بالصور.. «عرب النهضة» و«السلام» أحياء على الورق.. قصص مآساوية ترصد حياة الإنسان البدائي.. وخدمات الحكومة ممنوعة من الوصول.. «الأهالي»: المسؤولين ضحكوا علينا بوعود كاذبة ومش عارفين نروح لمين غير الله

الأربعاء، 18 مايو 2016 04:14 م
بالصور.. «عرب النهضة» و«السلام» أحياء على الورق.. قصص مآساوية ترصد حياة الإنسان البدائي.. وخدمات الحكومة ممنوعة من الوصول.. «الأهالي»: المسؤولين ضحكوا علينا بوعود كاذبة ومش عارفين نروح لمين غير الله
إسلام أبو خطوة

عشش مكونة من أخشاب متهالكة غلب عليها الإصفرار إثر تعامد أشعة الشمس عليها، ملفوفة بأقمشة رثه تخرج منها روائح تزكم الأنوف، حياتهم أشبه بحياة الانسان البدائي، أدوات بدائية تستخدم من أجل قضاء حوائجهم، لسان حالهم شاكر المولى عز وجل على نعمته عليهم.

هذا هو حال أهالي «عرب النهضة»، والذى يبلغ عددهم 195 أسرة جميعهم عانوا خلال الأعوام الماضية من تجاهل الحكومة لهم، لم يتوقف الأمر على ذلك فقط بل منذ عام 1985، وتقوم الحكومة كل فترة بإصدار تعليمات بنقلهم من مكان إلى مكان داخل حي السلام، حتى أن وصل بهم المطاف إلى منطقة "النهضة" وذلك بهدف التعمير.

في هذا الشأن، رصدت «صوت الأمة» خلال جولة ميدانية معاناه الأهالي وقضت يومًا لمعرفة كيف يتعايشون وسط هذه الظروف القاسية.

حالة استياء وضيق

حالة من الاستياء والضيق انتاب عدد كبير من الأهالي إثر وعود الحكومة الكاذبة لهم، وكان آخرهم هو قيام المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء السابق، في فبراير الماضي، بإصدار قرارًا بتخصيص قطعة أرض بمساحة 18 فدانًا، الكائنة بحي السلام ثان، بمحافظة القاهرة، ملك المحافظة، لإقامة قرية بدوية نموذجية، لاستيعاب أهالي المنطقة البدوية الذين احترقت خيامهم وحيواناتهم.

تعديل القرار

سرعان ما تبدل القرار بعدما أن أعلن اللواء هاني شنيشن، مدير مديرية الإسكان بمحافظة القاهرة، أنه سيتم إعادة النظر في إنشاء هذه القرية، مبررًا أن القاهرة عاصمة جمهورية مصر العربية وليس من المعقول أن يتم بناء قرية بداخلها، وكانت هذه هي البدايات لتراجع الحكومة في القرار الذي دب كالروح في قلوب عرب النهضة، حيث اعتبروه تعويضا لما أصابهم من اضرار اثر اضرام النيران في حيواناتهم أيام حكم الإخوان.
معايشة الأهالي

في تمام الساعة الخامسة من صباح كل يوم يستيقظ عم "سليمان" من نومه، وفي عجاله تحضر له زوجته كسرة خبز حتى يستطيع اللحاق بعمله الساق والذي يبعد أمتار عن مسكنه الخشبي.

«سليمان محمد» رجل في العقد الرابع من عمرة، واحد من مئات الأهالي التابعين لعرب النهضة يقوم بجمع القمامة وتصنيفها وبحسب قوله ان جميع أهالي العرب ليس لديهم مصدر دخل سوي جمع القمامة، مؤكدًا ان ليس العمل مقتصرًا على الرجال فقط، بل الفتيات والسيدات والأطفال والذين بلغوا من العمر ما يمكنهم من العمل بالقمامة.

ويقول: «بعد ما محلب طلع قرار إنه هيعمل لينا قرية لوحدينا نعيش فيها الناس كلها فرحت أوى علشان خلاص حسينا بالاستقرار اللى ماكناش شايفينة من سنه 1985، فكنا ساكنين في أول مدينة السلام، وكل شوية الحكومة كانت تطلع قرار بنقلنا».

تكذيب القرار

وتابع: «أول الشهر اللى فات، تأكد الأهالي أن قرار محلب مش جادا بالرغم من أنه تم نشره في الوقائع الرسمية فجاء إليهم رئيس الحي ليبلغهم أن قرار القرية لم يتم وإنهم سيتم ترحيلهم في أي وقت».

ووسط 4 أعمدة خشبية وبالقرب من أتلال القمامة، تتحدث فاطمة حسن: «لقينا مرة واحدة الدكتور جلال السعيد محافظ القاهرة يضع حجر أساس لبناء 4850 وحدة سكنية على مساحة 33 فدانا بالنهضة، وتم إضافة الـ18 فدان التي كان تم تخصيصهم لإنشاء القرية، أجل بناء هذه الوحدات السكنية».
حالة الذهول

ووصفت صاحبة الوجه الملثم أن الأهالي حينا شاهدوا محلب يقوم بوضع حجر الأساس للمشروع أصابهم حالة من الذهول، ولم يصدقوا أن حلمهم الجميل بالقرية أصبح وهم.


من جانبها، قالت «عيدة سالم»: «إحنا هنا في حي السلام من أيام الرئيس الراحل محمد أنور السادات، واترحلنا أكثر من مرة داخل الحى، وفى الأخر استقرينا هنا في النهضة، وقام الحى بتسليم كل أسرة 200 متر و50 طوبة لبناء عششهم وفى 2005 قام الحى بأخذ أوراقهم لبحث حالتهم».


وبصوت منخفض حزين يائس تكمل «عيدة» حديثها: «قرار إنشاء القرية جاء تعويضا لحريق الماشية بتاعتنا، ومرة واحدة عرفنا أن القرار اتلغى، وأن الحكومة عاوزة تقلنا إلى طريق بلبيس بجوار مقلب القمامة وهو مكان بعيد عن مدارس ولادنا ده غير انه مليان بتجار المخدرات».

وحدات سكنية

وأشارت «عيدة» إلى أن رئيس الحى سبق وأن أكد لهم بتسليمهم وحدات سكنية من التي سيتم بناؤها في النهضة وهو ما لا يتناسب مع طبيعة حياتهم البدوية القائمة على رعاية الغنم والماشية مصدر رزقهم الوحيد قائلة: «احنا مش موظفين.. واحنا مش هنخلى بعد العيد طول عمرهم بيشلونا وبنسكت المرة دى مش هنسكت».

استغاثة الأهالي

وفى نهاية الجولة استغاثوا أهالي المنطقة بالرئيس عبدالفتاح السيسي، وطلبوا منه أن ينظر بهم بنظرة الأب الرحيم، لكي ينجدهم مما يعايشونه من ظلم ومعاناه.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة