بعد تقليد مشهد بمسلسل «الأسطورة».. الصراع يشتعل بين العرب والفلاحين في «زفة قميص النوم» بالفيوم.. الحكماء يتدخلون لحقن الدماء.. وبرلماني: عقد جلسة عرفية بين الطرفين.. والتوقيع على شرط جزائي خلال العيد
الإثنين، 04 يوليو 2016 11:58 ص
دخل الصراع بين قريتي شعلان «القبائل العربية» والخواجات «الفلاحين» في مرحلة خطيرة، على خلفية «زفة رجل بقميص النوم» فالقريتين تجمعهما مصاهرة ونسب وجيرة فالمسافة بينهما لا تتعدى الخمسة كيلو مترات، وهما يتبعان إداريا مركز يوسف الصديق، ويبعدان عن محافظة الفيوم، بأكثر من 70 كيلو متر، فالمشاهد المؤسفة التي شهدتها قرية الخواجات مؤخرا، دخيله على عادات وتقاليد مجتمع القرية الذي تحكمه العائلات، والقبائل، والنسب، والمصاهرة، والجيرة، والمودة، والرحمة فيما بينهم ولكن ما حدث هو تقاليد لمسلسلات درامية، في مجتمع نهى عن مثل هذه الأفعال
فقرية شعلان التي تتبع الوحدة المحلية بالريان يبلغ تعداد سكانها أكثر من تسعة آلاف نسمة، والتي ينتمى إليها بطل زفة قميص النوم، وهى عبارة عن مجموعة من القبائل العربية التى تنحدر أصولها إلى دولة ليبيا الشقيقة، وكل قبيلة تضم تحت راياتها العديد من العلائات، فقبيلة السمالوس تعتبر من أكبر القبائل العربية على مستوى محافظة الفيوم ومتشعبة فى قرية ونجع بالمحافظة، تضم عائلات مغيب، وتعيليب، والغول، وأبو شناف، أما قبيلة البراعصة فتضم عائلات الهاين، وعائلة غيث، وعائلة حمزاوى.
فالقرية تحكمها العادات والتقاليد القبلية والجلسات العرفية والمحكمين بعيدا عن دهاليز المحاكم والشرطة، فهى ذات طابع خاص فالكبير فيها كبير له مكانته ووضعه داخل القرية وخارجها فله من الصلاحيات أن يحل أي مشكله أو يصدر حكما على فرد من أفراد قبيلته، فعلى الجميع السمع، والطاعة، والإنصياع لأوامره.
فمعظم أهالى القرية يعملون في مناصب قيادية، وفى جهات سيادية فمنها أكثر من 50 ضابط بجهاز الشرطة، وبها جميع الرتب بداية من ملازم حتى اللواء، ويستحوذ أهلها أيضا على رئاسة النقابات المهنية كنقابة الصيادلة، والمحامين سابقا، بجانب توليهم مناصب وكلاء وزارات لبعض الهيئات والمصالح الحكومية بالمحافظة كوزارة الزراعة، والرى، والموارد المائية.
وشهدت القرية فى شهر مارس الماضي أحداثا مؤسفة عندما فقدت 8 أشخاص من أبنائها فى حادث أليم بالمملكة الأردنية الهاشمية.
قرية الخواجات، تتبع إداريا الوحدة المحلية بالشواشنة، ويبلغ تعداد سكانها حوالى 8 آلاف نسمة، وتعتبر عائلة اللاهوني التي أقدمت على إلباس رجل زفه بقميص النوم هى أكبر عائلات القرية بجانب عائلة أبو السعود، وعائلة الزير، فتكاد القرية تخلو من أي منصب قيادي، ويطلق عليها القرى المجاورة «الفلاحين» نظرا لعدم انحدار نسبهم للقبائل العربية، ويعمل أهلها على الزراعة والحرف وهى متوسطة الدخول.
وشهدت القرية في العام الماضي مشاجرة بين عائله اللاهونى وعائلة أخرى بسبب أولوية المرور أصيب خلالها أكثر من 15 شخصا ولولا تدخل القدر ثم بعض كبار العائلات وأهل الحل والعقد لوقعت مجزرة فى ذلك اليوم
على الجانب الاخر تدخل أعضاء مجلس النواب والحكماء وأصحاب الحل والعقد وكبار العائلات من أجل حقن الدماء بين القريتين.
وقال المهندس ربيع أبو لطيعة، عضو مجلس النواب عن دائرة مركز يوسف الصديق، وأبشواى، إنه سيتم التوقيع على شرط جزائي بين عائلتى اللاهوني بقرية الخواجات، وعائلة أبو شناف بقرية شعلان التابعتين لمركز يوسف الصديق، أول يوم العيد، وأبدى كلا الطرفين للجلوس فى الجلسة العرفية، حقنا للدماء بين القريتين.
وأضاف في تصريح خاص لـ«صوت الأمة»، أن مثل هذه الأحداث غريبة على مجتمعنا ولم يعرض علينا في الجلسات العرفية مثل هذا النوع، وسيتم عقد الجلسة بمشاركة كبار وجهاء العائلات بجانب أعضاء البرلمان عن الدائرة.
يذكر أن قريتي الخواجات شهدت أحداثا مؤسفة، عندما قام الأهالى بتجريد رجل من ملابسه، وإلباسه قميص نوم إمرأة، والطواف به فى شوارع القرية على خلفية نشر صور عارية لزوجته على مواقع التواصل الإجتماعي الفيس بوك وتجسيدهم مشهد مسلسل الأسطورة الذى يعرض على الشاشات هذه الايام.