جنون الأسعار يطفىء فرحة هلال رمضان بالمحافظات..«الغرف التجارية»: إشتعال أسعار السلع الغذائية بالشرقية..30 جنيه لـ«قمر الدين» بالقليوبية..و«تموين قنا» تعلن حالة الاستنفار بإنشاء معرضين لمحاربة الغلاء

تتزين المحال بألوان الطيف من الفوانيس ذات الأحجام المختلفة، وروائح التمر الهندى وقمر الدين تفوح من أمامهم، ليحي بداخلنا نسائم قدوم شهر رمضان، تتسارع الأسر فى تزيين وجوه منازلهم لتصبح الشوارع أشبه بباريس فى أبهى لياليه بأنواره الخلابه، مشاهد ترسم لك بعض من العادات والتقاليد التى إعتاد الشارع المصرى عليها مع قدوم شهر رمضان.

من عام إلى عام ينتظر أصحاب المحال هذه المناسبة، ليحي لهم حركة البيع والشراء، ولكن جاءت الأمال مخيبة للظنون فمع إرتفاع سعر الدولار، وإشتعلت الأسواق جنونا فى الأسعار، لتشهد الأسواق حالة من الغليان سواء بين المستهلكين تارة أو بين أصحاب المحال تارة أخرى.

ورصدت «صوت الأمة» حال المحافظات قبل بدء شهر رمضان، وعايشت المواطنين آلامهم لرغبتهم فى شراء مستلزمات المنزل، فى حين يعجز الأخرين من المواطنين الكادحين أن يحصلون على مايريدون فى ظل ماتشهدة الاسواق من حالة غلاء.

محافظة الشرقية

فى البداية تشهد محافظة الشرقية حالة من الغليان بالأسواق بسبب إرتفاع الأسعار، أكدت تقارير إقتصادية صادرة من الغرف التجارية أن أسعار السلع الغذائية فى رمضان ستزيد أسعارها بنسبة كبيرة، وبخاصة أسعار السلع المرتبطة بالشهر الكريم، تشمل أسعار: «السكر، البيض، اللحوم البيضاء، والحمراء»، بالإضافة للدقيق، والياميش الذى سيرتفع سعره بنسبة 100% مقارنة بالعام الماضى، وذلك نتيجة لقلة المعروض، وصعوبة الإستيراد بسبب أرتفاع أسعار الدولار، وزيادة الجمارك وعدم قدرة التجار على توفير سيولة مالية لإستيراد سلع رمضان.

«أسعار رمضان زمان قول للزمان ارجع يا زمان».. بحسرة شديدة قالها عم حسن عبد الحميد- جامع قمامة، على ما وصلت إليه الأوضاع فى مصر من غلاء، مؤكدا أن قبل العقديين الماضيين لم يعرف المواطنين هذا الجشع والإرتفاع الجنونى فى اسعار السلع وخاصة السلع الرمضانية متمثلة فى الياميش، والفوانيس، والحلوى، وغيرها من السلع.

ومن جانبة بدأ محمد جابر- عامل بمصنع بشاى للصلب، حديثة بدعوة: «حسبى الله ونعم الوكيل، وكل شىء غالى»، يشير الرجل الأربعينى إلى أن أسعار اللحوم، ومستلزمات الشهر فى إرتفاع ملحوظ، مقارنتًا بأسعار الأعوام الماضية، وطالب الدولة بإتخاذ إجراءات لضبط الأسواق حتى يوفر لهم ما يحتاجوا إليه فى هذا الشهر الفضيل.

محافظة القليوبية

الأمر نفسة لمحافظة القليوبية، حيث رصدت «صوت الأمة» أسعار بعض السلع وكان منها «اللوز» 90جنيهًا للكيلو بدلا من 80 جنيهًا مقارنة بالعام الماضى، و«عين الجمل» المقشر سجل 120 جنيهًا بدلا من 60 جنيهًا بزيادة قدرها 50%و، «قمر الدين» سجلت ما بين 20 و30 جنيهًا للكيلو، وأسعار البلح تبدأ من 5 جنيهات وحتي 30 جنيهًا للكيلو.

فيما أرتفع أسعار البندق ليصل نحو 54 بدلا من 40 جنيهًا للكيلو، و«الفسدق» وصل الى 100 جنيه بدلا من 70 جنيهًا، و«الكاجو» وصل الى 120 جنيهًا بدلا من 48 جنيهًا للكيلو، و«جوز الهند» من 10 الي18 جنيهًا للكيلو، والزبيب وصل الي24 جنيهًا للكيلو.

وألتقت «صوت الأمة» مع عدد من المستهلكين، وكان منهم صلاح فهمى، موظف، والذى قال إنه اعتاد على شراء التمر بأسعار تتراوح بين 7 إلى 12 جنيها للكيلوا، ولكنه شعر بالصدمة هذا العام عندما علم بأن أقل نوع من التمور يبدأ من 20 جنيها وهو مايعد زيادة كبيرة للغاية، مع العلم أنه يحتاج لاكثر من 20 كيلوا أى ما يعادل 400 جنيه لشراء مستلزمات الشهر من التمور.

من جانبه أكدت هناء فتحى، عاملة بأحدى مصانع الغزل والنسيج، أن تكاليف الوجبات الغذائية فى شهر رمضان باتت عبء على كل ربة المنزل فى ظل الظروف الإستثنائية التى تمر بها البلاد، فأسعار الدواجن واللحوم والأسماك، والخضراوات أرتفعت بصورة واضحة.

تابعت: «مستلزمات الشهر من ياميش، ومواد غذائية، وغيرها من الحلويات والكماليات يحتاج لمرتب فوق المرتب، لافتتا إلى أن السبب الوحيد لهذه الازمة يتمثل فى جشع التجار، وعدم قدرة الدولة على الرقابة أو توفير البدائل مطالبة الدولة بضرورة فرض رقابة مشددة على التجار،ليكون لهم رادع يرجعهم عما يفعلونه بالناس، وافادت أن قرار الحكومة بإضافة 7 جنيهات للبطاقة التموينية قرار جيد ولكن ننتظر المزيد خلال شهر رمضان».

وأردفت: «سعر الفرخة 60 جنيه، وكيلو اللحمة بـ70 جنيه، والبامية سعرها 20 جنيه، أمال هناكل أية؟!».

جمعية مواطنين ضد الغلاء

وفى هذا السياق قال محمود العسقلانى، رئيس جمعية مواطنون ضد الغلاء، إن الحل الأمثل لضبط الأسعار فى الأسواق، هو إنشاء هيئة للرقابة على السلع، مضيفا إلى أن الرقابة فى مصر موزعة على جهات مختلفة، وهذا الأمر يخلق نوعا من التشتت وعدم القدرة على متابعة الأسواق، مطالبا الدولة بتوحيد جهود الأجهزة الرقابية حتى لا تتفرق دم الأسعار بين الهيئات.

محافظة قنا

الأمر لايختلف كثيرًا عن محافظة قنا، والتى شهدت أسواقها حالة من الغليان، والصراعات بين أصحاب المحال والمستهلكين.

وقال محي عبد الله، وكيل وزارة التموين بقنا، إن المدرية سوف تنشأمعرضين للسلع الغذائية، مع دخول الشهر الكريم، مشيرًا إلى أن أسعار المنتجات سوف تكن اقل من الأسعار فى الأسواق المحلية وانه سوف تكن في متناول الجميع، موضحا انه حتى ألان لم يتم تحديد سعر السلع، لا كن أكد على توفير جميع أنواع السلع الغذائية والرمضانية، فيما تشهد الأسواق ارتفاع أسعار السلع الرمضانية الياميش، المكسرات، الزبيب والتمر:

حيث وصل سعر التمر من 30الى 34 جنيه، فيما وصل سعر البلح الناشف من 15 الى 19 جنيه.

العرق سوس وصل الى 30 جنيه، وكيلو المشمشية من 45 إلى 60 جنيه.

على جانب أخر أعلنت وزارة التموين أمكانية تبديل النقط التمويني بالسلع الرمضانية.