صحف لبنانية: تفجير بيروت رسالة ترهيب للمصارف
الإثنين، 13 يونيو 2016 09:58 ص
اعتبرت صحيفة لبنانية صادرة اليوم أن الإنفجار الذي وقع أمس في بيروت هو رسالة الى المصارف بشأن قانون العقوبات الأمريكية المالية على حزب الله ومؤسساته، مشيرة إلى أن المنفّذين اختاروا مساء الأحد (عطلة أسبوعية بلبنان)، ووقت الافطار، لتجنّب سقوط ضحايا.
وقالت صحيفة النهار اللبنانية إنه ربما وقع الاختيار على "بنك لبنان والمهجر" الذي استهدفه الانفجار لأنه الأكثر تشددًا في تطبيق قانون العقوبات الأمريكي ضد "حزب الله"، كمحاولة للايقاع بين القطاع بمجمله والحزب الذي رفع حدة خطابه ضد المصارف في الاسبوعين الأخيرين بشأن هذه الأزمة.
ورأت أن تداعيات الانفجار على القطاع المصرفي وهو القطاع الأكثر صمودًا في الاقتصاد اللبناني لا بد أن تظهر تباعًا في ظل ضغوط خارجية وداخلية تربك العمل المصرفي سابقة بلغ التهديد للمصارف حد التفجير.
ونقلت النهار عن النائب وليد جنبلاط رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي اللبناني تحذيره من وجود طابور خامس يمكن أن يصطاد في الماء العكر، مجنبًا البلاد خطر الانزلاق إلى اتهام متسرع لـ"حزب الله" بالوقوف وراء تفجير أمس.
وقال جنبلاط لـ" النهار" إن "هدف التفجير في بيروت هوضرب الاقتصاد والنظام المصرفي ودعوت إلى حوار هادئ بشأن العقوبات الأمريكية على حزب الله".
وأضاف: "ثمة من لا يريد الحوار في موضوع العقوبات الأمريكية ولا بد من الحفاظ على القطاع المصرفي وتماسكه".
وسوف تعقد جمعية مصارف لبنان اجتماعا لمجلس الجمعية اليوم للبحث في تداعيات الانفجار واتخاذ موقف في شأنه.
وقالت مصادر مصرفية لـ"النهار" إن موقف المصارف ثابت وواضح حيال القانون الأمريكي والالتزام تطبيقه، مشيرة إلى أن المصارف مرت بظروف أصعب وأقسى خلال الحرب الأهلية اللبنانية ولم تثنها تلك الظروف عن القيام بدورها وواجباتها والتزاماتها تجاه عملائها وكذلك تجاه القوانين الدولية.
وأضافت: "الرسالة وصلت، لكنها لن تغير في التزام المصارف وواجباتها وخصوصًا عندما يتعلق الامر بوجودها ووجود لبنان ضمن النظام المالي العالمي".
من جانبها، قالت صحيفة "اللواء" اللبنانية إن اختيار المكان والزمان والتوقيت والسياق السياسي مدروس ودقيق حيث أن الشارع الذي وقع فيه الانفجار يمكن أن يوصف بشارع المصارف.
وقالت إن الصدمة فاقت كل شيء: فالمصارف اللبنانية أصبحت هدفا بوسيلة أقل ما يُقال عنها أنها "إرهابية".
وأشارت إلى أن حركة واسعة من التصريحات أنطلقت، بين استنكار، ودعوة للتهدئة بين حاكم المصرف المركزي وحزب الله.
وقالت الصحيفة إن الإنفجار فرض واقعًا جديدًا على المشهد اللبناني، حيث ارتفعت حالات الذعر والمخاوف، بالتزامن مع طلب السفارة الكندية في لبنان عبر رسائل على الهاتف المحمول من رعاياها عدم الذهاب إلى منطقة الوسط التجاري وشارع الحمراء في نهاية الأسبوع وليلًا، حفاظًا على سلامتهم، وذلك بعد أقل من 24 ساعة من تحذيرات الخارجية الفرنسية لرعاياها.
وفيما رفض رئيس مجلس إدارة مجموعة "بلوم بنك" سعد الأزهري إتهام أحد بالمسئولية عن الانفجار، فإنه رفض في الوقت نفسه الاتهامات التي طالت المصرف على مواقع التواصل الاجتماعي، بأنه "أكثر اندفاعًا بين المصارف لتطبيق العقوبات الأمريكية، وأنه يصرّ على تنفيذ ما يطلبه الأمريكيون وما لا يطلبونه أيضًا"، واصفًا إياها أنه "مبالغات إعلامية".
و تساءلت أوساط معنية بالاستقرار عن الصلة ما بين الحملة التي استهدفت البنك بما يشبه "هاشتاغ" على المواقع والقنبلة التي وضعت في المدخل الخلفي للمصرف، وهو المقر الرئيسي حيث الإدارة العامة وسائر المكاتب المرتبطة بها.
ورأت هذه الأوساط، أنه ربما يكون في الأمر مصادفة، لكنها أعربت عن خشيتها من أن يكون لبنان دخل في مسلسل تفجيرات.
وتساءلت الصحيفة إلى أين يمكن أن تصل الحملات والمجابهة بين "حزب الله" وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة، وما هي المخارج الممكنة في ظل الإصرار الأمريكي على تطبيق حاسم للعقوبات على الحزب ومؤسساته ووضعه في سلّة واحدة مع منظمات أخرى متشدّدة كـ"داعش" و"النصرة"؟
وقالت الصحيفة كيف يمكن للمصارف اللبنانية أن تتصرّف في ظل المطالبة الأمريكية والتهديدات باتخاذ إجراءات ضدها، مع إقرار الجميع بأن لبنان هو جزء من المنظومة المالية الدولية؟
ورأت جهات أمنية معنية أن الرسالة التي ضربت "بنك لبنان والمهجر" هي موجهة لكل المصارف، ولكن إنعكاساتها تحمل نذير شؤم حول مستقبل الاستقرار في لبنان.
من جانبها، قالت صحيفة "المستقبل" إن الانفجار الذي استهدف مقر بنك "لبنان والمهجر" في بيروت، سبقه رسائل إعلامية وإلكترونية متواصلة وضعت "حزب الله" في دائرة الاتهام خصوصًا أن آخرها جاء في تقرير إخباري في وكالة أنباء "فارس" الإيرانية، نُشر قبل ساعتين فقط من موعد وقوع الانفجار وتضمن تهديدًا صريحًا منسوبًا الى أحد المقرّبين من "حزب الله" بـ"7 أيار جديد". (اقتحام حزب الله بيروت عام 2008) ردا على تفكيك شبكة إتصالاته.
ورأت الصحيفة أنه لم يكن صعبًا إدراك مغزى الرسالة المتفجّرة والجهة المستهدفة لتزامنها مع التوتّر المتصاعد بين "حزب الله" والقطاع المصرفي على وقع العقوبات الأمريكية.
لكن مصادر في مصرف لبنان المركزي أبلغت "المستقبل" أن هذه الرسالة "لن تجدي لأن لا خيار لديه سوى تطبيق القوانين المحلية والأمريكية والدولية".
وأشارت الصحيفة إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي وجريدة "الأخبار" المقربة من حزب الله" شهدت حملة مركّزة ضد القطاع المصرفي، وخصوصًا بنك "لبنان والمهجر" الذي أفردت له "الأخبار" مقالًا كاملًا نالت فيه أيضًا من حاكم المصرف المركزي، علاوة على بيان كتلة "الوفاء للمقاومة" الأخير بشأن المصارف.