«الخطبة المكتوبة» في عيون الأئمة والخطباء.. «عبد القادر»: تقلل من شأن الإمام وتلغي دوره.. و«عبدالحليم»: تحمل الكثير من المميزات لكن بشروط.. و«القائد»ساخرًا: «نلغي مهنة الخطيب ونقرأها على «النت»أحسن»
الخميس، 28 يوليو 2016 11:21 ص
أزمات عدة مرت بها خطب يوم الجمعة من كل أسبوع في مصر، فخوفًا من التحريض على فئة معينة في المجتمع من قِبل مشايخ متشددين أو التحدث والنقاش السياسي داخل أروقة دور العبادة، فقد قررت وزارة الأوقاف توحيد «عنوان خطبة الجمعة»، بحيث يصبح الموضوع الذي يتحدث فيه الخطيب محددًا سلفًا من قِبل الوزارة، وذلك بدلًا من أن يصبح اختيار موضوع الخطبة عشوائيًا يختلف من إمام إلى آخر.
فلم تمضي فترة طويلة علي القرار السابق ذكره، وخرجت الوزارة بقرار آخر وهو: «الخطبة المكتوبة»، ليصبح كل ما يجب أن يقوله إمام المسجد في خطبة الجمعة مكتوبًا من قِبل وزارة الأوقاف بنص كامل تقوم الوزارة بتوزيعه على خطباء المساجد.
وبين الهجوم الشديد على هذا القرار لمنعه كما وصف البعض الفكر والتجديد، وبين اتهام وزارة الأوقاف بتجميد الخطاب الديني بدلًا من تجديده، واختلفت أسباب رفض أئمة الأزهر للخطب المكتوبة، بينما رأى مؤيدو «الخطب المكتوبة» أنها تحول دون خلط الدين بالسياسة، ورجح البعض أن الخلاف بين الأزهر والأوقاف سوف يشتعل في الأيام القليلة الماضية.
وفي هذا السياق رصدت «صوت الأمة» آراء الأئمة حول «الخطبة المكتوبة»
«الأفضل قرائتها على النت»
في البداية، قال يحيى القائد الذي يعمل إمام في أحد المساجد: إن تطبيق مشروع «الخطبة المكتوبة» يُعد تجميد لإمكانيات الخطيب في أشياء عديدة، حيث أن كل خطيب في المسجد الذي يعمل به يسعى جاهدًا لإقناع المصلين بقيم وخلق ومبادئ الإسلام ليعم الخير والسلام على المجتمع.
وأضاف «القائد» لـ«صوت الأمة» إلي أنه يشعر وكأن وظيفته أصبحت بلا معنى، فطالما أن الخطب أصبحت واحدة في كل أنحاء الجمهورية إذا من الأفضل أن يقرأها المصلون بلا عناء أو تعب، بدلا من أن يتحول الإمام لقارئ من الورق، مشيرًا إلي أن «الخطبة المكتوبة» ستجعل المواطنين ينصرفون عن الحضور في المساجد.
وإختتم «القائد» حديثة قائلًا: «إن من الأفضل إلغاء مهنة إمام المسجد وقرائتها على النت».
«إلغاء دور الإمام»
من جانبه، قال عبد المهدي عبد القادر أحد شيوخ الأزهر: إن قضية «الخطبة الكتوبة»، لا تخص الأئمة فقط، لكنها تعتبر قضية الأمة بأكملها، مؤكدًا أن «الخطبة المكتوبة» تقلل من شأن الإمام وتلغي دوره المؤثر في المجتمع.
وأضاف «عبد القادر» في تصريح خاص لـ«صوت الأمة» أن الخطبة يجب أن تترك لعواطف الخطيب ودوافعه ليتفاعل معها الناس، مؤكدًا أن كلما كانت الدعوة محررة كلما كانت أنفع وأكثر واقعية.
وتابع «عبد القادر»، أن هناك إقتراحًا، لإنهاء الجدل، وهو أن الوزارة بإمكاناها أن تقدم للأئمة كتاب به عدة مواضيع، وعلى الإمام أن يختار ما يريده ولا دخل للوزارة بشأنه.
«مميزات وشروط»
وعلي الجانب الأخر، قال عبد الحليم، أحد أئمة الأوقاف، إن «الخطب المكتوبة» تحمل الكثير من المميزات، لكنها تحتاج لبعض الشروط فقط. وأقترح «عبد الحليم» أن يكون كل مسجد له حق اختيار الخطبة أو رفضها، مع وضع الوزراة للعناصر والأحاديث الصحيحة، بالإضافة إلي ترك الإمام للإرتجال، ليستمر بحث العلماء في الكتب والمراجع وتنمية روح الإبداع عند الإمام.
«السيطرة على زمام الدولة»
وقال سامح عيد، القيادي الإخواني المنشق، إن الحكومة تريد السيطرة على زمام الدولة، ومواجهة الإرهاب والتطرف بكل أشكاله.
وأضاف «عيد» في تصريح خاص لـ«صوت الأمة»، أن الحكومة لديها عبء كبير للسيطرة على الإرهاب والتطرف، ولكنه لا يكون بالخطبة المكتوبة، لأنها تقتل الإبداع لدى الإمام.