مسئولية تأمين الطائرة المنكوبة تضع فرنسا فى أزمة.. وزير الداخلية الفرنسي: بلادنا مستهدفة من تنظيم «داعش».. «اولاند» يدعو مجلس الأمن للإجتماع.. والشركة المصنعة تلجأ لترويج الإشاعات للتنصل من المسئولية
الأربعاء، 25 مايو 2016 09:15 م
تزايدت فى الآونة الأخيرة التكهنات حول سقوط الطائرة المصرية القادمة من باريس إلى القاهرة فجر الخميس قبل الماضي، ما بين حدث إرهابي وخلل فني، ورغم مرور 10 أيام على سقوط الطائرة المنكوبة، لم يصدر حتى الآن بيان رسمي يحسم الأسباب الحقيقية لسقوطها، الأمر الذي يجعل حادث الطائرة الأكثر غموضًا فى تاريخ حوادث الطائرات.
نتيجة رسمية
وحتى إنتهاء التحقيقات وصدور نتيجة رسمية، تظل كافة الفرضيات لأسباب سقوط الطائرة والتى لا تسمح لقائدها بإرسال إستغاثة والتى تتمثل فى كون الحادث عمل الإرهابي، أو خطأ البشري، أو عطل فني، بالإضافة إلى عيوب التصنيع، تثير جدلًا واسعًا حول الحادث.
التنصل من المسئولية
المحاولات غير الأخلاقية للشركات المصنعة للطيران تبقى دائمًا سبيلها الوحيد للتنصل من المسئولية، مثلما حدث فى واقعة سقوط الطائرة المصرية من طراز «بوينغ» القادمة من الولايات المتحدة عام 1999، في مياه المحيط الأطلنطي بعد إقلاعها من مطار لوس أنجلوس، وروجت سلطات التحقيق الأمريكية حينذاك إلى أن سبب سقوط الطائرة هو إقدام الطيار الثاني على الانتحار.
لم يختلف اليوم عن الأمس، فبعد سقوط الطائرة القادمة من باريس وهي من طراز «إيرباص»، روجت شبكات ومواقع الأخبار الغربية، وعلى رأسها شبكة «سي إن إن» الأمريكية غلى أن سبب سقوط الطائرة انتحار الطيار.
كما تلجأ الشركة المصنعة لتلك الأفعال بترويج أسباب غير منطقية، لإطالة أمد التحقيقات والمراهنة على ذاكرة الرأي العام، التي باتت ضعيفة أمام التحقيقات التي لا تكشف عن حقيقة الكثير من الأحداث المثيرة للجدل، خاصة تلك التي تتعلق بمصالح الكبار في الدول الأفريقية أو المنطقة العربية.
100 ألف رحلة طيران
فى ضوء البيانات والإحصائيات التى تشُير إلى المنافسة القوية بين «إيرباص» نوع طراز الطائرة المنكوبة، وهى من صناعة الشركة الفرنسية، والتى باتت معنية بالوقوف على أسباب الحادث حتى لا يؤثر على سمعتها، أمام «بوينغ» الشركة الأمريكية أحد أكبر شركات التصنيع فى العالم، بالإضافة إلى بيانات الاتحاد الدولي للطيران «AITA»، والتي تقول إن هناك نحو 100 ألف رحلة طيران فى اليوم لنقل الركاب والبضائع إلى أماكن مختلفة من العالم، وسط توقعات بزيادة عدد الركاب فى 2016، كما إن 3.4 % من حجم الاقتصاد العالمي يعتمد على النقل الجوي الذي يستحوذ على ثلث حجم التجارة الدولية، فضلا عن أن 58 % من مصادر الدخل مرتبط بالنقل الجوي.
العمليات الارهابية فى فرنسا
شهدت اوروبا العديد من العمليات الإرهابية خلال الآونة الأخيرة، وخاصة فى باريس الأمر الذي جعل فرنسا أمام تحد كبير في مواجهة الإرهاب، خاصة وهي تمثل القاطرة السياسية للاتحاد الأوروبي، وعلاقاتها مع مصر تتنامى بشكل ملحوظ، فضلًا عن محاولتها فى إيجاد حلول للقضية الفلسطينية.
دولة الإقلاع
تتحمل السلطات الفرنسية تأمين الطائرة المنكوبة مسؤولية كاملة بإعتبارها دولة الإقلاع، وبعد وقوع الحادث قام الرئيس الفرنسي بدعوة إجتماع لمجلس الأمن القومي، وذلك بعد أيام من تصريحات باتريك كافار، وزير الداخلية الفرنسي، بأن بلاده «مستهدفة بوضوح من تنظيم «داعش» الذي يمكن أن يشن حملة إرهابية بزرع عبوات ناسفة في أماكن يتجمع فيها حشد مهم من الناس».
عجز التحالف الدولي فى مواجهة داعش
وتقع فرنسا فى أزمة كبيرة قبل إستضافتها لبطولة أمم أوروبا لكرة القدم «يورو 2016» والمقرر لها يونيو المقبل، والتي ترتبط بمصالح كثير من الشركات الراعية، الذين يشاهدون عجز التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية في مواجهة «داعش» وروافده و«القاعدة»، وحماية المجتمع الدولي من خطر التطرف والإرهاب.