نيويورك تايمز: جنوب السودان على حافة الحرب
الثلاثاء، 12 يوليو 2016 12:38 م
رأت صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية الصادرة اليوم الثلاثاء، أن دولة جنوب السودان أصبحت على حافة الحرب في ضوء تدهور الأوضاع هناك، لاسيما مع توارد أنباء حول مقتل اثنين من قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة ومسارعة الحكومات الأجنبية بسحب مواطنيها من هناك بجانب تزايد المخاوف بشأن مصير المدنيين المحاصرين في مخيمات النازحين المكتظة.
وذكرت الصحيفة - في تقرير بثته على موقعها الإلكتروني - أن دوي إطلاق النار أصبح يتردد في مختلف الجهات بالعاصمة جوبا، مثل العواصف الرعدية، فيما أكد شهود عيان أن المئات من المواطنين قتلوا خلال الأيام الثلاثة الماضية، وتأتي هذه الأحداث جميعا بالتزامن مع الاحتفال بالذكرى الخامسة على استقلال البلاد، بيد أن هذا الحدث شهد احتفال القليل من المواطنين بسبب التزام الجميع منازلهم خوفا من استهدافهم من قبل المسلحين.
وأشارت الصحيفة إلى أن جنوب السودان، أحدث دولة في العالم وواحدة من أكثر البلاد فقرا، عانت من الحرب الأهلية في ديسمبر عام 2013 بعد الانقسام المرير الذي وقع بين الرئيس سيلفا كير ونائبه ريك مشار الذي تزعم حركة التمرد، وتسببت هذه الحرب في مقتل نحو 50 ألف شخص، بينما يحمل كل طرف الطرف الآخر المسئولية عن ارتكاب الجرائم ضد المدنيين.
ولكن بعد اتفاق السلام، عاد مشار إلى جوبا في أبريل، وأدى اليمين الدستورية لتولي منصبه القديم كنائب للرئيس سلفا كير ولكن سرعان ما عادت البلاد إلى وضعها السياسي الهش الذي كانت عليه قبل الحرب.
وقالت الصحيفة "يبدو أن موجة العنف الأخيرة تغذيها نفس أجواء التنافس بين الرجلين، اللذين ينتميان إلى جماعات عرقية مختلفة قامت بتجنيد عشرات الالاف من الشباب للدفاع عن قضيتهم، ولكن ثمة مخاوف تجددت حاليا من أن كلا الزعيمين قد يفقدان السيطرة على قواتهما".
في السياق ذاته، أعلن مسئولون من الأمم المتحدة أن مخيمات إيواء النازحين داخل وخارج العاصمة جوبا، والتي تأوي الالاف من المواطنين تعرضت للقصف، مما أسفر عن مقتل مدنيين اثنين على الأقل وإصابة العشرات، ولم يتضح حتى الآن ما إذا كانت قذائف الهاون أو المدفعية التي استهدفت هذه المخيمات أطلقت من طلقات طائشة أم أنها كانت تتعمد قتل المدنيين الذين يلتمسون اللجوء.
وأردفت الصحيفة قائلة "إن الكرة الآن تقف في ملعب مجلس الأمن الدولي، بينما ينبغي أن تعيد الولايات المتحدة والصين، باعتبار أنهما أصحاب نفوذ كبير داخل جنوب السودان، التفكير في فكرة فرض حظر على دخول الأسلحة في جنوب السودان، وهي فكرة لم تتحمس الدولتان لها في الماضي".
في الوقت ذاته، ناشدت مجموعة من الدول الأفريقية مجلس الأمن الدولي من أجل تعزيز صلاحيات بعثة حفظ السلام، من خلال إرسال المزيد من القوات في المنطقة وتشكيل ما اسموه بـ"لواء التدخل".