مصر وإثيوبيا.. علاقات متوترة يشعلها سد النهضة.. من ازدهار إلى خلافات في عهد «عبد الناصر».. تهديدات صريحة بضرب أي مانع المائي أيام «السادات».. مقاطعة تامة بعد محاولة إغتيال «مبارك» في أديس أبابا

الأحد، 10 يوليو 2016 01:48 م
مصر وإثيوبيا.. علاقات متوترة يشعلها سد النهضة.. من ازدهار إلى خلافات في عهد «عبد الناصر».. تهديدات صريحة بضرب أي مانع المائي أيام «السادات».. مقاطعة تامة بعد محاولة إغتيال «مبارك» في أديس أبابا
دعاء عبدالنبى

لمجاراة الطموح الإثيوبى الذي بدأ منذ عام 1956 وحتى عام 1964، حين قامت الولايات المتحدة بتحديد موقع سد النهضة الإثيوبى الكبير من خلال دراسة من المكتب الأمريكي للإستصلاح، الذي أجرى أبحاثه على 26 موقعا حينها، ورغم استمرار سلسلة السدود التي أقامتها منذ ذلك الحين، والتى لم تكن لها تأثيرا بالغا، إلا أن طموحها فى الحصول على المزيد من حصص الماء استمر في المضي قدما من خلال تأكيد ديسالين، رئيس الوزراء الإثيوبي، في أخر تصريحاته، أن إثيوبيا تستعد لتخزين حوالى 14 مليار متر مكعب لتوليد الكهرباء من خلال تشغيل توربينين من توربينات السد، دون مراعاة لإعلان المبادىء القائم بين الدول الثلاثة مصر، وإثيوبيا، والسودان.

أما عن علاقة مصر بإثيوبيا على مدى الدهر ترصدها «صوت الأمة» من خلال التقرير التالي.

جمال عبد الناصر
كانت العلاقة بين مصر وإثيوبيا في ازدهار صاعد حيث زار الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، إثيوبيا، وكان أول رئيس مصري يزورها، وأقام فيها منظمة الوحدة الأفريقية، بالإضافة إلى مساندة مصر لها إقتصاديا وتجاريا، وحينما عزمت بناء السد، أرسل «عبد الناصر» خطابا لإمبراطور إثيوبيا، ورضخ لرغبته وتوقف عن أعمال بناء السد ولكن سرعان ما نشبت الخلافات بين البلدين نتيجة بناء السد العالي دون أخذ موافقة دول المنبع وهو ما أثار غضب إثيوبيا.

محمد أنور السادات
إختلفت تعاملات الرئيس الراحل محمد أنور السادات عن جمال عبد الناصر، واتخذ قرارات شديدة في مواجهة إثيوبيا وطموحاتها فى الحصول على المياه حين قال السادات «إن المسألة الوحيدة التي يمكن أن تقود مصر للحرب مرة أخرى هى المياه» نتيجة لحذره وخوفه على مياه النيل.
اتسمت العلاقة بين مصر وإثيوبيا، بالتوتر الشديد في تلك الفترة نتيجة لإعلان الرئيس السادات عن القيام بمشروع لتحويل جزء من مياه النيل لري 35 ألف فدان في سيناء، مما دفع الامبراطور «منجستو هيلا سلاسى» لتقديم شكوى ضد مصر على غرار هذا الأمر عام 1980 لمنظمة الوحدة الأفريقية.

محمد حسني مبارك
استمر تدهور العلاقة بين مصر وإثيوبيا مرورا بقطعها تماما فى عهد المخلوع محمد حسني مبارك، بعد إستقرار دام من1984 حتى عام 1995، خلف القطيعة إهمال وصمت بين دول المنبع والمصب لحوض نهر النيل نتيجة لمحاولة قتله في أديس أبابا أثناء زيارته لإثيوبيا لحضور منظمة الوحدة الأفريقية، واستمرت تلك العلاقة المنقطعة حتى ثورة 25 يناير عام 2011، وأظهر تقرير مصور يتبع لوكالة الاستخبارات الامريكية CIA أن مبارك كان على عزم دائما بضرب أى سد تحاول إثيوبيا إنشاؤه.

محمد مرسى
عام 2012 قام المعزول، بزيارة لإثيوبيا لحضور افتتاح أعمال القمة الأفريقية الـ19 بأديس أبابا، وناقش فيه ملف النيل، ولا سيما توقفت المفاوضات بعد فترة وجيزة، وعام 2013 اتجهت أثيوبيا مرة أخرى لبناء السد، الأمر الذي دفع المعزول لعقد اجتماع لاحتمالية التدخل العسكرى قائلا «كل الخيارات مطروحة» بينما صرح بعض السياسين بهدم السد مما أشعل غضب المسئولين فى أديس أبابا، وعلى غراره رد رئيس الوزاراء «لا أحد يستطيع الوقوف أمام بناء السد».

إعلان المبادىء
عام2014 قامت إثيوبيا بالإعلان عن إتمام بناء 32%، من إنشاء السد، أعقبها تصريح من وزير الدفاع الإثيوبى أعرب فيه أنهم على استعداد للرد على أيعمل عسكرى، تلاها بعدة أشهر.
قامت مصر بالتوقيع على إعلان المبادىء الذي ينص على التعاون بين الدول الثلاثة وعدم إضرار أى بلد بمصالح البلد الأخرى وعلى الرغم من أن المادة الخامسة تنص على عدم اتخاذ إثيوبيا أي إجراءات إلا بموافقة دولتي السودان ومصر، إلا أن إثيوبيا لم تضع هذا الإعلان في إعتبارها، وتعدت عليه بمجرد استمرار بنائها لسد النهضة.

وعلى صعيد متصل، أدى إعلان المبادىء هذا إلى تشتت الأراء حوله فهناك خبراء يرون أن بناء هذا السد هو أكبر محنة ستواجه مصر نتائجها فيما بعد، إلا أن البعض الأخر يرون أن بناء السد لا يؤثر على مصالح مصر من المياه، فيما نظر فريق ثالث إلى ضرورة اللجوء الى لجنة التحكيم الدولي لضمان عدم تضرر مصر من بناء السد، خاصة وأن إعلان المبادىء ليس بإتفاقية يمكن أن تقيد حراك إثيوبيا نحو التوجه لبناء السد.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق