عودة هاني سرور رجل «أكياس الدم الملوثة» فى عصر المخلوع.. اختفى عقب فضيحة 2007.. ثورة يناير تعيده عاد للحياة السياسية.. تسبب فى غلق مصنع «تليمصر» وتشريد آلاف العمال.. وقرار رئاسي بالتحفظ على الأراضي

الخميس، 16 يونيو 2016 02:19 ص
عودة هاني سرور رجل «أكياس الدم الملوثة» فى عصر المخلوع.. اختفى عقب فضيحة 2007..  ثورة يناير تعيده عاد للحياة السياسية.. تسبب فى غلق مصنع «تليمصر» وتشريد آلاف العمال.. وقرار رئاسي بالتحفظ على الأراضي
مبارك
هيثم محمد ثابت

دفع الفساد الذي تفشى في عهد المخلوع محمد حسني مبارك، جموع المصريين للمشاركة في ثورة الـ25 من يناير، والتي كان شعارها «عيش، حرية، عدالة اجتماعية»، للقضاء والتخلص من تلك الأنظمة الفاسدة التي استاثرت بخيرات البلاد، وتخطت معدلات الفقر في مصر وقتها حاجز الـ40%، حسب تقارير الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء.

ورغم نجاح الثورة في إزاحة مبارك وعائلته من الحكم، إلا أن بعض أفراد نظامه ما زالوا متواجدون على الساحة، وظهر الكثير منهم خلال الفترة الماضية وعادوا إلى المشهد مجددًا عقب عودة «ترزي القوانين» لمدة 20 عامًا في عهد مبارك، الدكتور أحمد فتحي سرور رئيس مجلس الشعب الأسبق، والذي وضع القوانين كاملة لخدمة مصالح نظام مبارك وتحقيق أهدافه بحيث لا يمكن الطعن عليها أمام المحاكم.

وأعقب ذلك ظهور رجل الأعمال «هاني سرور»، منذ ما يقرب من ثلاثة أعوام بحملة دعاية كبرى في شوارع منطقة «الظاهر» لدعم الدستور وقت ذاك، رغم كونه أحد أعضاء مجلس الشعب عن الحزب الوطني المنحل عن دائرة «الأزبكية» سابقًا.

التحفظ على أراضي للمستثمر«هاني سرور» في الإسماعيلية

وتلقى اللواء ياسين طاهر، محافظ الإسماعيلية، أمس الثلاثاء، تكليفًا رئاسيًا بالتحفظ على أراضي الدولة، التي تم تخصيصها بحق الانتفاع للمستثمر هاني سرور، الذي اشترى مصنع «تليمصر» للأجهزة المنزلية والتليفزيون، وتوقف منذ تم بيعه عن العمل، فيما تم تشريد آلاف العمال، حيث تبلغ مساحة الأراضي 43 ألف م2، تطل مباشرة على بحيرة التمساح وقناة السويس.

وقام المحافظ برفقة اللواء علي العزازي، مدير أمن الإسماعيلية، واللواء جمعة توفيق، حكمدار المحافظة، وأكثر من ألف ضابط وجندي بدخول المصنع، والتحفظ على الأرض، بعد إخطار المستثمر رسميا بتسليم الأرض للجهة المالكة، وهي المحافظة.

وتضم الأرض ملعب للكرة ومساحات شاغرة ومباني أقامها المستثمر على الأرض، رغم أنها لم تدخل في صفقة البيع، بالإضافة إلى نادي اجتماعي.

والتقى المحافظ عمال المصنع وعددهم 50 شخصًا، وقال: «ليس لكم علاقة باستلام الأرض، والمحافظة حريصة على حقوقكم»، فيما تجمع مئات المواطنين وأطلق النساء في الشرفات الزغاريد وسط هتافات «تحيا مصر».

وقال محافظ الإسماعيلية، إن الرئيس عبدالفتاح السيسي يتابع استرداد أراضى الدولة، مضيفًا: «فتحنا خطًا ساخنًا مع المهندس إبراهيم محلب، مساعد الرئيس لاسترداد أراضي الدولة، وأنه لا تهاون في هذا الملف».

وأوضح «طاهر» أنه تم إخطار المستثمر بإخلاء المكان وتسليمه، وتم التنفيذ على الفور، وإنذاره بإخلاء عدد من المباني، وسيتم تسليمها بالقوة الجبرية، مؤكدًا أن التجاوزات التي تمت بالماضي غير مسموح بها إطلاقًا، وأن الأرض ملك الشعب.

وعن الغرض الذي يمكن الاستفادة بالأرض منه، قال المحافظ: «الموضوع سابق لأوانه، ولكن يمكن أن تخصص لإقامة الجسر العالمي الذي يربط بين طريق عز الدين للبلاجات، أو إقامة فنادق عالمية تطل على القناة وبحيرة التمساح أو إسكان للشباب»، واصفًا استعادة الأرض بأنها حدث تاريخي.

وقطع العمال التابعين للمحافظة الجنازير الخاصة بأبواب المصنع والنادي، فيما رفض المحافظ طلب المستشار القانوني للمستثمر بالانتظار، وقال: «الأمر انتهى بالنسبة لي.. وقدامك المحكمة لو ليك حق.. ولو سمحت اتفضل بره».

ووصف نواب الإسماعيلية استرداد المحافظة للأرض بأنه إنجاز، موجهين الشكر للرئيس السيسي والمحافظ.

قضية أكياس الدم الملوثة

كان «هاني سرور» قد ذاع صيته واتهم في قضية أكياس الدم الملوثة عام 2007، وحكم عليه بالسجن ثلاث سنوات في قضية «هايديلنا» للمستلزمات الطبية، والتي تحولت إلى قضية رأي عام، وكان وقتها رئيسًا للشركة، وتم اتهام الشركة بالدخول في المناقصة بغير وجه حق، لتوريد قرب دم لوزارة الصحة، ولكونه أحد أفراد النظام فقد تم ترسية المناقصة على شركته، إلى أن تم اكتشاف أن قرب الدم التي تم توريدها ملوثة ومعيبة وغير مطابقة للمواصفات المحلية والعالمية، مما يؤدي إلى تسمم دم المريض، وقد يؤدي للوفاة وتعرض المتبرعين للإغماء، لزيادة معدل تدفق الدم عن المعدل الطبيعي، وحدوث تجلطات بالدم، وتعرض أكياس الدم للانفجار أثناء فصل مكوناته، وزيادة تركيز الكلورايد عن الحد المسموح به، وزيادة نسبة القلوية الكلية عن المعدل القياسي؛ مما يؤدي إلى تكسير كرات الدم وفقدانه لخواصه، حسب ما أشارت إليه اللجان المختصة.

التحقيق مع النائب هاني سرور

وقامت النيابة عقب بلاغ مباحث الأموال العامة، باتخاذ الإجراءات القانونية وطلب الحصول على إذن من مجلس الشعب وقتئذ، للتحقيق مع النائب الذي ادعت لجنة تقصى الحقائق بالمجلس براءته، وقامت بتزييف الحقائق وهو ما جاء مخالفًا لما أعلنته النيابة العامة.

الحكم بحبسه 3 سنوات

وجاء حكم محكمة جنايات القاهرة برئاسة المستشار المحمدي قنصوة، بمعاقبة 4 متهمين بالسجن لمدة 3 سنوات، منهم رجل الأعمال هاني سرور عضو مجلس الشعب، ورئيس مجلس إدارة شركة «هايدلينا» للمستلزمات الطبية.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق