مصر تستذكر "محارب الإرهاب" فرج فودة في ذكرى اغتياله
السبت، 11 يونيو 2016 05:12 ص
في ذكري مرور 24 عاماً على رحيله، اغتيالاً على يد قوى التكفير في الجماعات الإسلامية، بدت القاهرة، هذه الأيام، شغوفة باستعادة المفكر الراحل فرج فودة، الذي نذر حياته لتفكيك الأساطير المؤسسة للفكر التكفيري، ودفع الثمن اغتيالاَ برصاص أحد المتطرفين، بعد سلسلة اغتيالات معنوية قام بها شيوخ ومدعو تفكير في حقبة "المد الأصولي" التي أثمرت تنظيم القاعدة في منتصف الثمانينيات وحتي أوائل التسعينيات .
لأسباب عديدة، في مقدمتها تحقق نبوءة أطلقها، عن وصول الإخوان لسدة الحكم ثم سقوطهم بشكل مدو، ومنها محاولة استشراف المستقبل، وموطئ القدم في ظل حالة ارتباك إقليمي ومجتمعي لا يستثني الأغلبية من شعور الإحساس بعدم الفهم، لهذه الأسباب تبدو القاهرة هذه الأيام مشغولة بالاحتفاء واستذكار واستعادة الرجل، حتى أن صحفاً ومواقع إلكترونية أصبحت تعيد نشر أفكاره ومقالاته.
واغتيل فودة بسبب أفكاره على يد متطرف اعترف بجهله، وقال أمام المحكمة إنه لا يقرأ ولا يكتب، وإنما قتله استجابة لفتاوى تكفير الرجل، وعقب أسبوع واحد من مناظرته الشهيرة بمعرض الكتاب والتي أقام الحجة والدليل فيها على مناظريه وهما مرشد الإخوان الأسبق مأمون الهضيبي والشيخ محمد الغزالي والكاتب الإسلامي محمد عمارة.
وولد فرج فودة عقب مخاض الحرب العالمية الثانية الدموي، في محافظة دمياط، وحصل على بكالوريوس الزراعة، ثم الدكتوراه في الاقتصاد الزراعي، وبالتوازي مع رحلته الأكاديمية نشط في الكتابة الفكرية والصحافية، مقدماً مشروعاً فكرياً يتبنى قيم الحداثة والتنوير.
والتحق فودة بحزب الوفد الليبرالي عقب تأسيسه، ثم تركه عندما تحالف الوفد مع جماعة الإخوان انتخابياً في عام 1984، وحاول تأسيس حزب علماني، لكنه مات دون تحقيق حلمه.
وتبنى فودة مقولة أساسية مفادها أن فكرة الدولة مدنية بالأساس، وأن عكس دولة مدنية هي عسكرية وليست دينية، وعبر صفحات كتبه ومقالاته تنبأ بسقوط العراق، وصعود جماعة الإخوان للحكم ثم سقوطهم بشكل سريع ومدوٍ، وتقسيم السودان على يد الإخوان، وصعود راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة الاخوانية في تونس إلى سدة الحكم في بلاده وهو الذي كان منفياً وقتها.
وقال الناقد الأدبي شعبان يوسف إن فودة كان أول من تنبأ بظهور الجماعات المتطرفة كداعش وغيرها، وأول من دعا لتجديد الفكر الديني، مواجهًا التكفير بالحجة والمنطق، الأمر الذي جعله هدفاً للاغتيال.
وطالب يوسف الدولة بإعادة طبع كتب فرج فودة من خلال إحدى مؤسساتها الرسمية كهيئة الكتاب أو الثقافة الجماهيرية.