الجيش اللبناني يسحق المتطرفين عند الحدود مع سوريا

الأربعاء، 22 يونيو 2016 11:58 ص
الجيش اللبناني يسحق المتطرفين عند الحدود مع سوريا

تفاصيل الحرب على الحدود اللبنانية السورية.. الجيش اللبناني يقتل ويعتقل مئات المتطرفين.. والتنظيم يسيطر على 50 كيلومتر مربع من الأراضي اللبنانية

في ركن قصي من لبنان قرب الحدود مع سوريا، كانت القوات اللبنانية تحرز وبهدوء تقدما مستمرا في مقاتلتها المتطرفين الإسلاميين المتمركزين في الجبال الوعرة.

إنها معركة لا تحظى بنفس الاهتمام الموجه للحرب التي تقودها الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق وليبيا، لكن لا يمر يوم تقريبا دون أن تقوم المدفعية العسكرية المتمركزة عند حافة المدينة الواقعة شرق لبنان المضطرب بإطلاق نيرانها مستهدفة مواقع قريبة للمسلحين.

بمساعدة مباشرة من الولايات المتحدة وبريطانيا، وغير مباشرة من الجيش السوري وحلفائه في حزب الله اللبناني المسلح الذين يعملون على الجانب الآخر من الحدود، أحرز الجيش اللبناني الذي لا يتمتع بعتاد كاف نجاحات ثابتة ضد مسلحين.

خلال الشهور الأخيرة، استعادت القوات المسلحة اللبنانية مساحة مهمة من الأراضي التي كان تنظيم الدولة وفرع القاعدة في سوريا، المعروف باسم جبهة النصرة، قد سيطرا عليها، وقتلت واعتقلت أيضا مئات المتطرفين، وأجبرت الكثيرين الآخرين على الفرار. طبقا للجيش، مازال المسلحون يسيطرون على نحو 50 كيلومتر مربع من الأراضي في منطقة الحدود، مقارنة بأنهم في الماضي، كانوا يسيطرون على منطقة أكبر بعشرين مرة، بعد بدء الصراع في سوريا.

وفي جولة للمنطقة مع الجيش هذا الأسبوع، رأى فريق من الأسوشيتد برس مواقع للجيش مقامة كل عدة مئات من الأمتار. والدبابات وناقلات الجنود المدرعة والأسلحة الآلية الثقيلة كان يمكن رؤيتها أيضا وهي مصوبة تجاه مواقع المتطرفين.

ويكمن معظم النشاط حول مدينة عرسال الحدودية التي استولى عليها المسلحون لوقت قصير في أغسطس آب 2014. وبعد خمسة أيام من القتال الدامي، أطاح الجيش بهم إلى ضواحي المدينة ثم إلى الجبال المحيطة، ويقاتلهم منذ ذلك الوقت.

وحاليا، ينتشر نحو 5 آلاف جندي داخل وحول عرسال، حيث يراقبون عن كثب أية أنشطة مشبوهة من قبل المتطرفين الذين يتجنبون الحركة خلال النار.

وتم تشييد أبراج مراقبة عملاقة، فضلا عن العديد من التحصينات. وتزود طائرات بدون طيار مقدمة من الولايات المتحدة قيادة الجيش قرب بيروت بالمعلومات.

قتل عشرات الجنود اللبنانيين أو أصيبوا خلال أشهر من القتال.

وخلال جولة للأسوشيتد برس، أطل ملازم أول من خلال مناظير نحو المناطق الخاضعة لسيطرة تنظيم الدولة الإسلامية على حافة عرسال، عندما رصد سيارة تتحرك على مبعدة أميال عديدة.

وأخبر الجندي بعض الجنود على خط الجبهة بأنها "شاحنة" في إشارة إلى مركبة يمتلكها رجل لبناني لديه ترخيص بعبور المناطق الخاضعة لسيطرة تنظيم الدولة.

وقال جندي آخر "لو كانت شاحنة مزودة بأسلحة آلية، لكنا قد تعاملنا معها على الفور".

ويحظى الجيش اللبناني، الذي ينظر إليها عادة باعتباره قوة توحيد في هذا البلد المنقسم على أسس سياسية وطائفية، بدعم ومساعدات عسكرية من الغرب.

ولحرصهما على دعم الجيش في مقابل حزب الله المدعوم من إيران، أمدت الولايات المتحدة وبريطانيا الجيش اللبناني بمروحيات وصواريخ مضادة للدبابات والمدفعية وأجهزة الرادار، وكذلك التدريب.

وتقول السفارة الأمريكية إن الولايات المتحدة أمدت لبنان بأكثر من 1.4 مليار دولار كمساعدات أمنية منذ عام 2005.

وقال هشام جابر، وهو جنرال متقاعد يرأس مركز الشرق الأوسط للدراسات والبحوث السياسية في بيروت "المساعدات الأمريكية الأكثر أهمية وفعالية".

وجاءت هذه المساعدة بعد أن أعلنت المملكة العربية السعودية في فبراير شباط الماضي أنها ستوقف إرسال أموال بقيمة 4 مليارات دولار تهدف إلى تجهيز ودعم الجيش اللبناني، ردا على انحياز هذا البلد الصغير لإيران وسط خلاف المملكة السنية مع الدولة الشيعية.

وساهمت القوات السورية ومقاتلو حزب الله أيضا في الحرب عن طريق طرد المسلحين من مناطق في سوريا عبر الحدود من عرسال، ما أضر بالإمدادات اللازمة للقوات الموجودة في لبنان.

يقطن في عرسال عشرات الآلاف من اللاجئين السوريين، وأصبحت في الأيام الأولى من الصراع السوري، الذي بدأ في مارس آذار 2011، نقطة عبور رئيسية لتهريب الأسلحة لمساعدة قوات المعارضة السورية التي تقاتل للإطاحة بالرئيس بشار الأسد.

وفي الثاني من أغسطس عام 2014، اقتحم نحو ألفي مسلح من تنظيم الدولة وجبهة النصرة مواقع تابعة للجيش اللبناني، وكذلك عرسال، واحتجزوا عشرين من رجال الشرطة وجنود الجيش واقتادوهم إلى حقول خارج المدينة. وقتل أربعة جنود لبنانيين.

"كان هذا الهجوم نقطة تحول، وقررت قيادة الجيش اللبناني وضع قيود على هؤلاء الإرهابيين المجرمين وصدهم ومنع أي تأثير محتمل لهم على البر الرئيسي في لبنان، حسبما قال العميد الركن محمد الحسن، قائد اللواء الثامن بالجيش اللبناني والذي نشر في منطقة عرسال.

ومنذ ذلك الحين، استعاد الجيش ببطء جميع التلال الاستراتيجية المطلة عرسال، والتي تحيط به من كل جانب، وتفصل المدينة عن الضواحي التي يسيطر عليها تنظيم الدولة وجبهة النصرة.

وقال الحسن "قبل هجوم عرسال عام 2014، كان لدى تنظيم الدولة وجبهة النصرة نحو سبعة آلاف مقاتل، بينما اليوم هناك حوالي 900 مقاتل من تنظيم الدولة ونحو 400 لجبهة النصرة."

واضاف "لقد قتل نحو 500، وألى القبض على 700، وهرب الباقون."

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق