عباس يطلب مساعدة الجامعة العربية لرفع قضية ضد بريطانيا لإصدارها وعد بلفور
الثلاثاء، 26 يوليو 2016 02:43 ص
طلب رئيس دولة فلسطين محمود عباس، من الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، المساندة لإعداد ملف قانوني لرفع قضية ضد الحكومة البريطانية لإصدارها وعد بلفور، وتنفيذه كسلطة انتداب بعد ذلك، الأمر الذي تسبب في نكبة الشعب الفلسطيني، وتشريده، وحرمانه من العيش في وطنه وإقامة دولته المستقلة مثل باقي شعوب المنطقة.
وقال الرئيس الفلسطيني في كلمته أمام مؤتمر القمة العربية الـ27، المنعقد في موريتانيا، وألقاها نيابة عنه وزير الخارجية الدكتور رياض المالكي: لقد انقضى قرابة قرن من الزمان على صدور وعد بلفور في العام 1917، وبناء على هذا الوعد المشؤوم، "وعد من لا يملك، لمن لا يستحق"، تم نقل مئات الآلاف من اليهود من أوروبا وغيرها إلى فلسطين، على حساب أبناء شعبنا الفلسطيني الذين عاشوا وآباؤهم وأجدادهم منذ آلاف السنين على تراب وطنهم.
وأضاف: ولاحقاً لذلك، فقد سمحت سلطة الانتداب البريطاني والقوى الكبرى آنذاك، للحركات الإرهابية اليهودية، باقتلاع وطرد وتهجير قرابة نصف سكان فلسطين إلى دول الجوار، وإلى ما تبقى من فلسطين التاريخية.
وفي أعقاب النكبة، قامت القوات الإسرائيلية بتدمير أكثر من 485 بلدة وقرية فلسطينية، وترتب على ذلك وجود قرابة ستة ملايين فلسطيني يعيشون حالياً في ديار المنافي والشتات.
وقال: "نعمل من أجل فتح ملفات الجرائم الإسرائيلية التي ارتكبت بحق شعبنا منذ نهاية الانتداب البريطاني على فلسطين، ومروراً بالمجازر التي نفذتها عام 1948 وما بعدها".
وأضاف: "وطالما بقي الظلم قائما على شعبنا، فإنه لن يغفر لمن تآمروا عليه، وأوصلوه إلى ما يعانيه من تشرد ونكبات ونكسات، وحرموه من أن يعيش حياة طبيعية في وطنه، وأن تكون له دولته المستقلة ذات السيادة والخاصة به".
وأشار الرئيس الفلسطيني إلى حجم التحديات التي تواجه الأمتة العربية في ظل هذه الظروف الدقيقة والخطيرة، بسبب تفشي ظاهرة العنف والإرهاب، التي تقودها مجموعات إرهابية، متخذة من الدين غطاء وذريعة لأعمالها الإجرامية.
وقال إننا نقف إلى جانب الدول التي أصابها الأذى جراء هذا الارهاب، وندين أعماله البشعة، ونتضامن مع الشعوب التي تعرضت له، ونحن على استعداد لتقديم العون لمكافحته بأشكاله كافة.
وفيما يتعلق بالصراع العربي الإسرائيلي، قال: رغم قبول منظمة التحرير الفلسطينية، لعقد اتفاق سلام مع إسرائيل شهد عليه العالم في العام 1993، تم بموجبه الاتفاق على حل الدولتين على حدود العام 1967 وتكون القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين، إلا أن إسرائيل، وبعد 49 عاماً من احتلالها، ما زالت مصرّة على تكريس احتلالها واستيطانها لأرض دولة فلسطين، وماضية في سعيها المحموم لتغيير هوية وطابع تلك الأرض وخاصة مدينة القدس الشرقية.
وأضاف أنه الجهود المقدرة التي تقوم بها كل من أمريكا، وروسيا، والاتحاد الأوروبي، والأمم المتحدة، بشكل منفصل، لدعم تحقيق السلام في المنطقتة، إلا أن آلية الرباعية الدولية، قد فشلت مرة أخرى في القيام بواجباتها وفق خطة خارطة الطريق، مشيرا إلى ان الرباعية أصدرت مؤخراً تقريراً منحازاً وغير مقبول، ينتقص من قرارات الشرعية الدولية، ويلوي عنق الحقيقة، حيث ساوى بين الضحية والجلاد، الأمر الذي سيشجع إسرائيل، قوة الاحتلال، على المضي في طغيانها، وانتهاكاتها للقانون الدولي.
وقال: سنواصل تعزيز صمود شعبنا على أرضه، وإننا مستمرون في بناء مكونات دولتنا الفلسطينية، ورغم شح الموارد ومحدودية الامكانيات، متطلعين لاستمرار الدعم والمساعدة من الدول الشقيقة، التي قدمت ومازالت لفلسطين وشعبها وصولاً لهذا الهدف.