بالفيديو والصور.. حكايات الأبطال عن الحرب المجيدة.. اللواء محيى نوح: أحبطنا محاولات إسرائيل في دخول بور فؤاد.. انتقمنا للفريق عبد المنعم رياض.. التقيت «عبد الناصر والسادات» وطلبت عدم وقف إطلاق النار
الأربعاء، 15 يونيو 2016 01:44 م
ذكرى العاشر من رمضان تاريخ يعلق في ذاكرتنا، نظرًا لما كتبه أبطال الحرب المجيدة من الكرامة والعزة في سطور النصر علي آمال الوطن، بعد استرداد أرض الفيرزو، من أيدى الإحتلال الإسرائيلي في ملحمة حربية أثبتت قوة وعظمة جيش مصر.
اللواء محي نوح، أحد أبطال محافظة الشرقية، الذين شاركوا في هذه الحرب، وأحد أفراد المجموعة 39 قتال للعمليات الحربية في حرب أكتوبر 1973، الموافق العاشر من رمضان عام 1393 هجريا، يروي لـ «صوت الأمة» دوره في الحرب على مدى 6 سنوات منذ عام 1967 وحتى عام 1973.
في البداية أكد «نوح»، يوم 5 يونيو 1967 حدثت المعركة وسقط الطيران على الأرض بشرم الشيخ، وصدرت لنا أوامر أن نتجه إلى الإسماعيلية، وحين وصول كتيبة الصاعقة للمدينة، جاءت معلومات تفيد بتقدم إسرائيل علي المحور الشمالي «العريش -القنطرة» وصدرت الأوامر بإيقاف تقدمهم بأى ثمن، وبالفعل قمنا بإيقافهم في منطقة «الجلبانة»، وواجهناهم بالأر بي جي، والقنابل، بتأثير ضعيف، وفي المقابل دبابات قوية إسرائيلية، إلى أن دخل العدو الإسرائيلي القنطرة، وعبرنا الضفة الغربية بواسطة قوارب الصيد وقمنا بإرتداء «الجلاليب البلدية» للتنبؤ أثناء البحث عن المصابين وعلاجهم.
وتابع قائد المجموعة 39 قتال: «دارت معركة رأس العش واستطعنا صد قوات العدو، وفشلت في احتلال بور فؤاد وبدأت تنتشر علي القناة وأصدرت أوامر بالدفاع عن 3 مناطق هى «رأس العش، والكآبة، والتينة»، وفي يوم 8 يوليو 1967 ظهرت بوادر المعركة، وتحركت دبابات إسرائيلية تجاه مواقعنا، وأمرت الجنود بالإستعداد، واستطعنا تدمير سيارة للعدو في البداية، واستمرت المعركة حتى دمرنا العربات النصف جنزير وإحدى الدبابتين بينما فر الباقي هاربين، إلى أن جاءت طائرات العدو وقصفت الموقع الذي دمر سياراتها المجنزرة وأصيبت ببعض الشظايا.
واستكمل "نوح"، أنه بعد تلك الأحداث عدت إلى القاهرة، وانضممت إلى فرع العمليات الخاصة التي يقودها العقيد إبراهيم الرفاعي، وحملت اسم «المجموعة 39 قتال»، لقيامها بعمليات ضد العدو، من بورسعيد بالشمال حتي رأس محمد بالجنوب، وأول أسير كان عام 1968 يدعى يعقوب رونيه، وقمنا بعمليات انتقامًا للشهيد عبد المنعم رياض، وتعرضت للإصابة بشظايا في الوجه والظهر وجانب العنق، وتم نقلي إلى مستشفي القصاصين، ثم إلى المعادي، وجاء مدير المخابرات لزيارتي قائلا لي "استعد نفسيًا في زيارة مهمة جيالك" وكان الرئيس جمال عبد الناصر، هو المقصود بالزيارة، واستمع عبد الناصر لكل تفاصيل العملية التي قمنا بها، وكيفية قيامنا بتدمير موقع العدو والقضاء علي 40 ضابطا وجنديا إسرائيليا في موقع لسان التمساح، وفي نهاية الزيارة طلب مني ضرب العدو في كل أنحاء سيناء.
واستكمل، «سرعان ما خرجت من المستشفى بعد علمي بأن هناك عملية أخرى، وخرجت للاشتراك فيها، وصدرت أوامر بضرب مطار الطور قبل زيارة جولدا مائير، وقمنا بتدميره مرتين بالفعل، وما لبثت أن طلبت إسرائيل وقف إطلاق النار من خلال وزير الخارجية الامريكي روجرز، وفي الاجتماع مع القادة ورئيس الجمهورية، طالبت الرئيس بالاستمرار في العمليات العسكرية وعدم تنفيذ الاتفاقية حتي لا يستطيع العدو إعادة الثقة في نفسه وقواته، فابتسم السادات قائلا "يا محي يا ابني نحن لن نوقف العمليات وستستمرون في عملياتكم".
وفي أكتوبر عام 1973 كانت مهمتنا الأولى تدمير مواقع البترول في الجنوب حتي لا يسحبها العدو ويدخلها إسرائيل وخرجت 3 طائرات هليكوبتر إلى منطقة بلاعيم، وأشعلنا مستودع البترول، وحدث اشتباك، وسقطت طائرة، واستشهد فرد، وأسر آخر، وفي يوم 18 أكتوبر صدرت أوامر بالذهاب إلى الإسماعيلية، أن العدو دخل إلى منطقة الدفرسوار، وعند وصولنا تم تكليفنا بمهمة أخرى من قبل الفريق سعد الدين الشاذلي، وهي تدمير العدو بمنطقة الثغرة، وحدثت اشتباكات عديدة، استشهد فيها اللواء إبراهيم الرفاعي، في وقت صلاة الجمعة يوم 19 أكتوبر، ثم توجهنا إلى جبل مريم جنوب الإسماعيلية، لدعم رجال المظلات، ونكون حائط صد لمنع العدو من دخول الإسماعيلية، في الوقت الذي قامت فيه قوات الصاعقة بتدمير العدو في «نفيشة، وأبوعطوة»، ورغم صدور قرار بوقف إطلاق النار، إلا أن العدو لم يلتزم ووصل يوم 24 أكتوبر إلى السويس، وحدث إلتحام الشعب مع الشرطة والجيش ووضعت الحرب أوزارها، وانتهت بنصر مبين واستردنا أراضينا من المحتلين حتى وصلوا إلى الكيلو 101 وبدأت المباحثات واستلمنا سيناء علي مراحل.