3 أسباب تجعل العثور على «الصندوق الأسود» مستحيل.. بطء الاستجابة للمتطلبات الإجرائية أبرزهم.. نفاذ زمن بطاريات أجهزة رصد الطائرات المنكوبة خلال 30 يوم.. و«خبراء» يطالبون بتعديلها لمدة أطول

الإثنين، 23 مايو 2016 08:41 م
3 أسباب تجعل العثور على «الصندوق الأسود» مستحيل.. بطء الاستجابة للمتطلبات الإجرائية أبرزهم.. نفاذ زمن بطاريات أجهزة رصد الطائرات المنكوبة خلال 30 يوم.. و«خبراء» يطالبون بتعديلها لمدة أطول
صورة تعبيرية
نور اسماعيل

اختفت فجر الخميس الماضي، الطائرة المصرية المنكوبة، والتى كانت متجهة من فرنسا إلى مصر، وعلى متنها 66 شخصا، حيث كانت الطائرة من طراز إيرباص 320 تابعة لشركة مصر للطيران، أقلعت من مطار شارل ديغول بباريس متوجهة إلى القاهرة.

وتحطمت الطائرة بعد سقوطها، في البحر المتوسط، ولقي مصرع 66 شخصا بينهم أصغر راكبين هما جمانة فيصل بطيش رضيعة عمرها 7 أشهر، وشقيقها محمد فيصل بطيش يبلغ من العمر عامين ونصف العام، وهما أصغر ضحيتين على متن الطائرة المصرية المنكوبة التي تحطمت في البحر المتوسط.

تطبيق دروس العمليات

«الصعوبات التقنية»، والتى تتمثل فى بطء الاستجابة للمتطلبات الإجرائية في كوارث سابقة، تقف عائقاً أمام فرق البحث التي أوكلت إليها مهمة العثور على الصندوقين الأسودين للطائرة، وتبدء هذه المهمة دون التعلم مما سبق وتطبيق دروس العمليات السابقة، مثلما حدث فى واقعة طائرة الخطوط الماليزية «إم.إتش 370»، والتى ظل التنقيب عنها فى المحيط الهندي لما يقرب من ثلاث سنوات حتى الآن، وفقاً لخبراء الطيران.

نفاذ طاقة البطاريات فى 30 يوماً

وكان قد أوصى المحققون الفرنسيون عقب حادث طائرة «إير فرانس» في المحيط الأطلسي بستة أشهر، بعدة تغييرات أهمها زيادة زمن بطاريات أجهزة الرصد إلى 90 يوماً، وتحديداً فى أواخر 2009، وذلك لأن طاقة البطاريات تنفذ بعد 30 يوماً فقط، وتعد هذه الفترة الزمنية هى المدة المحددة امام فرق البحث عن الطائرة المصرية قبل نفاذ طاقة بطاريات الرصد تحت الماء المصممة لإرشادهم إلى صندوقي تسجيل بيانات الرحلة وهم ينقبون في مساحة 17 ألف كيلومتر مربع شمالي مدينة الإسكندرية.

تاريخ متأخر

لكنها لم تقر استجابة لحادث اختفاء طائرة إلا بعد أربع سنوات من ذلك التاريخ حين فقدت طائرة الخطوط الماليزية «إم.إتش 370»، ولن يبدأ تطبيقها إلا في 2018، وهو تاريخ متأخر جدا لن يساعد في البحث عن طائرة مصر للطيران في رحلتها رقم 804.

ووجه عدد من الخبراء انتقادات للتأخر في تطبيق التغييرات الخاصة على أجهزة الرصد لزيادة عمر بطارياتها وتحسين فرص البحث عن الصناديق السوداء.

تكلفة لا تذكر

يقول جان بول تروديك، رئيس سابق لهيئة الطيران الفرنسية، الذي أشرف على تحقيق هذه الهيئة الحكومية الفرنسية خلال حادث طائرة «إير فرانس» متحدثا لرويترز «قضية البطاريات تمثل فضيحة حقيقية»، لافتاً إلى ان تركيب البطاريات الجديدة سيتم بتكلفة لا تذكر، مضيفاً لم يكن هناك من سبب يدعو للانتظار حتى 2018.

وخلال الأيام الأولى بعد أي حادث في البحر تكون الأولوية لاستخدام أجهزة سالبة أي لا يحتاج تشغيلها لأي طاقة تكون لها القدرة على رصد نبضات أجهزة الرصد.

لكن ما أن تنفد طاقة هذه البطاريات يتحتم على الباحثين استخدام أجهزة تعمل بالسونار وأجهزة آلية وهي معدات عالية التكلفة وتحتاج لوقت طويل.

فعلى سبيل المثال تطلب الأمر عامين- باستخدام هذه الطريقة- للعثور على طائرة إير فرانس 447 في المحيط الأطلسي.

وقال تروديك، لكم أن تتخيلوا حجم الضغط الذي يسببه قصر الأمر على 30 يوما.

تطور الصناعة

وقال متحدث باسم هيئة سلامة الطيران الأوروبية: «الصناعة لا تطور تقنية جديدة بين عشية وضحاها.. ولكي يستعد صناع الطائرات فإن فترة العامين تبدو معقولة».

أعمق بقاع البحر المتوسط

ويزيد التحدي بشكل خاص في حالة الطائرة المصرية وهي من نوع إيرباص إيه-320 إذ يرقد حطامها في أعمق بقاع البحر المتوسط على عمق يتراوح بين كيلومترين وثلاثة كيلومترات وهو ما يكاد يزيد على المدى المحدد للاستماع لإشارات أجهزة الرصد.

وقد يعني هذا ضرورة وضع معدات الرصد السمعي على عمق يزيد على كيلومتر ونصف تحت سطح الماء باستخدام أجهزة متخصصة لا تتوفر بكثرة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق