اعلانات رمضان المعتمدة على أغانى من التراث تثير جدل النقاد
الأحد، 26 يونيو 2016 10:45 م
«طارق الشناوى»: تلك الاعلانات ستتبخر من ذاكرة الناس ولا يتبقى سوى هذا الشجن الجميل.. «ماجدة موريس»: لا يوجد من يوقف تلك المهزلة الاعلانية ولا يوجد قانون رادع..«حلمى بكر»:كلما تقبلنا هذه الاعلانات بشكل مرح نجد انفسنا ننحط وننزل الى القاع
فى وسط صراع الاعلانات ومحاولات جذب الجمهور لمنتجاتهم يعمل صناعها على اختيار أشكال مميزة سواء عن طريق الغناء أو عوامل جذب اخرى وتعد أهم عوامل الجذب فى أعلانات رمضان 2016 هو اعتماد الاغلبية على الغناء وبالتحديد أغانى التراث لعبد الحليم حافظ أو الليلة الكبيرة أو اغانى فرقة ثلاثى اضواء المسرح سمير غانم والضيف أحمد وجورج سيدهم وهو ما وجدناها فى اعلانات شركات المحمول أو الملابس .
حيث شاهدنا هذا الموسم صراع لاغانى التراث كما شاهدنا فى احدى اعلانات شركات المحمول التى استعانت بعدد كبير من النجوم ومنهم أحمد السقا وشريف منير وسمير غانم وشرين عبد الوهاب واشرف عبد الباقى واسعاد يونس وحكيم الذين غنو اغنية الليلة الكبيرة لسيد مكاوى وتم تحويلها الى اغنية العيلة الكبيرة مع الاحتفاظ باللحن والموسيقى وتغير الكلمات الامر نفسة فى شركة محمول اخرى والتى استعانت بالفنان احمد فهمى واكرم حسنى حيث قامو بغناء احد اغانى لفرقة ثلاثى اضواء المسرح وتحويلها لاغنية بص شوط جون يا فخرى واعلانات اخرى استعانو فيها باغنية عدوية وتحويلها لزحمة يا شهر زحمة الامر نفسة فى احد اعلانات الملابس الداخلية والذى استعان بلحن اغنية عبد الحليم حافظ سواح لتحويلها الى اغنية مرتاح.
ومن جانبة علق الناقد الصحفى طارق الشناوى فى تصريح خاص لـ «صوت الأمة» على انتشار هذه الظاهرة ستتبخر تلك الاعلانات من ذاكرة الناس ولا يتبقى سوى هذا الشجن الجميل لتلك الاغانى التراثية كما اعتدنا ولكن الناس فى مجتمعنا يميل الى تقديث كل ما هو من التراث ويعتبرون اى محاولة للتغير بمثابة اعتداء واضح وصريح والان الزمن يعيد نفسة مرة اخره حيث تغنى اسماعيل ياسين اغنية يا حلة العدس الدافى لام كلثوم وجائت على وزن اغنيتها يا وردة الحب الصافى ولكن لم تنفعل ام كلثوم من سخرية اسماعيل ياسين من اغنيتها بل كانت تضحك على اسماعيل ياسين كما تغنى شكوكو فى مطلع الستينات غنى على نفس مطلع الموسيقى "حب اية الى انت جاى تقول علية لام كلثوم وحولها الى سيبك انتى من كلام ده وتعالى دغرى على البوفية كما تغنى وتلاعب محمود شكوكو بقصيدة لا تكذبى ليحولها الى لا تكذبى انى رأيتكما معا كنت بحسبك مروخية لكن طلعتى مسقعة .
وتابع فى الماضى لم يعترض احد على تغير الاغانى والعبث فى الاغانى التراثية لان المجتمع حينها كان يتميز بالمرح والدعابة اما فى وقتنا هذا فقدنا لحس المرح والدعابة واصبحنا نرى كل شئ انه يهين التراث ووصف "المجتمع" بالمجتمع المريض وليس دلاله على وعى منهم .
كما علقت الناقدة ماجدة موريس، والتى ابدت مدى استيائها من هذه الظاهرة الاعلانية وقالت لا يوجد من يوقف تلك المهزلة الاعلانية ولا يوجد قانون رادع يحسم هذا الامر لان فى هذه الظاهرة وجدنا تعدى على الجهد الابداعى ببساطة بدون خوف من القانون ويجب ان يسأل من له يد فى سرقة الحان الاغانى التراثية ويجب ان تتدخل نقابة المهن الموسيقية وجهاز حماية المستهلك واذا لم يحدث تدخل على الفور سوف تتمادى مثل تلك الاعلانات على مدار سنين القادمة.
كما عبر الملحن حلمى بكر عن شده استيائة من هذه الظاهرة الاعلانية حيث قال هنتعود مع الايام على تلك الاعلانات والذى وصفها بالاعلانات الماسخه نظرا لتعددها واحتواء بعضها على الكثير من الايحائات الجنسية .
وتابع حلمى بكر حديثة قائلا:« يجب ان ندخل تلك الاعلانات ضمن الدراما لكثرة انتشارها ضمن الفواصل التى تتخلل مشاهد المسلسلات، ويجب ان ندرك ان هناك فرق كبير بين الاعلانات المصرية والاعلانات الامريكية والاجنبية التى نسعى لتقليدها ونحاول ان نسير على خطاها».
واضاف بكر، كلما تقبلنا تلك الاعلانات ونأخذها بشكل المرح والدعابة نجد انفسنا ننحط وننزل الى القاع فاصبح الان لا يوجد احترام للثقافة واصبحنا شعب هولامى بطبيعتة.
وانتقل بحديثة عن احد اعلانات احد منتاجات الالبان الذين استعانو بالاطفال لترويج المنتج والذى اظهرو الاطفال فى ادنى صورة ووصفة بكونة اعلان لا يمس الطفولة بصلة .