشركات»، مناشدًا،« دكتور محمد بأن لابد من إصدار قانون لهذه الشركات والعلاج الاستراتيجي يدخل تموين طبي للمستشفيات».
20 الف كرتونة محاليل
فيما قال، محمد الفاتح محمود أبو العلا، نقيب صيادلة أسوان، بأنه حدث خطأ بأحد الشركات المصنعة للمحاليل، مما تسبب في وفاة بعض الأطفال بمحافظة بني سويف، وتم غلق المصنع، مضيفًا:« بأن المحاليل عمومًا من الأدوية المهمة التي تستخدم كمحاليل تعويضية وخصوصا مع بداية أشهر الصيف في كافة محافظات الصعيد، وأن الرينجر هو المحلول الوحيد الذي يستخدم لاصحاب الضغط العالي والسكر والفشل الكلوي وحالات الطوارئ».
وأشار بأنه نظرا لزيادة الطلب علي المحاليل من بعض الدول المتعاقدة مع المصانع ومع حاجة المصانع لتوفير الدولار لشراء المواد الخام، أدي إلي فجوة ما بين التصنيع المحلي والتصنيع للتصدير، موضحًا:«بدورنا كنقابة صيادلة كان لنا لقاء قريب مع نقيب عام صيادلة مصر دكتور محي الدين عبيد، ومع الدكتور طارق سليمان مساعد الوزير لشئون الصيدلة وتم التوجيه بتوفير المحاليل لمحافظة أسوان للصيدليات الأهلية وبالفعل تم توفير 20 ألف كرتونة منذ 10 أيام وجاري الأتصال بتوفير المزيد».
استغلال المديونيات
وأكد أبو العلا، تفاقم أزمة المستشفيات الحكومية والجامعية، جاء نتيجة المديونيات التي لم تسدد للشركات وبالتالي توقفت الشركات عن توريد المحاليل لها، ما أدي تواجد ظاهرة غير مألوفة في توزيع الأدوية إذ قامت بعض مكاتب التوزيع بإستغلال الموقف ورفع أسعار الأدوية».