بالفيديو والصور.. الصرف الصحي يحاصر قرية «صفط النور» ببني سويف.. المياه تهدد المباني بالانهيار.. الأهالي يهاجرون منازلهم.. ويؤكدون: الشبكة متهالكة.. والمسئولين خارج الخدمة
الجمعة، 22 يوليو 2016 05:44 م
تحولت المنازل في قرية "صفط النور" التابعة لمركز الفشن جنوب محافظة بني سويف، إلى برك من المياه المختلطة سواء المياه الجوفية، أو الناتجة عن كسر مواسير مياه الشرب أو الصرف الصحي، الأمر الذي يهدد حياة الأهالي، منهم من هجر منزله، واتخذ مسكن جاره مأوى مؤقت، ومنهم من لم يجد بديل فافترش الأرض واستلقى أمام منزله.
سيدات البلدة لم يجدن بديلا لبيوتهن سوى الانتظار بشوارع القرية، ويفترشن الأرض، وينظرن إلى منازلهن التي أوشكت علي الإنيهار جراء المياه التي اخترقت الحوائط ودخلت المنازل.
وتجولت "صوت الأمة" داخل القرية واستمعت لشكاوي الأهالي، وقالت عصمت محمد حسن، ربة منزل، إن المياه الجوفية دمرت المنازل بالقرية خاصة غرب وبحري البلد.
وطالبت المسئولين بالنظر بعين الرأفة للأهالي، خاصة وأن المياه مع الكهرباء تمثل خطورة كبيرة، على الأطفال، متهمة القائمين على هيئة مياه الشرب، بالتقصير تجاه القرية والقرى المماثلة لها.
وأوضح محمود علي، إمام وخطيب، أن قرية "صفط النور" من أكبر قرى المركز كثافة سكانية وسبب ظهور المياه داخل المنازل هو وجود المواسير القديمة المتهالكة التى يسهل كسرها بعد انتهاء عمرها الافتراضى، مشيرا إلى أن المنظر العام للمنازل يعيد الأهالي إلى قرون مضت.
وأضاف: "الأهالي تستخدم "الطشت" للإستحمام للتخلص من المياه خارج المنزل فلا نستطيع الإستحمام داخل الحمام حتي لا ترتفع المياه الجوفيه في المنزل أكثر من ذلك".
ووجه "علي" رسالة إلى المهندس شريف حبيب محافظ بني سويف قائلا: "أغثنا من اللي احنا فيه نروح فين أنا وأولادي؟..البيت هيقع علينا".
وقالت حسنية محمد، ربة منزل، البالغة من العمر 65 عامًا: "أنا نقلت حاجتي عند الجيران بعد أن دمرت المياه الجوفية منزلي ولا أقدر على شراء منزل بديل، وكل ما أملكه أقوم بنزح المياه خارج المنزل، وقمت بجمع ما تبقي من حاجتي بالمنزل، وأقمت عند الجيران منذ عدة أشهر، والآن أنام أنا ونجلي أمام مصطبة المنزل بالشارع".
وأكد أحمد النجار، أعمال حرة، "شبكة المواسير لا تتحمل ضغط المياه، وغير صالحة للشرب، وبنشرب مياه الصرف وكانت شركة المياه هتغير الشبكة منذ عامين لولا مسئول بالمياه له صلة قرابة بمعظم الأهالى، قال إنها صالحة رغم أن الشبكة عمرها أكثر من 37 عامًا".
وقال محمد على: "اختلاط مياه الشرب بمواسير مياه الصرف يهدد الأهالى بالأمراض التي لا حصر لها وكثيرا ما تنقطع مياه الشرب وعندما تعود المياه إلى المنازل تكون "عكرة" ولا تصلح للشرب".
وأوضح طه حسن، أحد قاطني عزبة عسقلانى، التابعة للقرية، "أصيب أبنائى محمد 5 سنوات، وإبراهيم سنة واحدة، بالتسمم فذهبت إلى الطبيب، الذى أبلغنى أن التسمم نتيجة تلوث مياه الشرب، وأوصانى بشراء مياه معدنية، وعدم الشرب من مياه الحنفية فاشتريت كرتونة مياه، فإلى متى نعيش على شراء المياه المعدنية التى تثقل كاهلنا خاصة ونحن من معدومى الدخل".
وقال مصدر بشركة مياه الشرب ببنى سويف، إن بعض القرى تعانى ضعف ضخ المياه بسبب زيادة الاستهلاك خلال فصل الصيف، وفى مركز الفشن تعانى بعض المناطق والقرى من ضعف مياه الشرب وانقطاعها فى أحيان كثيرة، بسبب الصيانة وهو ما آثار غضب واستياء المواطنين، لأنهم لا يلمسون أي صيانة للمواسير في القرية.