مكتب الجامعة العربية بفيينا: على الدول العربية دعم مواقفها الداخلية
الثلاثاء، 10 مايو 2016 06:59 م
أكد مدير مكتب جامعة الدول العربية في فيينا، السفير وائل الأسد، ضرورة الاعتراف والتعامل مع الحماية الغربية لمصالح إسرائيل، وفي الوقت ذاته ينبغي للدول الغربية فهم وجهة النظر العربية تجاه مختلف القضايا، وعلى الدول العربية بناء ودعم مواقفها الداخلية أولا قبل التحرك على الساحة الدولية، وأيضا الخروج بموقف جماعي تحت مظلة الجامعة، لكي يسمع العالم صوتها، مشيرا إلى أن الجامعة هي الإطار العربي والآلية الوحيدة التي تسمح بالعمل العربي المشترك اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا.
وقال الأسد في تصريح صحفى، إن "التفاوض يلعب دورا مهما في دعم القضايا على الساحة الدولية، وعلى الدول العربية اتقان هذا الدور، فعندما يطلب الآخرون دعمها في مصالحهم وقضاياهم على الساحة الدولية، عليهم أن يدعموا أيضا القضايا العربية، خاصة أن الجامعة تسعى إلى أن يكون هناك صوت عربي واحد تجاه كافة القضايا، حيث يؤدي الموقف الجماعي إلى سماع العالم صوت العرب، أما حينما تتحرك دولة واحدة مهما كانت، قد يتغاضى العالم عن صوتها حتى لو كانت صاحبة حق".
وأضاف أن دور الجامعة يتمثل في تقوية المفاوض العربي، وجمع الموقف العربي على كلمة واحدة، حيث لم تستخدم المجموعة العربية حتى الآن كل أوراقها التفاوضية على الساحة الدولية الاستخدام الأمثل، وهناك محاولات لتطوير آليات التفاوض العربي بشكل عام، وتطوير وبناء قدرات الدول العربية في هذه المجالات.
وتابع أن الجامعة من خلال بعثاتها في العديد من الدول، ومنها مكتبها في العاصمة النمساوية فيينا، تطبق برامج بناء قدرات وتدريب المسؤول والمفاوض العربي في مختلف المجالات، منوها بأن التفاوض "فن وعلم"، وهو أمر كان غائبًا لعدة عقود سابقة، أما الآن فالمفاوض أو المسؤول العربي يسمع صدى الشارع ويبحث عن طموحاته وآماله ويتفاوض على أساسها.
وأردف مدير مكتب جامعة الدول العربية في فيينا أن العمل الدبلوماسي هو حالة صراع سلمي للحصول على الحقوق، لذا لابد من تقوية الأوراق التفاوضية العربية على الساحة الدولية، حتى تتفاوض الكتلة العربية من مركز قوة، وهنا يأتي دور مؤسسة مثل الجامعة العربية، وهو دور مهم يشبه الدور الذي تؤديه معظم المنظمات الإقليمية.
وأشار إلى أنه رغم وجود نقاط اتفاق بين العرب وأوروبا، فإن هناك عددًا من الأمور والقضايا يختلف فيها الجانبان، مثل إخلاء منطقة الشرق الأوسط من كافة أسلحة الدمار الشامل وفي مقدمتها الأسلحة النووية، خاصة عندما يتعلق الأمر بإسرائيل والتحرك نحو مطالبتها بالتخلي عن تلك الأسلحة، حيث يبدي الغرب اهتماما واسعا وأولوية قصوى بأمن إسرائيل في مناقشاتهم.
ولفت إلى اختلاف وجهات النظر العربية والأجنبية تجاه "القضية الفلسطينية" وتباينها بين مؤيد ومعارض، ففي حين تعبر العديد من الدول الأوروبية عن استيائها الشديد من تعامل إسرائيل كمحتل مع الفلسطينيين وتستنكر بناء المستوطنات، يوجد على الجانب الآخر من يتعنت تجاه تلك القضية وبشكل رئيسي الولايات المتحدة الأمريكية والدول دائمة العضوية في مجلس الأمن.
ونوه بأن هناك قضايا يمكن التعامل معها بالحوار كقضايا اللاجئين والهجرة، لأنها تمثل قضايا حقوق إنسان وحقوق قانونية وإنسانية، وعلى الرغم من اختلاف وجهات النظر تجاهها، فإن الحوار يظل قائما، حيث يتحتم على كل من العرب والأوروبيين تفهم وجهة نظر الآخر والتعامل مع القضية بصورة موضوعية لا تعتمد على مبدأ "معي أو ضدي" للخروج من الصراع سلميا.
وثمن السفير وائل الأسد الزيارات المتبادلة التي يقوم بها القادة العرب، في إشارة إلى زيارة خادم الحرمين الشريفين لمصر مؤخرا، مؤكدا أن هذه الزيارة عكست التقاء القوة الإقليمية العربية الفاعلة في العالم العربي، لأن أغلب القوى الأخرى في المنطقة تدخل في حالة تنافس.
وشدد على أن التعاون بين مصر والسعودية هو تعاون بين القوى الكبرى، مشيرا إلى أن الزيارة التي قام بها العاهل السعودي لمصر كانت نتاج علاقة استراتيجية طويلة المدى وليست زيارة عادية، حيث ستعود بفوائد اقتصادية وسياسية واجتماعية جامة على كل من مصر والسعودية والمنطقة بأكملها.
وأوضح مدير مكتب جامعة الدول العربية في فيينا أن أهم ما يميز الزيارة السعودية لمصر هو أنها أكدت مفهوم العمل العربي المشترك، وعكست إدراك قادة البلدين لأهمية العمل والتعاون الإقليمي من خلال مؤسسة جامعة الدول العربية، وظهر ذلك بوضوح في الإشارة إلى قوات الدفاع المشترك، كما أظهرت الزيارة أن "العمل الإقليمي" أحد الأولويات التي تضعها البلدان للتقدم إلى الأمام بصفتهما قوى حقيقية فاعلة في المنطقة وفاعلة نحو التقدم والتطور، لأن هناك قوى إقليمية تتجه اتجاها معاكسا نحو تفكيك المنطقة.