كاتب أمريكي: دونالد ترامب أمامه فرصة حقيقية للفوز بالرئاسة رغم كل عيوبه
الإثنين، 01 أغسطس 2016 02:14 ص
قال الكاتب الأمريكي دويل مكمانوس إن "المهمة الأولى لأية حملة سياسية هي تأطير السؤال الذي تريد من الناخبين أن يجيبوا عليه."
وأوضح مكمانوس، في مقاله بصحيفة (لوس انجلوس تايمز) - أن "دونالد ترامب يريد لهذا الانتخاب أن يكون بمثابة استفتاء على التغيير: (هل أنتم سعداء بالطريقة التي تدار بها الأمور في أمريكا؟)، فيما تريد هيلاري كلينتون للانتخاب أن يكون بمثابة استفتاء على ترامب: (هل أنتم مستعدون لتسليم رموز التشفير النووية لشخص مستبد عصبي المزاج؟)".
ولفت الكاتب إلى أن "الحملة تضمنت المزيد بالطبع: من تضارب وجهات نظر وسياسات كل من كلينتون وترامب إزاء الأحداث العالمية، غير أن معركة تأطير السؤال كان نقطة مهمة تمحور حولها المؤتمران الحزبيان لترشيحهما في كليفلاند وفيلادلفيا."
ورأى مكمانوس أن "رسالة ترامب في مؤتمر كليفلاند كان مفادها أن الولايات المتحدة في أزمة وأنه هو وحده يستطيع تغيير الوضع؛ فيما كان مفاد رسالة كلينتون في مؤتمر فيلادلفيا هو أن مشاكل البلاد قابلة للحل، غير أن ترامب لا يمتلك المقومات المزاجية للقائد العام- وكلا السؤالين يحمل في طياته قدرة على الفاعلية."
ونوه عن أن "الرغبة في تغيير كبير هي رغبة عريضة ومتجذرة؛ وقد أظهر آخر استطلاع رأي أجراه مركز أبحاث (بيو) أن نسبة 71% من الأمريكيين غير قانعين بالمسار الذي تسير فيه البلاد – وفي هذا دافع لحملة ترامب."
ولفت إلى أن "ترامب من البداية عرّف نفسه بأنه متمرد على الأوضاع الثابتة وأنه صانع تغيير: رجل ليس سياسيا ينتقد مؤسسات الحزبين (الجمهوري والديمقراطي) كما يعد بنبذ السياسات التقليدية على كافة المناحي بدءا من الدَين الفيدرالي وحتى التجارة."
وأشار مكمانوس إلى أن "استطلاع مركز أبحاث (بيو) أظهر أن نسبة 77% من عينة الاستطلاع مقتنعون بأن ترامب قادر على إحداث تغيير حقيقي – حتى ولو اعتقد معظمهم أن التغيير قد يكون للأسوأ- عندما يتعلق الأمر بالتغيير، يمكن لـترامب أن يدّعي لنفسه تميزا."
على الجانب الديمقراطي، رصد الكاتب قول جيوف جارين، خبير استطلاعات الرأي أن "أكبر تحدي تواجهه كلينتون ربما هو إرضاء عطش الناخبين إلى التغيير.. وقد أظهر استطلاع رأي أجرته كل من محطة (إن بي سي نيوز) وصحيفة (وول ستريت جورنال) أن نسبة 56% من الناخبين يفضلون مرشحا يسعى لإحداث تغييرات رئيسية للطريقة التي تعمل بها الحكومة حتى لو كانت التغييرات عصية على التنبؤ؛ فيما تفضل نسبة 46% فقط اتباع المرشح لأسلوب متزن يحدث تغييرات طفيفة"... وأضاف جيوف جارين أن "مهمة كلينتون تتمثل في إقناع الناخبين أنها ستعمل كرئيس للبلاد على تحسين حياتهم فيها".
ونبه مكمانوس على أن "كلينتون تحدثت عن هذه المهمة في مؤتمر الحزب الديمقراطي في فيلادلفيا – لكن الحديث عن تلك النقطة جاء في خضم الحديث عن أمور عديدة فلم تحظ بالاهتمام الكافي وسط الضجيج ...إن تأكيد كلينتون على تلك النقطة هو أمر بالغ الأهمية لفئتين من الناخبين: رجال ونساء الطبقة العاملة من ذوي البشرة البيضاء الذين شعروا بالإهمال من إدارة أوباما، وناخبي بيرني ساندرز، لا سيما الشباب، من غير المتحمسين بشأن التحول إلى كلينتون."
ولفت الى أن "البعض متشكك في قدرة كلينتون على الاقتراب من تلك المنطقة (الحديث عن التغيير)، ومن هؤلاء المتشككين، ديفيد أكسيلرود، كبير خبراء أوباما الاستراتيجيين عام 2008، والذي يقول "لا أظنها قادرة على تقديم نفسها في الحملة على أنها مرشحة تغيير؛ لقد كانت جزءا من السياسة الأمريكية لمدى سنوات طويلة."
ورأى صاحب المقال أن على "كلينتون بدلا من الحديث عن التغيير، أن تركز على مسألة مزاجية ترامب التي هي أسوأ عيوبه في أعين الناخبين .. وقد أظهر استطلاع رأي أجرته (إن بي سي) و(وول ستريت جورنال) أن نسبة 65% من عينة الاستطلاع يقولون إن أكبر مخاوفهم من ترامب تتأتى من كونه "شديد التقلب المزاجي" ثم كونه "عدوانيا وغير متسامح"، فيما قالت نسبة 69% إن أكبر عيوب هيلاري كلينتون في نظرهم هي "عدم الأمانة" ثم كونها "لن تحدث التغييرات المطلوبة".
ويرى أكسيلرود أن "مسألة المزاجية هي محورية في هذا الصدد"، ويستشهد أكسيلرود بجزء من خطاب كلينتون: "إن رجلا يمكنك استفزازه بتغريدة على تويتر هو رجل لا يمكنك أن تثق في حيازته رموز التشفير النووية"، ويقول أكسيلرود "أعتقد أن السباق قد آل إلى ذلك..هذا هو النقد القادر على تحريك معظم الناس... ولن يكون صعبا على كلينتون وداعميها أن تبقي مسألة المزاجية قائمة على قيد الحياة طوال السباق."
واستدرك مكمانوس في ختام مقاله "لكن مسألة المزاجية لم تُخرج ترامب من السباق؛ ولا يزال الأمر بعيدا، وبناء على استطلاعات الرأي، تبقى مسألة "التغيير" أقوى قليلا من مسألة "المزاجية" في أذهان الناخبين... وطالما كان ذلك كذلك، فإن ترامب رغم كل عيوبه الكبرى، يظل أمامه فرصة حقيقية للفوز في الانتخابات الرئاسية الأمريكية."