5 شهادات في قضية اغتيال النائب العام..«السائق»: دهسته سيارة بعد نجاته من التفجير..«جيرانه»:غياب الشرطة السرية وإعلان خط سيره وراء الحادث..و«عامل بكفيتريا» يؤكد: 3 تفجيرات متتالية ليست واحده
الأربعاء، 01 يونيو 2016 02:58 م
على الرغم من أن الحادثة واحدة والمشهد واحد، إلا أن الشهادات حولها متباينة، فمنذ اللحظات الأولى لوقوع النائب العام متأثرًا بجراحه، أثر انفجار موكبه، وبدأ شهود العيان يتزاحمون على مشهد الإدلاء بالشهادات المتضاربة، في التحقيقات، الأمر الذي يحتاج إلى الموازنه بينها للوصول إلى الحقيقية، وترصد «صوت الأمة» أبرزها.
واستكملت نيابة أمن الدولة العليا، التحقيقات في واقعة تفجير موكب النائب العام المستشار هشام بركات بسيارة مفخخة، الذي أسفر عن استشهاده وإصابة 8 من حراسه، واستمعت النيابة إلى اقوال شهود العيان والمصابين من رجال الشرطة، الذين فجروا مفاجأة، وأكدوا أنهم لم يشاهدوا الجناة أو يشتبهوا في أحد قبل الانفجار.
طاقم الحراسة
وتضمنت أقوال أعضاء طاقم حراسة وتأمين موكب النائب العام الراحل المستشار هشام بركات، وسائقي السيارات، التي تتضمن شهادتهم حول حادث اغتياله، وساعة الصفر قبل تنفيذ العملية.
وأفادت أقوالهم، بأنهم تحركوا مع الموكب بخط سيره المعتاد، من مسكن النائب العام، صوب مقر النيابة العامة الجديد بمدينة الرحاب بالقاهرة الجديدة، وفوجئ أثناء ذلك بوقوع انفجار قوي بتقاطع شارعي مصطفى مختار وسلمان الفارسي، استهدف يمين الموكب ما أصابه بفقدان الوعي، وكسر فى الركبة اليمنى والذراع الأيمن، وكدمات متفرقة بالجسد والرأس، وعقب إفاقته شاهد المستشار هشام بركات داخل إحدى السيارات غارقًا فى دمائه جراء إصابته فى التفجير.
اصابة بركات
فيما ذكر السيد حسين السيد محمد عيسى، 33 سنة، أمين شرطة بالإدارة العامة لشرطة الحراسات الخاصة، أنه استقل سيارة الموكب الخلفية لتأمين النائب العام، وعلى إثر الانفجار، أصيب المستشار هشام بركات وأفراد من طاقم حراسته، واصطدمت سياراته بسيارة المستشار هشام بركات.
بينما كشف أشرف محمد إبراهيم، أمين شرطة بالإدارة العامة لمرور القاهرة، أنه قائد الدراجة الآلية التى تتقدم موكب النائب العام، وأنه جراء الانفجار سقط من فوقها ولم يشاهد الكواليس فى تلك اللحظة.
وجاء مضمون شهادة «إسلام كمال الدين المرسي»، ملازم أول بإدارة العمليات الخاصة، وعريف الشرطة «حسن سعيد حسن عبيد»، أفادت أنهم تلقيا تكليف بتاريخ 29 يونيو 2015 بالخدمة الأمنية الثابتة لحراسة مسكن النائب العام، وأنهم على إثر مغادرة الموكب تناهى إلى سمعهم دوي انفجار تزامنًا مع مرور الموكب بتقاطع شارعى مصطفى مختار وسلمان الفارسى، فأسرعا إليه وشاهدا اشتعال سيارتين، وإصابة المستشار هشام بركات، وأن الأهالي قاموا بنقل المستشار النائب العام إلى سيارة ملاكي عقب اشتعال النيران بسيارته، وقاموا باصطحابه إلى المستشفى.
جيران بركات
فيما استمعت النيابة لشهادات عدد من جيران المستشار هشام بركات النائب العام، وأدلى الأهالي بمعلومات تفصيلية عن الحادث الإرهابي الذي استهدف موكبه، والذين أكدوا خلال التحقيقات التي باشرها المستشار خالد ضياء الدين المحامي العام الأول للنيابات، إن موعد مغادرة وعودة موكب النائب العام الشهيد هشام بركات من وإلى منزله معروف لكل سكان المنطقة، وأن الجميع يعلم مكان منزله جيدًا، وحمل بعض السكان حادث استشهاد النائب العام للتقصير الأمني المتمثل في عدم وجود أجهزة كشف عن مفرقعات أو كلاب بوليسية أو شرطة سرية لتمشط المنطقة، فضلًا معرفة مواعيد وخط سيره للجميع.
شهود العيان
كما أكد شهود العيان أن الانفجار وقع فى تمام الساعة العاشرة و15 دقيقة من صباح يوم وقوع الحادث، أثناء مرور موكب المستشار هشام بركات، النائب العام، بشارع سلمان الفارسي المتعامد على مصطفى مختار المتفرع من شارع عمار ابن ياسر، بمصر الجديدة، خلف الكلية الحربية.
وقال شهود العيان، إن التفجير جاء عن طريق زرع قنبلة أسفل إحدى السيارات المتواجدة على جانب الشارع، معدة للتفجير بمجرد مرور موكب النائب العام، مشيرين إلى أن الحادث أسفر عن إصابة النائب العام فى ذراعه حسب شهود عيان.
السائق
وقال سائق النائب العام عباس رفعت، في التحقيقات التي أجريت معه أمام النيابة حول اغتيال بركات، بميدان الحجاز بمنطقة مصر الجديدة، إنه فوجئ بمحاولة تفجير الموكب بواسطة سيارة مفخخة، كانت تقف على جانب الطريق، وإن الانفجار نتج عنه بعض الإصابات الخفيفة.
وأضاف أنه خشى على حياة النائب العام، فنزل من السيارة مسرعًا متجهًا إلى النائب العام لمساعدته على النزول من سيارته، وكان مصابًا ببعض الجروح، إلا أنه نزل على رجليه، مضيفا: «بعد ذلك فوجئت بسيارة كبيرة أسرعت باتجاه النائب العام، ودهسته، فجريت مع الحرس لإنقاذ النائب العام الذى سقط أرضا وسط بركة من الدماء».
وعن نوعية السيارة ورقمها، أجاب السائق بأن السيارة فرت هاربة وسط حالة الفوضى التي أحدثتها التفجيرات.
وأكد رفعت، أن النائب العام نزل من سيارته مترجلًا، لإصاباته بجروح بسيطة إثر الانفجار، وطلب من الحرس الخاص به نقله إلى المركز الطبي العالمي، إلا أنهم فوجئوا بسيارة مجهولة تصدمه، ما تسبب في قطع ذراعه، وتهشيم عظام وجهه بالكامل، فقرر الحرس نقله إلى أقرب مستشفى لسرعة إسعافه، وبالفعل تم نقله إلى مستشفى النزهة الدولي، وتوفي هناك بعد ساعة من وصوله.
عامل بالكافيتريا
وروى محمد، أحد شهود العيان، يعمل بكافتيريا، قرب موقع الانفجار الذي استهدف موكب المستشار هشام بركات، النائب العام صباح اليوم، إنهم سمعوا صوت انفجار عالٍ جدًا، وخرجوا لتفقد الأمر، ولم يكونوا يعلمون أنها سيارة النائب العام.
وأضاف شاهد العيان، أنه برفقة زملائه وجدوا النائب العام مصابًا بفتح في رأسه من الخلف، بالإضافة إلى سحجات وشظايا متفرقة في جسده، فضلًا عن 4 أشخاص مصابين، من بينهم أمين شرطة مصاب في قدمه إصابة قريبة من البتر، موضحًا، أنه لم يكن هناك انفجار واحد فقط، حيث حدث 3 انفجارات متتالية ليست في وقت واحد، فضلًا عن انفجار كبائن الكهرباء، ما تسبب في سقوط زجاج واجهات العقارات والمحال التجارية المجاورة للانفجار.
وتابع، أن أسرة المستشار النائب العام، حضرت في وقت قياسي، واصطحبوه بسيارتهم الخاصة إلى مستشفى النزهة، نافيًا وجود أي تحركات غريبة أو غير طبيعية، حدثت في المنطقة الفترة الماضية، خاصة أنهم يغلقون محلهم الثالثة فجرًا.
وسرد أحد السائقين، أن سيارات الدفاع المدني استغرقت ما يقرب من 45 دقيقة في إخماد النيران، وحضرت سيارات الإسعاف بشكل متأخر، ونقلت المصابين إلى المستشفى.