بالصور.. في ذكرى دخول العائلة المقدسة إلى أرض الكنانة.. هربت من بطش الملك هيردوس بفلسطين.. مكثت 3 أعوام داخل مصر وتنقلت بين مناطقها.. وكنيسة العذراء أقدم المباني المشيدة
الأربعاء، 01 يونيو 2016 10:42 ص
تحل اليوم الأربعاء، ذكرى دخول العائلة المقدسة إلى أرض مصر قادمة من فلسطين، التي هربت من بطش الملك هيردوس من فلسطين إلي أرض الكنانة مصر، ومكثوت فيها ما يقرب من ثلاث سنوات يحتضنها شعبها الذى استقبلها بحفاوة وترحاب فقال فيها المسيح «مبارك أرض مصر.. مبارك شعب مصر».
رحلة العائلة المقدسة
بدأت رحلة العائلة المقدسة من بيت لحم إلى غزة حتى محمية الزرانيق غرب العريش، ثم دخلت مصر عن طريق صحراء سيناء من الناحية الشمالية من جهه الفرما الواقعة بين مدينتى العريش وبورسعيد، وتوجهت إلى مدينة "تل بسطا" بالقرب من مدينة الزقازيق بمحافظة الشرقية، وعندما وجدوها مليئة بالأوثان، توجهت العائلة المقدسة للجنوب حتى وصلت مدينة مسطرد، ومنها انتقلت شمالا الى مدينة بلبيس بالشرقية.
وعبرت العائلة المقدسة نهر النيل متوجهة إلى مدينة سمنود بمحافظة الغربية، وهناك استقبلهم شعبها استقبال حسنا فباركهم المسيح.
ويمكن لزائر هذه المدينة الراغب فى اقتفاء أثر العائلة المقدسة أن يشاهد فيها "ماجورا كبير" مصنوع من الجرانيت يقال إن السيدة العذراء استخدمته فى صنع العجين أثناء وجودها كما يوجد أيضًا بئر ماء باركه عيسى عليه السلام بنفسه.
والمحطة الثانية لرحلة العائلة المقدسة، بدأت من مدينة سمنود حتى رحلت شمالًا إلى منطقة البرلس "محافظة كفر الشيخ حاليا"، ومن ثم إلى وادى النطرون، ومنه توجهت ناحية مدينة القاهرة وعبرت نهر النيل إلى الناحية الشرقية متجهه ناحية المطرية وعين شمس، التي سكنها في هذا الوقت عدد كبير من اليهود وكان لهم معبد يسمى "بمعبد اونياس".
كنيسة العذراء
ومن أهم المحطات التى ذهبت فيها العائلة المقدسة كنيسة العذراء حارة زويلة، فكانت مقرًا استراحت فيه العائلة المقدسة السيد المسيح، والسيدة العذراء، ويوسف النجار، عندما أتوا من المطرية قبل ذهابهم لمصر القديمة، خلال رحلة هروبهم من فلسطين إلى مصر، حيث جاءوا لحارة زويلة التي وجد بها بئر مياه للشرب فبنيت الكنيسة على هذا البئر، وبعدها أصبحت أطول بطريركية فى تاريخ الكنيسة حيث أتخذها 22 بطريركًا كمقر بابوي، وتعد الكنيسة من أقدم مبنى فى القاهرة بالكامل.
وتأسست كنيسة السيدة العذراء، قبل قيام جوهر الصقلي، بتأسيس مدينة القاهرة بحوالي ستة قرون، فبحسب رواية المقريزى المؤرخ المصري عام 969 ميلادي، أسس القائد جوهر الصقلي مدينة القاهرة وقسم المدينة إلى حارات أسماها المقريزى "خطط" أى مجموعة من الأحياء الآهلة بالسكان، وكانت هناك قبيلة مغربية من قبائل البربر، قد نزحت إلى مصر مع القائد جوهر الصقلي وتدعى قبيلة "زويلة"، أقامت هذه القبيلة بالمساحة المزروعة بهذه المنطقة "حارة زويلة" إلا أنها تركت الدير على ما هو عليه، وتم بناء كنيسة السيدة العذراء الأثرية بحارة زويلة يرجع تاريخ تأسيسها إلى ما قبل الفتح العربى لمصر بحوالى مائتى عام وبالتقريب فى عام 352 ميلادي.
وفى العصر الأيوبى "67 هـ 1171م" كان القائد صلاح الدين الأيوبى قد قضى على الدولة الفاطمية ومزق فلولها وشتت أنصارها فلم يبق منهم أحد فتشتتت معهم قبيلة زويلة، وتلقائيًا بدأ المسيحيون فى الاستيطان بهذا الحى غيرة على كنائسهم ومحبة لها فهى التى تحمل لهم ذكرياتهم وصلواتهم الجميلة.
فيما تم بناء الكنيسة على شكل سفينة سقفها خشبي وجانبيها منخفضين مثل "فُلك نوح" المذكورة فى الكتاب المقدس، ويأتي شكلها من الداخل على هيئة صليب من الشرق للغرب هو الأطول والعرض بحرى وقبلى أصغر، وقد بناها الحكيم زيلون فى القرن الرابع 352 ميلادي، على اسم السيدة العذراء بعد أن تأكد أن العائلة المقدسة زارتها، والكنيسة كانت مبنية من الحجر الجيرى، والعمدان والتيجان أعلاها من مختلف العصور التى مرت بها مصر بداية من العصر الفرعوني، مرورًا باليوناني والروماني والقبطي والإسلامي.
وتعد مساحة الكنيسة الرئيسية 400 متر، طولها 22 متر، وعرضها 18 متر، إضافة إلى كنيسة أبي سيفين التي بناها المعلم إبراهيم الجوهري القرن الـ 18، وكنيسة مار جرجس، وديرين للراهبات الأول راهبات العذراء مريم، ودير راهبات القديس مار جرجس، والمنطقة أثرية وبها آثار وسهاريج لتخزين المياه وسراديب للتنقل أو الهروب، وتضمن الكنيسة هيكل الملاك غبريال والبئر التي شربت منه العائلة المقدسة والاستراحة التى أقاموا فيها، كما يوجد 150 أيقونة أثرية بالكنيسة والأديرة المحيطة،وتحتوى الكنيسة على العديد من المقتنيات الأثرية منها مخطوطات للكتب الكنسية، وصلبان وأدوات المذبح، وأيقونات وصور من القرنين الـ18 والـ19 وأقدم أيقونة تمثل السبع الأعياد السيدية الكبرى بالكنيسة من القرن الـ12.