بالصور والفيديو.. زيارة الوزير للغربية تكشف إهمال المناطق الأثرية.. الأثريون للوزير: معبد "بهبيت الحجارة" لا يصلح مع الترميم ونحتاج لتدخل القوات المسلحة لإنقاذ المنطقة التاريخية وصالحجر الفرعونية ببسي

الإثنين، 20 يونيو 2016 10:54 ص
بالصور والفيديو.. زيارة الوزير للغربية تكشف إهمال المناطق الأثرية.. الأثريون للوزير: معبد "بهبيت الحجارة" لا يصلح مع الترميم ونحتاج لتدخل القوات المسلحة لإنقاذ المنطقة التاريخية وصالحجر الفرعونية ببسي
محمد الشوبري

بالصور والفيديو.. زيارة الوزير للغربية تكشف إهمال المناطق الأثرية.. الأثريون للوزير: معبد "بهبيت الحجارة" لا يصلح مع الترميم ونحتاج لتدخل القوات المسلحة لإنقاذ المنطقة التاريخية وصالحجر الفرعونية ببسيون أصبحت مقالب للقمامة ووكرًا لعصابات التنقيب عن الآثار

كشفت زيارة خالد العنانى، وزير الآثار، أمس السبت، لمركز سمنود بمحافظة الغربية، عن خلل واضح في الاهتمام بالآثار وخطة الدولة في استغلال المناطق الأثرية بالأقاليم التي من الممكن الاستفادة منها في تحويلها لمزارات سياحية وتحقيق أكبر استفادة من أحد جوانب الحضارة المصرية العريقة من خلال النهوض والارتقاء بتلك المناطق التاريخية.

كان العناني قد تفقد خلال الزيارة معبد آثار سمنود ومعبد بهبيت الحجارة الأثري، في حضور اللواء أحمد ضيف صقر محافظ الغربية ورمضان محمد عيد رئيس مركز ومدينه سمنود أعضاء مجلس النواب عن دائرة مركز ومدينه سمنود، إضافة إلى، مدير آثار الغربية وعدد من الأثريين والتنفيذيين بمركز ومدينه سمنود.

والتقى (العنانى) بالأثريين حيث استمع لمقترحاتهم بشأن تطوير المناطق الأثرية بالغربية، مؤكدين له أن حالة معبد بهبيت الحجارة يرثى لها لدرجة لا تصلح معها أعمال الترميم، خاصة بعد أن أوشكت معالم النقوش التاريخية على الاختفاء من جدران المعبد، لافتين إلى أن الأمر يتطلب تدخل القوات المسلحة لإعادة إحياء تلك المنطقة الأثرية وبالتحديد المعبد الذي كان خاصا بالإله أزوريس، موضحين أن هناك أحجار بالمعبد يتجاوز وزنها 26 طنًا.

من جانبه أكد محمد زايد، عضو مجلس النواب، عن حزب مستقبل وطن، في تصريحات خاصة لـ "صوت الأمة " أنه طالب بتطوير وتجديد معبد بهبيت الحجارة وجعله مزارًا سياحيًا، كما تقدم بطلب للوزير لبحث إمكانية وآليات تنفيذ الاقتراح.

وفي نفس السياق توجد قرية صالحجر التابعة لمركز بسيون بالمحافظة التي تعد معلمًا تاريخيا وشاهدا على الحضارة الفرعونية بمصر حيث كانت تسمى في اللغة المصرية القديمة (ساو) أو كما كان يسميها الإغريقيين (سايس) تقع على الضفة الشرقية لفرع رشيد، على بعد 7 كم من مدينة بسيون، حيث اشتهرت قديما بكثرة ا لأطلال الحجرية وقد اكتسبت الآلهة فيها شهرة خاصة في السحر والطب، مما جعلها حامية للأحياء، وكذلك للأموات، فهي إحدى الإلهيات الأربع الحاميات اللائي يُحطن بالتوابيت وأواني الأحشاء.

ويحمل التاريخ العديد من الأساطير والحقائق عن تلك القرية التي زارها المؤرخ اليوناني الشهير هيرودوت صالحجر، وقدم وصفًا لكثير من مقابر ملوكها التي كانت داخل أسوار معبد الإلهة نيت، كما ذكر أيضًا المسلات والبحيرة المقدسة، ثم وصف الاحتفالات التي كانت تقام كل عام للإله أوزير في هذه المدينة.

ووصلت ذروة مجد القرية بعد ما حرر أميرها أبسماتيك مصر من حكم الآشوريين وكانت عاصمة لمصر في الأسرة 26 هذه القرية ذات التاريخ الأثري الذي تم سرده مهده بالفناء والضياع بسبب إهمال المسئولين لها وانتشار العصابات التي تقوم بالبحث والتنقيب عن الآثار فيها وقد كثرة في الآونة الأخيرة عمليات التنقيب بتلك القرية وتحولت المناطق الأثرية بها إلى مقالب للقمامة ومستنقعات مائية ملوثة ومرعى للمواشي والماعز والكلاب والقطط في الوقت الذي اكتفى فيه المسئولين بوضع لوحة مكتوب عليها "ممنوع الاقتراب أو التصوير.

ويطالب أهالي القرية وزارة الدولة لشئون الآثار ومحافظ الغربية بضرورة الاهتمام بالبعد التاريخ للقرية والسعي في إقامة متحف بها والترويج للسياحة فيها.

المشكلة أصبحت مثار اهتمام أهالي صالحجر، حيث يقول محمد حسن من سكان القرية، إن المنطقة الأثرية بالقرية تحولت إلى مكان مهجور وهذا يتطلب من أجهزة الدولة المعنية اتخاذ موقف حازم للحافظ على تلك المناطق والتنقيب فيها بمعرفة الدولة وتحويلها لمزار سياحي يخدم المنطقة.

ويضيف أحمد عبد الله الذي يقيم على بعد خطوات من المناطق الأثرية، إن الأرض الفضاء حول المنطقة الأثرية تحولت مقلب يتم حرق القمامة فيه مما جعل الدخان الكثيف يوميا يلوث المنطقة بالكامل ويسبب كارثة بيئية تحت أعين وبصر كل المسئولين.

ومازال أهالي القرية في انتظار ما سيقوم به المسئولين من أجل الارتقاء بالقرية وإظهار القيمة الأثرية والتاريخية لها.

يذكر أن محافظ الغربية الأسبق اللواء محمد نعيم كان قد أعلن انه يتم العمل على إنشاء مشروع عالمي بقرية صالحجر بمركز بسيون بالغربية يضم مركزا دوليا لإعداد وتدريب كوادر فنية فى الآثار بالإضافة إلى إنشاء فرع لكلية الآثار جامعه القاهرة ومتحفا عالميا لأثار المنطقة التي تقع على مساحة 50 فدان وقاعة للمؤتمرات وفندق، بحيث يشارك فى المشروع جامعة القاهرة ودول مانحة ومنظمات دولية وجامعات أجنبية مهتمة بالتراث المصري.

وطالب نعيم بإجراء مسح أثرى شامل للمنطقة بمشاركة علماء وخبراء من كلية الآثار بجامعة القاهرة لتحديد المساحات التي يمكن إنشاء المشروع عليها.

وأكد المحافظ الأسبق، وقتها، على أن تنفيذ هذا المشروع الهام سيضع المحافظة على خريطة السياحة العالمية ويفتح المجال لتوفير فرص لتشغيل الخريجين الذين يحملون شهادات فى فنون الترميم ويعمل على تنشيط وتنمية الحرف التقليدية والتراثية والصناعات المحلية، موضحًا أن اختيار قرية صالحجر يرجع إلى كونها إحدى عواصم مصر الفرعونية وموقعها الأثري الفريد وسط مناطق أثرية مهمة في محافظات الدلتا.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق